لؤى محمد صلاح عضو مرشح للإشراف
عدد المساهمات : 840 تاريخ التسجيل : 12/11/2009 نقاط : 6757 الموقع : التفوق على طول
| | لماذا قتل السادات؟. الكتاب الذى أثار عاصفة الغضب على " هيكل " | |
أقدم لكم اليوم
قصة بداية ونهاية عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات
وكتاب خريف الغضب
بقلم المبدع
محمد حسنين هيكل
هذا الكتاب اثار عاصفة الغضب فى مصر منذو صدروه تقريبآ 1983 - اى بعد موت السادات بسنتين .
أولا و بدون أية مقدمات .. هيكل هو آخر من يصلح للحكم على السادات لأنه عدو له . و عموما آخر ما يفعله هيكل هو الموضوعية و التعفف عن الخصومة خاصة مع أنور السادات ..
و لا يمكن بتاتا معرفة تاريخ مصر من كتابات التشفي من ميت !!.
فهكذا يمارس هيكل الشجاعة " إذا انفرد الجبان بأرض طلب الطعن و حده و النزالا " .
***********
السادات اغتيل مرات عديييييييييدة بعد موته .. و هذا الكتاب في نظري أول اغتيال للسادات بعد موته 1983 ومرورا بعدد من الكتاب والصحفيين ورجال عهد زوار الفجر ومراكز القوي ومعظمهم ماركسيين .. وسوف لا تنتهي ، وانتهاء بصحيفة الميدان التي نشرت صورته عاريا مضروبا بالرصاص , وسوف لا تنتهي الاغتيالات للسادات وكنت أتمني ان يفهم أصحاب الاتجاهات الاخري ان هناك خط فاصل يقع بين النقد والتشهير , وفي الحقيقة ان معظم من اختلفوا مع السادات قاموا بتصفية حسابات علي الورق وشهروا به ولي أن اسأل إخواننا معارضي سياسات السادات هل من النقد أن انشر صورة مثل تلك التي نشرت في صحيفة الميدان للسادات وهو مقتول ونصفه عاري كي أقول للعالم أن هذا جزاء من سوف يخطو خطى السادات وينتهج نهجه ....
ان اول ما يسارع به رجل الشارع حين يري شخص متوقي ملقي علي الطريق اثر حادث هو تغطية جسده بورق لجرائد ليداري سوءته
و نعلم جميعا نحن المسلمون ان الغراب قد علم قابيل كيف يداري سوءة اخيه
كتاب خريف الغضب
وكانت الطبعة الاولي التي صدرت عام 1983 ( بعد موت السادات بأقل من سنتين فقط ) .. و كانت بها ثلاث مقدمات : المقدمة الانجليزية والمقدمة الفرنسية ثم المقدمة العربية , وفي اعتقادي ان من كثرة الانتقادات التي وجهت للكتاب ومقدماته التي وجهت للغرب قبل العرب والمصريين , فان الطبعة الموجودةالان تحتوي علي ثلاث مقدمات المقدمة العربية ثم المقدمة المصرية ثم مقدمة فقط ولكن قد اعترف هيكل بلسانه في الطبعة الاخيرة انه قام بترجمة الكتاب الي العربية بنفسه ههههههه اي انه يؤكد انه كتبه للغرب قبل العرب والكتاب حقيقة يحوز علي اعجاب الكثير من جميع الاتجاهات يحوز علي اعجاب الناصريين لانه يوفر لهم وجبة دسمة للهجوم علي خصيمهم الذي اتجه ضد تياراتهم وافكارهم التي تقوم علي الاستمرار في حمل الشعارات المستوردة احلام اليقظة حتي السقوط في بئر سحيق كما حدث في يونيو 1967 الكتاب يوفر لهم احساس بالامل في القيام والنهوض مرة اخري بعد نهاية الطاغية السادات في نظرهم والحمد لله انه حتي وبعد موت السادات لم تقم وسوف لا تقوم قائمة لسيطرة شيوعي او ناصري او اشتراكي او تيتوي او ماوتسوي او تقدمي اوماركسي او غير ذلك من المسميات التي ما حملت ولن تحمل في طياتها الا شعارات واهمة ووعود كاذبة بالنصر والرخاء والعدالة والكفاية والتقدم وووووووو وافاق العالم علي الحقيقة وافقنا نحن علي هزيمة وفقر وانحلال وسقوط في الحضيض لم ننتصر تحت شعارات الاشتراكية الماركسية وانما انتصرنا تحت راية الله اكبر والحمد لله نعود للكتاب بالنسبة لي وارجو ان يأخذ الجميع فى الاعتبار انني اكتب رايي الشخصي ولا اعممه ولا اقول اني افضل من هذا اوذاك , ولكن من حقي الدفاع عن رايي كما من حق الجميع,
