ينوب عن المفعول المطلق : ما يدلُّ عليه ، فيأخذ حكمه في النَّصب على أنه مفعول مطلق نائب عن المصدر ، والنائب عن المصدر يشمل ما يلي :
1- لفظ كلّ ، وبعض مُضَافين إلى المصدر ، نحو قوله تعالى : .
2- المصدر المرادف لمصدر الفعل المذكور، نحو : قعدتُ جلوساً ، ونحو : فَرِحْتُ جَذَلاً . فالجلوس ، والجذل ليسا مصدرين لقعد وفرح ، ولكنهما مرادفين في المعنى للمصدرين
( القُعُود ، والفَرَح ) .
3- اسم الإشارة ، نحو : أقلت هذا القولَ ؟ ونحو : ضربته ذلك الضَّرْبَ .
اشترط بعض النحويين أنه إذا ناب اسم الإشارة مناب المصدر فلا بُدَّ من وصفه بالمصدر
( أي : أنْ يُذكر المصدر بعد اسم الإشارة ) كما في المثالين السابقين .
4- ضمير المصدر العائد إليه ، نحو قوله تعالى : فالضمير في ( لا أعذبه ) في محل نصب مفعول مطلق ؛ لأنه عائد إلى المصدر (عذاباً) والتقدير : لا أُعَذِّبَ العذابَ ، ونحو قولك : يتلو هذا الإمامُ تلاوةً لا يتلوها غيره ( أي : لا يتلو التلاوة ) .
5- عدد المصدر ، نحو قوله تعالى : ونحو : زرتكُ ثلاثَ زياراتٍ .
6- آلة المصدر ، نحو : ضربتهُ سَوْطاً ، والأصل : ضربته ضَرْبَ سَوْطٍ ، فحذف المضاف ( ضَرْبَ ) وأقيم المضاف إليه ( سوط ) مقامه فانتصب ،ونحو: رَمَيتُ العدوَّ رَصَاصَةً .
* 7- اسم المصدر ، وهو : ما كانت حروفه أقل من حروف المصدر الأصلي ، نحو : صَلِّ صَلاةَ مُوَدِّع ، ونحو : اغتسلت غُسْلا ، ونحو : توضّأت وضوءاً . فكلّ كلمة مما تحتها خط ليست مصادر وإِنْ دَلَّت على الحدث ( كالمصدر ) لكن مجموع حروفها أقل من مجموع حروف المصدر الأصلي ، وتأمّل (تَوضُّؤ) وهو مصدر توضَّأ ، و ( وضوء ) وهو اسم المصدر تجد أنّ حروف اسم المصدر أقلّ من حروف المصدر .
8- نوع المصدر ، نحو : قَعَدَ القُرْفُصَاءَ ، ورَجَعَ القَهْقَرَى .
فالقرفصاء ، والقهقرى : يدلاّن على نوع المصدرين ( القعود ، والرجوع ) فالقرفصاء : نوع معيَّن من الجلوس ، والقهقرى : نوع من الرجوع .
9- صفة المصدر ، نحو قوله تعالى : ونحو : سرتُ أحسنَ السَّيرِ ، وفهمت الدرس جيِّداً ( أي : فهماً جيِّداً ) .
10- المصدر الذي يلاقيه في الاشتقاق ، كما في قوله تعالى: ونحو قوله تعالى : وقوله تعالى : .
فإذا تأمّلت المصادر التي تحتها خط في هذا الموضع وجدتها ليست المصادر الأصلية للأفعال المذكورة قبلها ، فهي إذاً نائبة عن المصادر الأصلية ؛ لأنها تشترك معها في مادة واحدة ، فمثلاً : علوّاً مشترك مع ( تَعَالٍ ) مصدر تَعَالَى في مادّة ( عَلاَ ) وهكذا في البقية . *
الأحد أغسطس 16, 2009 7:43 pm من طرف حامد العجمى