السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب
العالمين، الاحد الواحد الفرد الصمد، الذي خلق الشهور وجعل بعضها فوق بعض،
والصلاة والسلام على محمد اشرف المخلوقين وعلى آله وصحبه، وكل من إهتدى
بهديه وإقتفى اثره إلى يوم الدين
اما بعد:
فهذه حلقات
مباركة ستكون طوال شهر رمضان، تحتوي على احاديث نبوية تخص هذا الشهر
الكريم، نضعها لكم ونضع شرحها وفوائدها، سائلين الله ان ينفع بها، وان
تأخذوا بأحسنها، فإننا لا نعلم هل سنلحق رمضان الذي يلي هذا ام لا، لذالك
وجب علينا ان نعمل ما في المستطاع لنيل الأجر في هذا الشهر المبارك
حديث اليوم
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، غُفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه الشيخان .
وقفات مع الحديث :
إيماناً : المراد بالإيمان: الاعتقاد بفرضية صوم رمضان .
احتساباً : الاحتساب هو طلب الأجر ورجاء الثواب من الله تعالى.
اضاءات الحديث :
1. قوله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان) صيغة من صيغ العموم، فيعم كل من صام رمضان رجلاً أو امرأة.
2.
قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري": المراد بالإيمان: الاعتقاد بفرضية
صومه. وبالاحتساب: طلب الثواب من الله تعالى. وقال الخطابي: احتسابا أي:
عزيمة، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه طيبة نفسه بذلك غير مستثقل
لصيامه ولا مستطيل لأيامه .
3. قال الإمام النووي: معنى إيماناً:
تصديقاً بأنه حق مقتصد فضيلته، ومعنى احتساباً، أنه يريد الله تعالى لا
يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص .
4.
قوله: (غفر له ما تقدم من ذنبه) هذا هو جواب الشرط؛ فمن صام رمضان على
الوجه المطلوب شرعاً مؤمناً بالله وبما فرضه الله عليه ومنه عبادة الصيام،
ومحتسباً للثواب والأجر من الله، فإن المرجو من الله أن يغفر له ما تقدم من
ذنوبه.
5. جاء في رواية عند أحمد زيادة: (غفر له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر). ولكن هذه الزيادة شاذة، كما قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على
المسند: "رواه أحمد بإسنادين الأول حسن، والثاني مرسل ضعيف. ثم زيادة: "وما
تأخر" شاذة تفرد بها حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو".
6. ذكر في الحديث
أن الصيام يكفر الله به ما تقدم من الذنوب، فهل المقصود بتكفير الذنوب أنه
يكفر الذنوب جميعاً صغائر وكبائر، أما الصغائر فقط؟، وكذلك بقية النصوص
التي فيها الإشارة إلى مغفرة ما تقدم من الذنوب..
المعلوم من كلام أهل
العلم: أنه لا تُكفَّر سوى الصغائر. وأما الكبائر فلابد لها من التوبة،
وحكى ابن عبد البر في كتابه: "التمهيد" إجماع المسلمين على ذلك، واستدل
عليه بأحاديث منها ماجاء في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات
الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان؛ مكفرات لما بينهن ما اجتنبت
الكبائر)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإثنين أغسطس 01, 2011 9:42 pm من طرف كتكوته