الكتاب يتميز بالحرفة الصحفية , يكفي ان كاتبه هو واحد من كبار كبار الكتاب السياسيين في مصر والعالم العربي لكنه حجة عليه لا حجة له , غلبت فيه الاكاذيب والافتراءات وغطت علي الحقيقة وافتضح امره يوما بعد يوم منذ يوم صدوره الي الان وانا واثق من انه بعد اعوام سوف يطالب ورثة هيكل بعد موته دار النشر بالتوقف عن الاستمرار في النشر عملا بالحديث الشريف اذكروا محاسن موتاكم اقصد هيكل بعد موته
متناقضات خريف الغضب
خريف الغضب عبارة عن متناقضات لا حد لها , منها ماهو داخل الكتاب نفسه ومنها ماهوبين خريف الغضب وكتابات اخري لهيكلومنها متناقضات لافكار هيكل داخل الكتابوافكاره واراءه بصفة عامةوقد حقق الكتاب ايرادات عالية جدا وقت صدور الاعدادالاولي منه حيث انه صدر مباشرة بعد اغتيال السادات باشهر عديدة وكان العالم كلهمتشوق الي معرفة الكثير عن هذا الرجل الذي انتهت حياته نهاية درامية ولغز حاول كلان يفسره حسب هواه واتجاهاتهاستغل هيكل تلك الفرصة الذهبية التي كادت ان تكونله 100 عصفور بحجر واحد- تشفي في السادات الذي سجنه في اواخر ايامه- استعادةالاسم اللامع الذي يجب ان يتلألا دائما في سماء الشرق الاوسط والعالم- استعادةثقة القراء في صانع التاريخ كما لقب- وتحقيق اكبر قدر من المكاسب بالعملة الصعبةفرصة من ذهب لا يجود بها الزمان مرةاخرياول كتاب يصدر مباشرة بعد موتالسادات من كاتب مرموق لجماهير متعطشة لمعرفة المزيد والمزيد عن حياة ذلك الرئيسالذي كانت قراراته وسياساته وشخصيته غير مفهومة في ذلك الوقتونلاحظ ان المؤيدينوالمحبين للسادات لم يفكروا بطريقة هيكل في الاستفادة من موت السادات كل تلكالاستفادةكان هيكل اذكي واسرع في انتهاز الفرصة الذهبية لكتابة اول كتاب عنالسادات
الكتاب كان الاسبق في تناول حدث شاهده كل الناس ولم يعرفوا عنه الكثير , وذكاء هيكلبرز في سرعة تناول الحدث في مؤلف كبير لاشباع رغبة الجماهير التي بعد فترة سوف يقلاهتمامها بأي كتابات تصدر نظرا لقدم الحدث ونظرا لان الاحداث الجديدةاولي بالاهتماممن قراءة التاريخ لدي كثير من الناسولم يفعل ذلك الكثير من الكتاب القريبين منالسادات والذين يعرفون اكثر مما يعرف هيكل عنه مثل موسي صبري الذي صدر اول كتابله عن السادات في اواخر عام 1985 , وهو كتاب السادات الحقيقة والاسطورة والذي قام فيه بفضح كثير مما كتبه هيكل في خريف الغضب عن السادات بالادلة والمستنداتوغيرموسي صبري كثيرين من الكتاب الذي كتبوا عن السادات بعد موته بسنوات عديدة . لميستغلوا حداثة الحدث للكسب المادي اولتحقيق الشهرة او السبق الصحفي ,,, وهذه احدالنقاط التي رغم اختلافي مع فكر هيكل الا انني اقول عنه دائما ... صحفي محترفغير ذلك من استخدامات هيكل للمحسنات البديعية والاسلوب المتميز الذي اكتسبه عليمدار سنوات عمله كصحفي ورئيس تحرير للاهرام
