كاكا المستقبل. عضو مرشح للإشراف
عدد المساهمات : 256 تاريخ التسجيل : 31/05/2011 نقاط : 5196
| | أعمال أهل الجنة و أعمال أهل النار .................. | |
سئل شيخ الإسلام (ابن تيمية رحمه الله) ما عمل أهل الجنة؟ وما عمل أهل النار؟ فأجاب - الحمد لله رب العالمين: عمل أهل الجنة الإيمان والتقوى، وعمل أهل النار الكفروالفسوق والعصيان. فأعمال أهل الجنة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والإيمان بالقدر - خيره وشره، والشهادتان:شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت. وأن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. ومن أعمال أهل الجنة صدق الحديث، وأداءالأمانة، والوفاء بالعهد، وبر الوالدين، وصلة الأرحام،والإحسان إلى الجار، واليتيم والمسكين والمملوك من الآدميين والبهائم. ومن أعمال أهل الجنة الإخلاص لله والتوكل عليه، والمحبة له ولرسوله، وخشية الله ورجاء رحمته، والإنابة إليه والصبر على حكمه والشكرلنعمه. ومن أعمال أهل الجنة قراءة القرآن، وذكر الله ودعاؤه ومسألته والرغبة إليه، ومن أعمال أهل الجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله للكفار والمنافقين. ومن أعمال أهل الجنة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفوعمن ظلمك، فإن الله أعد الجنة للمتقين}الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{[آل عمران 134]. ومن أعمال أهل الجنة العدل في جميع الأمور وعلى جميع الخلق حتى الكفار، وأمثال هذه الأعمال.
وأما عمل أهل النار فمثل الإشراك بالله، والتكذيب بالرسل، والكفر والحسد والكذب الخيانة، والظلم والفواحش والغدر وقطيعة الرحم، والجبن عن الجهاد والبخل واختلاف السر والعلانية، واليأس من روح الله، والأمن من مكرالله، والجزع عند المصائب، والفخر والبطر عند النعم، وترك فرائض الله، واعتداء حدوده، وانتهاك حرماته، وخوف المخلوق دون الخالق، ورجاء المخلوق دون الخالق، والتوكل على المخلوقين دون الخالق، والعمل رياء،وسمعة ومخالفة الكتاب والسنة، وطاعة المخلوق في معصية الخالق،والتعصب بالباطل، والاستهزاء بآيات الله، وجحد الحق، والكتمانلما يجب إظهاره من علم وشهادة. ومن عمل أهل النار السحر، وعقوق الوالدين، وقتل النفس التي حرم الله بغير الحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والفرار من الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
وتفصيل الجملتين لا يمكن، لكن أعمال أهل الجنة كلها تدخل في طاعة الله ورسوله، وأعمال أهل النار كلها تدخل في معصية الله ورسوله }وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَاالأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ* وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ{ [النساء 13 – 14]. والله أعلم - مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج10 ص422.وصلى الله على محمد. نداء له صدى يقول: أنقذوا أنفسكم من النار إلى كل مؤمن بالله واليوم الآخر، إلى من يعلم أنالله يراه ويسمعه ويعلم سره وعلنه، إلى من يرجو الثواب ويخاف العقاب، إلى من يحب سعادة نفسه ونجاتها.
أدعوك ونفسي إلى امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، وإلى قراءة القرآن الكريم وتدبره والعملبه، وإلى العمل بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، لتفوزبالسعادة الأبدية وتسلم من الشقاء الأبدي، والعذاب الشديد السرمدي. لو كنت مريضا وأتيت طبيبا ونصحك بترك ألذ الشهوات، وخوفك على تناولها الموت!! أوزيادة المرض لامتنعت عنها وأنفت منها، محافظة على صحتك وحياتك، أفكان الطبيب عندك أصدق من الله تعالى؟؟ أم كان المرض أشد عليك من النار؟ ألست تتقي برد الشتاء وحر الصيف؟ فنارجهنم أشد حرًّا وأبقى عذابًا: }قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ{ [التوبة 81]، ومن دخلها لا يموت فيها ولا يحيى ولا يفتر عنه العذاب ساعة ولا يرجو فرجا ولا مخرجا، خالدين فيها أبدا.. فهل آمنت باللهحق الإيمان فرجوت ثوابه، وخفت عقابه وعملت أعمالاصالحة لتنجو؟ أم فيك صبر وجلد على النار؟ أم أنت ممن يكذب بيوم الدين؟ فاتق الله -يا أخي المسلم- وأنقذ نفسك من النار بفعل الواجبات وترك المحرمات، أنقذ نفسك من النار بإخلاص العبادة لله أنقذ نفسك من النار بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة في المساجد، فقدعلمت أن أمر الصلاة عظيم وشأنها جسيم، وعرفت فضل المحافظةعليها وعقوبة المتهاون بها، فهي أول ما فرض الله على عباده من العبادات العملية، وهي أول ما يسأل عنه العبد من عمله يوم القيامة، فإن صلحت فقد أفلح ونجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر. فاحذر أن تترك الصلاة متعمدا فتكون من الخاسرين فهي عماد الدين والفارقة بين الإسلام والكفر،وقد علمت أن الله فرض خمس صلوات في كل يوم وليلة، على كل مسلم بالغ عاقل. غير المرأة الحائض والنفساء -فرضها على كل حال:في الصحة والمرض والإقامة والسفر والأمن والخوف على قدرالاستطاعة، وجعلها مكفرة للذنوب والآثام وناهية عن الفحشاء والمنكر -لمن حافظ عليها وأعطاها حقها- وجعل الله المحافظة عليها من أسباب دخول الجنة قالتعالى: }وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ{[المعارج 34– 35]، وتركها من أسباب دخول النار كما قال تعالى عن المجرمين أنهم إذا سئلوا }مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُمِنَ الْمُصَلِّينَ{ [المدثر 42– 43]، وفي الحديث"من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمةالله" [رواه أحمد والطبراني]، والتوبة معروضة بعد فمن تاب، تاب الله عليه،وغفر له، ورحمه، وأبدله بسيئاته حسنات، ولا تجوز صلاةالرجل إلا في المسجد لغير عذر شرعي: كخوف أو مرض، أو مطر أوسفر. يا أخي المسلم: أنقذ نفسك من النار بأداء زكاة مالك، طيبة بها نفسك، قبل أن يكون عذابا عليكوقبل أن يكون مالك ثعبانا يطوقك في قبرك، ويوم حشرك، وقبل أنيحمى على هذه الأموال في نار جهنم فيكوى بها جنبك وكبينكوظهرك كما أخبر بذلك الصادق المصدوق في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم. أنقذ نفسك من النار بالمحافظة على صيام رمضان، واحذر أنتفطر يوما من رمضان من غير عذر فإنه كبيرةمن كبائر الذنوب.. اعمل كل هذا من قبل أن تسأل الرجعة عندالموت لكي تصلي وتصوم وتزكي وتعمل صالحا فلا يجاب سؤالك }وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا{ [المنافقون 11]. احذر أن تؤخر حج الفريضة -مع القدرة- فتموت عاصيا قبل أن تحج، أنقذ نفسك من النار ببر الوالدين وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجيران، وعدم أذيتهم، واحذرظلم الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، فإن ذلك من أشدالمحرمات.. واحذر أن تأكل ما حرم الله أو تتناوله على أي وجهكان، فأي لحم نبت من سحت فالنار أولى به. احذر أن تحل ما حرم الله، وقد أوجب الله عليك طاعته وحرم عليك مخالفته، واحذر أن تخالف سنة نبيك - عليهالصلاة والسلام - بقول أو فعل،وكما أوجب الله عز وجل الطاعة لنفسه فقد أوجب الطاعة لنبيه صلى الله عليه وسلم ولك فيه أسوة حسنة. احذر المعاملةبالربا فإنها محاربة لله ومن حارب الله فهو مهزوم! احذر الاستهزاء بشيء فيه ذكر الله أو القرآن، أو الرسول فإنه كفر. احذر أن تؤخر التوبة فتموت فجأة قبل أن تتوب نادما مع الخاسرين، واعلم يا أخي أن حياتك محدودة، وأنفاسك معدودة، فلا تضيعها بغير عمل، ولا تفرط بساعات عمرك الذاهب بغير عوض، واغتنم شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل مرضك، وحياتك قبل موتك، وغناك قبل فقرك،وفراغك قبل شغلك، ولا تغتر بما أعطاك ربك من مال وولد وصحةوعافية، واستعن بها على طاعته فإنك سوف تفارقها أو تفارقك عن قريب.
قال الشاعر:وما المال والأهل ونإلا ودائع ولابد يوما أن ترد الودائع،وقال آخر:ولن يصحب الإنسان من بعد موته إلى قبره إلا الذي كان يعمل ألا إنما الإنسان ضيف لأهله يقيم قليلاعندهم ثم يرحل
وليس أحد يموت إلا ندم: إن كان محسنا ندم أن لا يكونازداد إحسانا، وإن كان مسيئاندم أن لا يكون تاب. وإذا مت فدفنت في قبرك فسوف تجده روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار - أعاذك الله منها - فإن كان عملك صالحا لم تستأنس إلا به، وإن كان فاسدا لم تستوحش إلا منه.وإذا بعثت من قبرك للحساب والجزاء فسوف تبعث فردا حافيا عاريا ليس معك سوى عملك يقودك إلى الجنة، أو إلى النار، أعاذك الله منها. فتب إلى ربك ما دمت في زمن الإمكان، واستعد للقدوم على ربك بصالح الأعمال. قال تعالى }فَلْيَحْذَرِالَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{[النور 63]. }وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ [النور 31]. }وَاتَّقُوايَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ{ [البقرة 281]. | |
|
الأربعاء يونيو 01, 2011 2:52 pm من طرف كاكا المستقبل.