تربيه الخيول ليست رفاهية كما يعتقد البعض لكنها تجارة حجم استثمارها يقترب من المليار جنيه، فهل تجد هذه التجارة من ينقذها خاصة وأن معظم عائدها يدخل إلى خزانة الدولة ؟
سؤال طرح في حلقة برنامج "90 دقيقة " لمعتز الدمرداش على قناة المحور الفضائية والذي فتح الستار عن ملف " انفلونزا الخيول " في مصر.
محيط – أمل المصري
في الوقت الذي مازالت مصر تعيش فيه أزمة أنفلونزا الطيور والتي أهدر بسببها 862 مليون جنيه وراح ضحيتها أكثر من 30 شخص ومازال الضحايا يتوالون حتى الآن، نجد أنفسنا نقف مرة أخرى علي أعتاب أزمة جديدة تسمي " أنفلونزا الخيول" هذه الأزمة التي فرضت نفسها هذه الأيام وبقوة بعد ما تعددت الشكاوى من أصحاب الخيول خوفا من ضياع ثرواتهم من الخيول العربية الأصيلة.
وفي تقرير عرضته حلقة 90 دقيقة، أخذ أصحاب الخيول يتسائلون عن التكتم الشديد حول هذا الفيروس فتقول " هيدي كريم "- من مالكات الخيول - أن ظهور المرض كان في الإسكندرية عندما دخل حصان أجنبي ولم يخضع للحجر الطبي الكامل وكان يحمل الفيروس، ثم أصيبت بعدها معظم خيول الإسكندرية، ونظراً لوجود السباقات التي تتم بشكل دوري فإن الإصابة انتقلت بدورها إلى معظم خيول مصر كلها "
إهمال الحكومة
أما محمد بدراوي وهو أيضا من مالكي الخيول يقول " أن تكاليف تربية الخيل مكلفة جداً كما أن علاجها مكلف للغاية، فهناك دواء خافض للحرارة سعر العبوة الواحدة 270 جنيها، ويبدي استغرابه من إهمال الدولة لهذه الثروة وعدم وجود حماية كافيه لها ".
وتابع محمد حديثه قائلا :" أن الرقابة الطبية البيطرية تكاد تكون معدومة في مصر لدرجة أن هناك بعض الدول العربية تمتنع عن أخد الخيول التي تربى في مصر، لمعرفتها الكاملة بمدى سوء الرقابة الطبية والكشف الطبي البيطري عليها".
هيدى توفيق احدي مالكي الخيول
أما عن رأي الأطباء البيطريين في الرقابة الطبية على الخيول في مصر رأى محمد أحمد - طبيب بيطرى " أن الحجر الصحي يكاد يكون معدوم في مصر لذلك فإن الخيول معرضة للخطر حيث لابد وأن يتم الكشف الطبي على الخيول التي تأتي من الخارج وهذا لا يتم بشكل سليم، مما يترتب عليه نقل المرض إلى خيولنا وهذا هو الخطر الأكبر ".
وأكد مالكي الخيول أن الحكومة لا تهتم بالخيول على الرغم من كونها تشكل مصدر هام للدخل، ولم يأخذ أي إجراء لتفادي انتشار هذا الفيروس ولم يحدث توعية من قبل الجهات المختصة مثل وزارة الزراعة، بل الذي حدث هو العكس فقد وقفت الوزارة مكتوفة الأيدي في الوقت الذي يقف فيه مالكي الخيول أمام هذا الفيروس وحدهم.
أنفلونزا تعني بطالة
الوجه الآخر من مشكلة الخيول يتمثل في زيادة البطالة، وهذا ما أكده أحد مدربي الخيول حيث قال" أن معظم مدربين الخيل لا يوجد لديهم مرتبات ثابتة بل مرتبطين بمكسب الحصان عندما يدخل في مسابقة، وعند إصابة هذه الخيول فمعنى هذا زيادة البطالة ووقف الحال لهؤلاء المدربين الذين يعتمد دخلهم بشكل أساسي عليها".
يجدر الإشارة إلى أن محمد العدلي عضو الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين قد وجه تساؤل برلماني يعد الأول من نوعه في مصر في شكل استفسارات لأحمد نظيف رئيس الوزراء، ووزيري الزراعة والصحة، حول الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة المصرية للوقاية من خطر أنفلونزا الخيول.
اكتب انعدام الرقابه البيطريه
وأشار الدكتور محمد فاروق أستاذ التشخيص المعملي بطب بيطري أسيوط : "أن فيروس أنفلونزا الخيول أو "العثرة" المعروف علميا باسم "H7 N7 H3 N8 " من نفس فصيلة الفيروس الذي يصيب الإنسان والخنازير وهنا مكمن الخطورة، ويتواجد في مصر بنسبة 20% ويظهر أكثر في فصل الشتاء، والمعروف أن الخيول من الحيوانات الحساسة التي تضعف مناعتها بسهولة وينتقل إليها الفيروس عن طريق الاستنشاق ويصيبها بالمرض الذي لا شفاء منه.
كما طالب الدكتور فاروق بإجراء التحصينات اللازمة للخيول قبل دخول السباقات للوقاية من المرض خاصة وأن الفيروس سرعان ما ينتقل للإنسان لكنه لا يمثل نفس خطورة أنفلونزا الطيور.
أما عن أعراض المرض فتتمثل في "التهابات حادة بالجهاز التنفسي للخيل وكحة وعدم الرغبة في الأكل، بالإضافة إلى التهاب القصبة الهوائية وزيادة الإفرازات الأنفية وعتامة بالعين".
وحذر الأطباء من الاختلاط المباشر بالخيول المصابة، لأن هذا المرض "قاتل" وليس له علاج حتى الآن سوى المضادات الحيوية التي تعالج الأعراض فقط، ولا تقضي على المرض !!
الخميس ديسمبر 17, 2009 10:01 pm من طرف حسن البنا