وقداندفعهيكل في سرعة اصدار الكتاب والتركيز علي تلك المنافع التي سردتها وانتهاز الفرصةالذهبية ووقع تحت تأثير احساسه بضرورة الانتقام والذي تزايد بعد ان سجنه السادات , فركز كل اهتمامه علي تشويه صورة الرجل وعدم الالتفات الي اي عمل صائب قام بهالسادات ولو عن طريق الصدفة او الخطأفابتعد كثيرا عن الموضوعية ولجأ الي حشوالكتاب باكاذيب وافتراءات وحتي الوثائق قام بتأويلها وتفسيرها علي هواهاننياعتقد ان خريف الغضب منذ صدوره كان يمثل قميص حديدي يرتديه هيكل ويحتمي به ضدمعارضيهولكن بازدياد شهرة هيكل زاد حجمه داخل القميص الي انه كاد الان يختنق , وتمني لو لم يرتدي ذلك القميص اللعين الذي حماه لفتره قصيرة ثم كاد انيقتلهولتقريب المعني فان من كثرة الاكاذيب في الكتاب زاد الهجوم علي الكتابوعلي هيكل من قبل كثير من الكتاب والمؤلفين والمفكرين , اصبح هيكل في رايي يلهثللجري وراء تصحيح اخطاء ما اورده في كتابه كي يحتفظ بثقة قرائه واحترامهمولااتصور هيكل علي استعداد في الوقت الحالي للدخول في مناظرة مع اي شخص بشأن خريفالغضب الذي كتبه في ساعة غضب وحفر في التاريخ كوصمة عار علي جبين كاتب مرموق مثله
ونري هيكل الان في الندوات والمحاضرات يقول اقاويل تتناقض تماما مع رأيه في الساداتالذي اورده في خريف الغضب والامثلة كثير
ففي مايو 1995 وعلي صفحات مجلة روزاليوسف
حوار بين عادل حمودة وهيكل بمناسبة ذكري ثورة التصحيح
قال هيكل بالنص .. السادات فقد شرعيته بمبادرة السلام مع اسرائيل وبعد ذلك بسنوات يعترف بتاييده للسادات ويعترف بخطأه في معارضته لمبادرة السلام , وحظي باحترام الكثيرين
ثم بعد ذلك في ندوة بالاسكندرية وفي محاضرة بالجامعة الامريكية يعلن انه كان مخطئا بمعارضته للسادات وان السادات كان ابعد نظرا ثم يخرج علينا بقول اخر
انظروا.......
قال هيكل ..
السادات فقد شرعيته في احداث يناير فيما سمي بمظاهرة الطعام
يا سبحان الله
شرعية السادات مفقودة في راي هيكل باي حال من الاحوال
الفتوي الاولي لهيكل, يفقد السادات شرعيته بمبادرة السلام الفتوي الثانية .. كان السادات ابعد نظرا في مبادرة السلام ولكن فقد شرعيته في عام 1977 في مظاهرات الطعام
ومعذرة لاننياحب الرئيس السادات واري ان هيكل في كتابه خريف الغضب اراد ان يقف بصدره امامالترام فدهسه , لانه لا يستطيع احد اخفاء الهرم الاكبر ولا هدمه ولا اعادة تشكيلاحجاره لتغيير رسمه الهندسي
اهم انجازات السادات
قرار حرب اكتوبرالعظيم والذي سبقه كثير من الاعداد وكثير من القرارات والسياسات التي ادت اليالنجاح المذهل الذي حققناه في حربنا المجيدة ضد اسرائيلاسترداد سيناء بالكاملباستغلال السادات الاستغلال الكامل والناجح لنصر اكتوبرولا داعي للحديث عنباقي انجازات الرجل التي سلبها منه هيكل بحرفة غلبت حرفة نشالينالاتوبيساتورغما عن كتاب هيكل وكتب عديدة ظهرت بعد ذلك سارت علي نهجه الاان شعبية السادات اري انها في ازدياد وبالذات بعد فيلم ايام السادات الذي قام بهالفنان احمد زكي رحمه الله
ساهم الكتاب بلا شك في بداية الثمانينات في هبوط شعبية السادات لفترة وتحقيق احداهداف هيكل في الانتقام منه , ناهيك عن الاهداف الاخريولكن هناك حكمة تقول ..
