عادل الحلاج مدير عام المنتدى
العمل : مزاجك : الهوايه : الجنس : عدد المساهمات : 5942 تاريخ التسجيل : 06/06/2009 نقاط : 21416 الموقع : www.ebnalnafes.com
| | واحة رمضان الحديث السابع | |
[size=25]حديث اليوم هو :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( السحور أكله بركة ؛ فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء ؛ فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحّرين )
[رواه أحمد و ابن حبان] .
[size=21]الحديث جاء بعدة صيغ و طرق :
[b]عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً" رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه .
قال ابن حجر في الفتح ( 4/139) : وقد نقل ابن المنذر الإجماع على ندبية السحور.
[/size]
تفسير الحديث : [/b][/size]وهل السحور بالضم أم بالفتح ؟ قال ابن حجر في الفتح ( 4/139) :
هو بفتح السين وبضمها، لأن المراد بالبركة الأجر والثواب فيناسب الضم لأنه مصدر بمعنى التسحر، أو البركة لكونه يقوي على الصوم وينشط له ويخفف المشقة فيه فيناسب الفتح لأنه ما يتسحر به.
وعن سبب حصول البركة بالسحور
قال ابن حجر في الفتح (4/139) : البركة في السحور تحصل بجهات متعددة، وهي اتباع السنة، ومخالفة أهل الكتاب، والتقوى به على العبادة، والزيادة في النشاط، ومدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع، والتسبب بالصدقة على من يسأل إذ ذاك أو يجتمع معه على الأكل، والتسبب للذكر والدعاء وقت مظنة الإجابة، وتدارك نية الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام. قال ابن دقيق العيد: هذه البركة يجوز أن تعود إلى الأمور الأخروية فإن إقامة السنة يوجب الأجر وزيادته، ويحتمل أن تعود إلى الأمور الدنيوية كقوة البدن على الصوم وتيسيره من غير إضرار بالصائم. قال: ومما يعلل به استحباب السحور المخالفة لأهل الكتاب لأنه ممتنع عندهم، وهذا أحد الوجوه المقتضية للزيادة في الأجور الأخروية.اهـ
والسحور هو الغذاء المبارك: فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان فقال: " هلم إلى الغذاء المبارك " رواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما . قال المناوي في الفيض ( 3/243) : أي الكثير الخير لما يحصل بسببه من قوة وزيادة قدرة على الصوم
قال الكلاباذي : فالبركة فيه بمعنى الإباحة بعد الحظر عنه من أول الليل فكأنها إباحة زائدة على الإفطار آخر النهار فهو رخصة والله يحب أن تؤتى رخصه فالترغيب في السحور ترغيب في قبول الرخصة ومعنى البركة فيه الزيادة ويمكن كونها زيادة في العمر لكون النوم موتا واليقظة حياة ففي مدة الحياة معنيان اكتساب الطاعة للمعاد والمرافق للمعاش وهو مما خصت به هذه الأمة واعلم أن القصد من الصوم كسر شهوتي البطن والفرج فينبغي تخفيف الأكل في السحور فإن زاد في قدره حتى فاتت حكمة الصوم لم يكن مندوبا بل فاعله ملام نبه عليه بعض الأفاضل .اهـ
وقد ثبت أن السحور من البركة: فعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " البركة في ثلاثة في الجماعة والثريد والسحور" رواه الطبراني في الكبير بسند صحيح .
وعلى المسلم أن لا يدع السحور فإنه بركة من الله: فعن عبد الله بن الحارث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسحر فقال: " إنها بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوه " رواه النسائي بإسناد حسن .
ويحصل السحور بالقليل ولو بجرعة ماء : فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحرين " رواه أحمد وهو صحيح . وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تسحروا ولو بجرعة من ماء" رواه ابن حبان في صحيحه. وكذا السحور بالتمر فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "نعم سحور المؤمن التمر" رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه.
قال ابن حجر في الفتح (4/140) : يحصل السحور بأقل ما يتناوله المرء من مأكول ومشروب. وقد أخرج هذا الحديث أحمد من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ: "السحور بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين " ولسعيد بن منصور من طريق أخرى مرسلة "تسحروا ولو بلقمة".
ويكفي في أكلة السحور أن الله وملائكته يصلون على المتسحرين ولو لم يكن للسحور إلا هذه المزية لكفى : فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين " رواه الطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه . قال المناوي في الفيض ( 2/270) تعليقاً على هذا الحديث: أي الذين يتناولون السحور بقصد التقوي به على الصوم لما فيه من كسر شهوة البطن والفرج الموجبة لتصفية القلب وغلبة الروحانية على الجسمانية الموجبة للقرب من جانب الرب تعالى فلذلك كان السحور متأكد الندب جداً .اهـ
والأفضل في السحور تأخيره : فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار و أخروا السحور . وقال :" بكروا بالإفطار و أخروا السحور" . وقال :" عجلوا الإفطار و أخروا السحور ". فكل تلك الأحاديث الصحاح تدل على سنية تأخير السحور .
والأفضل في السحور أن يكون قبيل الفجر: فعن قتادة عن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت قال تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة قال قلت كم كان قدر ذلك قال قدر خمسين آية . قال ابن حجر في الفتح ( 4/138) : وفيه تأخير السحور لكونه أبلغ في المقصود قال بن أبي جمرة كان صلى الله عليه و سلم ينظر ما هو الأرفق بأمته فيفعله لأنه لو لم يتسحر لاتبعوه فيشق على بعضهم ولو تسحر في جوف الليل لشق أيضا على بعضهم ممن يغلب عليه النوم فقد يفضي إلى ترك الصبح أو يحتاج إلى المجاهدة بالسهر وقال فيه أيضا تقوية على الصيام لعموم الاحتياج إلى الطعام ولو ترك لشق على بعضهم ولا سيما من كان صفراويا فقد يغشى عليه فيفضي إلى الإفطار في رمضان. اهـ
وأكلة السحر هي الفاصل بين صيامنا وصيام أهل الكتاب : فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر" رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة . قال النووي في المنهاج ( 7/207) : معناه الفارق والمميز بين صيامنا وصيامهم السحور فانهم لا يتسحرون ونحن يستحب لنا السحور وأكلة السحر هي السحور. | |
|
الثلاثاء أغسطس 09, 2011 11:20 am من طرف مندولين