"انك تستطيع ان تخدع بعض الناس بعض الوقت ولكنك لا تستطيع ان تخدع كل الناس كلالوقت"
وهذا ما حدث مع هيكل , فقد بدأ يتراجع ويبتعد بعيدا عن الترام الذي كادان يدهسهواقصد بالترام هنا التاريخ الذي يؤكد دائما ان السادات كان الابعدنظرا من الجميع والاوفي والاخلص لهذا البلد , في خريف الغضب صور هيكل الساداتبالشخص العاشق للكاميرات والتمثيل والمقامر بمصير البلد والذي يضع البلد رهنا للحظةمتعة امام الكاميرات وذلك في مشهد اشبه بالفيلم السينيمائي وهو يزور القدس ويخطب فيالكنيسيت ولا يشغل باله وتفكيره غير صورته امام العالمهذا هو رأي هيكل فيزيارة القدس التي قام بها السادات والذي ينم عن تصغير ساذج جدا للامور , بل ينم عنغضب هيكل الذي يفهم جيدا ان السادات برحلته الي القدس قد قام بحرق اهم ورقة تلعببها اسرائيل امام الرأي العام العالمي وهي ان العرب دعاة ابادة ويريدون القاءاسرائيل في البحروقد كانت اول ضربة سياسية حقيقية بعد الضربة العسكرية فياكتوبر
قام السادات بوضع اسرائيل وقادتها في موقف حرج امام شعبها وامام الراي العامالعالميكما وضع الولايات المتحدة بعد ذلك في وضع حرج في مفاوضات كامب ديفيدحينما وضعت ولاول مرة في موقف القوة العظمي التي لا تستطيع ان تتحمل المسئوليةمستغلا بذلك كل اوراق اللعبة الكبيرة والصغيرة في التفاوض بداية بنصر اكتوبروالعبورحتي استقالة محمد ابراهيم كامل في اثناء المفاوضات استغلها وقال لكارتروللصحفيين ان مساعدي يستقيلون لانهم فقدوا الامل في الاعتماد علي دولة عظمي مثلكم .. وقد كان بيجن قد تعهد امام شعبه بعدم ازالة اي مستوطنة في سيناء , ونظرا للضغوطالامريكية وحنكة المفاوض المصري فقد تم هدم المستوطنات و استعدنا سيناء بالكامل . كل هذا في نظر هيكل مقامرة ومسرحية وفرصة استغلها السادات للظهور امام كاميراتالعالمونظرا لعدم موضوعية هيكل فقد تراجع عن رايه واعترف بانه كان مخطئابمعارضته للسادات في كامب ديفيد بعد كل الذي قاله في خريف الغضب , وذلك ليس صحوةضمير او احساس بذنب ولكن في اعتقادي انه حفظ لما تبقي من ماء الوجهومحاولة لكسباحترام بعض من فقدوا ثقتهم فيما يكتب لعدم اتساقه مع الواقع , شانه شان العرب الذينعارضوا السادات واتهموه بالخيانة ثم هم الان يحاولون السير علي نفس السياسات التيعارضوها بالامس ولكن طبعا مع الفارق الكبير ..
خريف الغضب مؤلف غير عادى خريف الغضب منذ اليوم الاول لصدوره لم يكن مؤلف عادي لقراء عاديين , بل اصبح بعدذلك في اعتقادي مرجعا ثمينا لكل من يريد الهجوم علي السادات . وبالذات لبعضالصحفيين والكتاب , فكثيرا من الصحفييين المهاجمين للسادات يلجأ في مقالاته الي اخذمواد الهجوم واعادة صياغتها بطريقته , وبعضهم ينسبها لهيكل بقوله .. يقولالاستاذ هيكل في خريف الغضب كذا وكذا وكذاوكأن قول هيكل هو تنزيل من العزيزالحكيمبل ان بعض المؤلفات التي كتيت لتشويه صورة السادات والهجوم عليه تكادوكأنها تخرج من مؤلف واحد ورأس واحد , علي سبيل المثال كتاب حقيقة السادات لعبدالله امام وكتاب سنوات عبد الناصر وايام السادات لضياء الدين داوود , ومذكرات عليصبري التي كتبها عبدالله امام , اقرأ تلك الكتب جميعا وسترى انها كتاب واحد اختلفت سيناريوهاته وفصوله لكن ينتهي الي ان هؤلاء جميعا ارادوا شرعنة قتلالسادات حين ان الجماعة الاسلامية التي اغتالته اعترفت بخطأها في قتله علي لسان كرم زهدي زعيم الجماعةمما يعني هدم شرعيتهم ومصداقيتهمتصوروا .. القاتل يعترف بخطأه بعد قرب انتهاء فترة العقوبة مما يمثل تعبيرحقيقي عن صدق الاعترافواراد اخرون تضليل الناس بشرعنة قتله واغتياله رغماعتراف القاتل بخطأه . اعتذر للقارىء على الإطاله ولكن الموضوع كبير وضخم ولا يكفي للحديث عنه مئاتالمقالات الا وهو كتاب خريف الغضب , اهم كتاب واخطر كتاب هاجم السادات هجوما عنيفاوحادا , وادعو الجميع لقراءة هذا الكتاب فانا من انصار معرفة الرأيوالرأي الاخر بل وفهم وتفنيد دوافع الرأي الاخر للوقوف عي ارض صلبة ولكي اعرف عنيقين اي منا هو الاجدر بالدفاع
قراءه موضوعية فى خريف الغضب
اكد هيكل في مؤخرة الكتابان خريف الغضب هو محاولة لشرح الاسباب التي ادت الي اغتيال الرئيس السادات وليسسيرة لحياته ودوره السياسيونراه في صفحة 21 يقولاعترف انني بدأت افكر فيكتابة هذا الكتاب منذ اللحظة الاولي لاعتقالي في 3 سبتمبر 1981اي ان الثأرموجود منذ اللحظة الاولي لاعتقاله في 3 سبتمبر 1981 فليس من المعقول ان هيكل ارادان يشرح اسباب اغتيال السادات قبل موته باكثر من شهروفي مقطع اخر من نفسالصفحة نراه يريد ان يؤهل القارئ سيكولوجيا لتقبل الهجوم الغير موضوعي علي الساداتعندما قال .. اعرف ان هذا الكتاب سوف يغضب الناس في مصر ..
اي ان هيكلكان يعلم جيدا ان غضبه سوف يطغي علي موضوعيته مما سوف يغضب الناس في مصر علي حدقوله واذا كان الكاتب قد اكد في مؤخرة الكتاب انه .اي الكتاب . محاولة لشرح الاسباب التيادت الي اغتيال السادات , وفي اول فصول الكتاب يقول انه بدأ يفكر في كتابة هذاالكتاب منذ اللحظة الاولي لاعتقاله اي قبل اغتيال السادات بشهر فأنني اري ان خريفالغضب هو نية مبيتة للانتقام من السادات ولما اغتيل السادات اراد هيكل بكتابه شرعنةقتلهوفي رأيي الشخصي ان هيكل في هذا اكثر تطرفا من قاتل السادات نفسه . وهذاالرأي لمن يتفقون معي ان اغتيال السادات هو تطرف وارهاب , اضف الي ذلك اعترافالجماعة الاسلامية بخطأهم في قتلهولا اتصور هيكل بجلالة قدره يقف وراءالستار ليصفق لخالد الاسلامبولي الذي كان يبلغ من العمر 24 عاما حين قتل السادات , ولا يمتلك من الخبرة ولا العمر ان يتفهم دور السادات ولا المناورات السياسية ولاكامب ديفيد ولا الانفتاح ولا غير ذلكوان كان يعرف فهو يعرف القليل الذي لايرقي ان يضاهي خبرة ومعرفة هيكل الذي يصفق له من خلف الستار ويحاول اقناعنا بشرعيةمافعلهولا اتصور ايضا ان هيكل تحول بقدرة قادر من مناصرا لليسار ومدافعاعنه وممجدا لستالين ودعاة الماركسية الي اخواني واطلق لحيته ويدافع عن الاسلاموالاسلاميين ويتحدث عن مقاومة الفساد بالعنف ويصل الي درجة التطرف الديني ويعلنشرعية اغتيالهم للسادات كما انني لا اتصور ايضا ان هيكل كان يساند ثورة اسلامية لقلب نظام الحكم في مصر ولوبقلبه وهذا اضعف الايمان . ولا اتصور ان هيكل كان ضالعا او مؤيدا لمخطط عالمي منقبل دولة مثل اسرائيل او الولايات المتحدة للتخلص من السادات . وهنا نجد علامةاستفهام تواجهنا عند قراء كتاب خريف الغضب , فعندما تقرأ خريف الغضب من الجلدةالي الجلدة تجد ان هدف الكاتب هو ان تصل بعد نهاية قراءة الكتاب وتقول عن السادات .... الله يلعنه في كل كتاب ده كان يستحق اللي جري لهوتصل ولو بقناعتكالشخصية الي ان قتله حلال . بدون اي استنادات دينية ولكن ستصل الي شرعنة قتلهبتأثرك بغضب هيكل الذي يحاول ان يعممه ويجعله غضب كل الشعب . والسؤال هنا .... اذا كان هيكل بكتابه كما اسلفنا يريد شرعنة قتل السادات كما يبدو لي ويبدولغيري بالطبعفما موقفه من القاتل ؟هل يمكن ان يكون القتل شرعيا والقاتلغير شرعي ؟اعتقد ان شرعية القتل ستضفي بدورها الشرعية علي القاتل والا فلا معنيلفصل الفعل عن الفاعل فهذا انفصام في الشخصية ومنطق معكوس لا يمكن قبولهفكيفتؤيد قتل السادات وترفض تأييد القاتل وفي مواقف اخري تعتبر ان الاغتيالاتوالتفجيرات تعتبر ارهاب وتطرف ؟
واجابةالسؤال بسيطة ولا تحتاج منا الي كل هذا التحليلهو ان غضب هيكل وصل اليانه وقع تحت تأثير دوافعه في الانتقام من السادات , وكمية الغضب والانفعال والغلوصل به الي اقصي حدوده في يوم 3 سبتمبر من عام 1981 , ادي به الي انه لو كان فياستطاعته ان يدفع لقاتل محترف لكي يقتل السادات لفعلخالد الاسلامبولي نفذ رغبةمكبوتة لهيكل وهو معتقل دون ان يتحمل هيكل عناء البحث عن قناص ووضع خطة لتنفيذرغبته في التخلص من الساداتفانطلق في خريف الغضب يحاول اقناعنا بشرعية القتلالتي هي رغبة مكبوتة بداخله نفذها له شخص لا يعرفهفلم يدافع عنه ولم يعبأ بهحتي لا يتهم بالتطرف , ولكن اهتم باضفاء الشرعية علي الحدث نفسهولو ان قاتلالسادات اسرائيلي متطرف لما اختلف موقف هيكل . فالمعادلة هنا كما وزنها هيكلبميزانه الاعوج تفصل بين الفعل والفاعلوتصل لا منطقية هيكل علي طول كتابهالملئ بتصفية حساباته مع السادات الي انه لم يحترم السيناريو الذي وضعه هو بنفسهلكتابه خريف الغضب . فنراه يحدد هدف الكتاب كما اسلفت في شرح الاسباب التي ادتالي اغتيال السادات , ثم نراه ينطلق لتصفية حساباته الي الحديث عن امور لا تمت لذلكالموضوع الذي حدده هو بأي صلة
تجد ان هيكل قد نظر بمنظار اسود علي عائلةالسادات بداء بجدته ووالده ووالدته وكيفانه كان ابن جارية زنجية واخوته ونشأة السادات وظروف معيشته الصعبة الخشنة جداولونه الاسمر الذي كان يمثل له عقدة ,, علي حد قوله ,, مما اضطره الي الاقدام عليالزواج من جيهان البيضاء , وعشقه للتمثيل منذ صغره وغير ذلك مما يعتبر خروجا واضحاعلي ما حدده هيكل لمضمون الكتابولم يكتفي بتشويه صورته هو وعائلته وفترة ماقبل توليه الحكم وبعد توليه وحتي اغتياله , بل انطلق هيكل الي بعد حادث المنصةلتشويه صورة زوجة السادات فاخترع قصة من تأليف خياله المريض تروي ان السيدة جيهانالسادات قد قامت بركوب الطائرة الهليوكوبتر التي كانت تقل السادات بعد اطلاق الرصاصمتجهة الي مستشفي المعادي , وقد استغرقت الرحلة كما يروي كاتبنا المحترم 40 دقيقةلماذا ياتري في رأي كاتبنا المحترم ؟ادعي هيكل ان السيدة جيهان السادات قدقامت بايقاف الطائرة عند بيتها بالجيزة وقامت بالقاء مكالمتين , الاولي لابنها جمالفي امريكا والثانية لشخصية امريكية لم تعرف حتي الان , ثم بعد ان انتهت منالمكالمتين عادت الي الطائرة التي بها الرئيس مضروبا بالرصاص وينزف دما لاستئنافالرحلة الي مستشفي المعاديبالله عليكم اي نوع من الكذب والافتراء هذا ؟
لو كانت هذه الزوجة هي القاتلة لزوجها لما فعلت ذلك .. تترك زوجها مضروب بالرصاصينزف دما لاجراء مكالمتين لامريكا , ومع من ؟ابنها جمال وشخصية امريكية غيرمعروفة الي الاناما كانت تستطيع تأجيل هاتين المكالمتين حتي يتم اسعاف ذلكالزوج الغارق في دمه داخل الهليوكوبتر ؟وقد اثبتت السيدة جيهان كذب الواقعة , حيث اكدت انها لم تركب الهليوكوبتر علي الاطلاق مع الرئيس , بل انها ذهبت اليالمستشفي بسيارة مع احدي صديقاتها اللاتي كن يشاهدن العرض العسكري من اعلي المنصةولحفظ ماء الوجه فقد اضاف هيكل هذا الاعتراف في الطبعة الموجودةالان منخريف الغضب في اسفل الصفحة التي روي فيها تلك القصةومن يمتلك النسخة القديمةسوف لا يجد اعتراف جيهان السادات مدونا بها كما في النسخة الجديدةقد يلتمس بعضمؤيدي هيكل العذر له في انه لم يتمكن من اضافة اعتراف جيهان السادات لانها لم تكنقد اعترفت به قط حين صدرت النسخة الاولي من الكتاباقول لهم .. وانا لاالتمس له العذر في القصة الاولي التي يرفضها اي عاقل ولم يكن لها اي مصدر غير عقلهيكل المريض الذي لا يحترم عقلية قراءه
ينطلق هيكل في كتابه خريف الغضب الي افاق اللاموضوعية واللا منطقية منذ بدايةالكتاب , حتي علي صفحة الغلاف نراه يكتب في اسفل الغلافقصة بداية ونهاية عصرانور السادات , وكنت اظنه كما ظن اخرون انه سوف يتحدث عن فترةحكم انور السادات , لكنه تطرق الي التشويه لصورة السادات منذ نشأته وفترة ماقبل الثورة وبعد الثورةوفترة حكم عبد الناصر متهما السادات بابشع اتهامات دون اثباتها .. اتهمهبالعمالة والنفاق وحب المال وجمع المالوانطلق يروي روايات ويلفق اتهامات لااساس لها من الصحة , قال انه كان يتقاضي راتبا ثابتا من كمال ادهم مديرالمخابرات السعودية الذي كان يعمل بتنسيق كامل مع المخابرات الامريكية في فترةالستيناتثم تارة يقول انه استولي علي احدي القصور ليقيم بها وهو نائب , ثمتارة يقول انه تقاضي مبلغا من الشيخ الصباح قدره خمس وثلاثون الف دولار مما اغضبعبد الناصر وامره باعادة هذا المبلغ الي الشيخ الصباح ... ولم يقدم هيكل اسباباوجيهة ومقنعة لكي يقنع القارئ لماذا اختاره عبد الناصر نائبا بعد كل هذاولم يتحدثعن سبب اختيار عبد الناصر للسادات الا في اسطر قليلة غير مقنعة وغير منطقية عليالاطلاق
وفي وسط سيول من الاتهامات التي انهال بها هيكل علي السادات في خريف الغضب وبالذاتفي فترة قبل توليه منصب نائب الرئيس , لم يعطنا مبررات مقنعة ومنطقية ترقي لانيقبلها اي عقل يفكر ويتساءل . لماذا اختاره عبد الناصر نائبا له بعد كل هذهالفضائح والاتهامات ؟وعدم تقديم اجابة منطقية من جانب هيكل سينطوي بالطبع علياساءة بالغة لعبد الناصر الذي هو السبب الاساسي في تسلم السلطة من بعده . بديهيا لوسلمنا بتصديق هيكل في كل مايكتباكتفي هيكل بتقديم اسباب غير منطقية يقول فيمايقول ان عبدالناصر قال له هو شخصيا وهو في الطائرة في رحلته الي المغرب حيث كانمتوجها مع عبد الناصر لحضور مؤتمر الرباط في عام 1969قال ان عبد الناصر قد تلقيبرقية بوجود مخطط لاغتياله في المغرب واراد الا يترك هذا المنصب خاليا لان ظروفالبلد لا تحتمل اي فراغ سياسي , ولذلك اختار السادات نائبا .. وهي ليست باجابة فكانمن الممكن ان يختار نائبا غير السادات فالفراغ يمكن ان يسده شخصيات اخري غيرالساداتلا تتوافر فيها كل تلك المساوئ التي اتهمه بها هيكل وكان عبد الناصر علي حد قولهعلي علم ببعضها .
وتارة يقول هيكل ان عبد الناصر قال له انه اختار السادات في هذا المنصب لانه منصبشكلي وليس تنفيذيمما يعيدنا الي نفس التساؤل السابق .. لماذا السادات وتارةيقول هيكل ان عبد الناصر اختار السادات نائبا لانه الوحيد الذي لم يشغل ذلك المنصبحتي الان .. مما يدفعني للاجابة بسخرية لاقول never mind ولماذا يجب انيتولي السادات ذلك المنصب الحساس الذي لو حدث اغتيال لعبد الناصر في المغرب او فياي مكان وقتها كما كانت لديه معلومات سيتولي السادات حكم مصر ؟ولما نذهب اليافتراضات بعيدة لم تحدث . فقد تولي السادات بالفعل حكم مصر بعد وفاة عبد الناصر , ولو لم يختاره عبد الناصر نائبا لما تولي الحكم ؟امور لا يجيب عليها هيكلولا الناصريين . الاعتراض علي السادات والاساءة له هي اعتراض ايضا علي اختيارعبد الناصر واساءة لعبد الناصر الذي اختاره من بين كثيرين لتولي ذلك المنصب الحساسواذا كنتم تؤيدون زعيمكم ناصر اخطأ ام اصاب في جميع قراراته حتي انكم التمستمله اعذار في هزيمة يونيو وضياع الارض , فلماذا لا تؤيدوه في واحدة من اهم قراراتهوهي اختيار السادات نائبا له ؟
اريد ان أؤكد انني لا افند كل كلمة في الكتاب والا استغرق هذا منيوقتا طويلا جدا فالرد علي كتاب مثل خريف الغضب يجب ان يكون في مجلد حجمه عشرة اضعافخريف الغضب وهو امر صعب للغايةكل ما افعله هو محاولة متواضعة من فارئ عادي جدالالقاء الضؤ علي بعض نقاط الكتاب ومضمون الكتاب بصفة عامة ..
مما ادهشنيواضحكني في خريف الغضب وجعلني وكأنني اقرأ مقال ساخر لاحمد رجب او كاريكاتور لمصطفيحسين بعض ماكتبه هيكل في خريف الغضب عن اسرة خالد الاسلاميوليقد قلت قبلذلك ان هيكل اراد ان يصفق لقاتل السادات من وراء الستار دون ان يراه احد حتي لايتهم بالدفاع عن تنظيم ارهابي او اضفاء الاحترام والبطولة علي مرتكب فعل ارهابي مماسيدفعه بعد ذلك الي التصفيق لجرائم ذلك التنظيم في اي مكان اخر لئلا يكيل بمكيالين ,, ولذلك فصل في معادلته بين الفعل والفاعل وابتعد عن التبجيل اوالتهليل للقاتلولكنه اتجه الي اسرته كنوع من الشكر الغير مباشر لقاتل السادات الذي نفذ رغبة هيكلالمكبوتة منذ الثالث من سبتمبر 1981وايضا كنوع من اعطاء القارئ احساس بان قتلالسادات كان مطلبا شعبيا والقاتل ليس بغريب بل انه واحد من ابناء اسرة مصرية محترمةماذا قال هيكل عن اسرة خالد الاسلامبولي في خريف الغضب كي نضحك سويا ؟
-----------------------------------------------------------------------
يقول هيكل في صفحة 413 من كتابه خريف الغضب عن اسرة خالد الاسلامبولي قاتل الساداتكان الجو العام في محيط الاسرة محافظا , وكان الاحساس الوطني ظاهراولانعرف من اين تأتي له هذا الاحساس الذي لا يلاحظ الا من خلال عشرة طويلة بجانبهم اوعمل وطني شهير لاحد افراد الاسرة . ولكن انظروا للمقطع القادم لتعرفوا كيفاستشف هيكل العبقري وطنية تلك الاسرة .. يقول هيكليلاحظ ان زواج احمد شوقيوقدرية قد تم في عام 1952 وهي سنة الثورة المصرية , كما ان اسم خالد هو نفسه اسماحد ابناء جمال عبد الناصر ..
لا استطيع ان اقول الا انها كوميديا وليستكتابة للتاريخ , كأن الذي تزوج في عام الثورة وطني وبهذا المنطق يكون من تزوج فياعقاب حريق القاهرة عام 1951 خائن .. ومن يسمي ابنه خالد فهو وطني اسوة بعبدالناصر الذي انتقي لابنه اسم خالد , وبالطبع لم يكن هيكل موجودا وقت ان ولد خالدالاسلامبولي ولم يحضر تسميته ليتأكد من ان ابواه ارادا تسميته خالد اسوة بخالد عبدالناصر ام اسوة بخالد ابن الوليد مثلا.
************
كفاية كده بقى عشان انا فعلا طولت جدااااا ..
على فكرة الرد ده مش ردي .. ده رد واحد صحفي على اللي كتاب " خريف الغضب " .. و اللي فعلا انا حاسس ان هيكل بيحاول يتنصل منه دلوقتي ..
يا ريت الحقيقة - حقيقة الكتاب ده على الأقل - تكون واضحة لينا دلوقتي ..
و شكرا ..
| |
|
الثلاثاء مارس 23, 2010 12:41 pm من طرف سلوى