.. كلاكيت ثالث مرة.. مانويل جوزيه يجلس على مقاعد بدلاء الاهلى ليكون هو ربان السفينة الحمراء وقائدها، جوزيه الذى وصل مرارا وتكرار بالمارد الاحمر الى بر الامان وحقق معه ما لم ينجح غيره فى ان يحقق نصفه، عاد فى مشهد مألوف الى الاهلى .. عاد لينقذ ما يمكن إنقاذه.
عودة جوزيه إلي الاهلى جاءت بعد العديد من الدراسات والمباحثات الطويلة التى جمعت لجنة الكرة فى الاهلى حتى استقروا على استعادته مرة أخرى.
وبالنظر الى الوضعية الآن، سنجد ان التعاقد هذه المرة مختلف شكلا وموضوعا عن سابقه، فالتعاقد الأول لم يكن جوزيه له اسما كبيرا أو شعبية جماهيرية كما هى الآن، ولم يكن قد حقق مع الأهلي نتائج جيدة ولكنه رحل سريعا قبل ان يعود مرة اخرى لينتشل الاهلى من بحر الازمات الذى استغرق فيه، وبالفعل نجح فى ان يقود الاهلى لتاريخ جديد.
والآن الوضعية مختلفة نوعا ما، فالزمالك والاسماعيلى وانبى وغيرهم ازدادوا قوة والاهلى يعانى من ارتفاع معدل الاعمار مع هبوط نسبى فى الثقة.
العودة هذه المرة ليست اختبارا لجوزيه بقدر ما هى مغامرة لتحقيق رهانات يعزف جوزيه على وتر التاريخ من اجل تحقيقها.
جوزيه يبدأ مع الاهلى كما لو كان مدراب صغيرا يخوض أولى تجاربه، والاسباب متعدده سواء ذاتية أو لعلمه بكمية السيوف التى ستشهر فى وجهه قبل وجه الإدارة الحمراء فى حال كانت النتائج عكس ذلك وبالتحول الى رهانات البرتغالى العشر سنجد الاتى:
1- الفوز ببطولة الدوري:
يدرك جوزيه جيدا كم هى بطولة الدورى مفضلة للجمهور الاهلاوى وادارته، فالاهلى يقبل الخسارة فى البطولة القارية، ولكنه أبدا لا يقبل خسارة الدورى، ومن ثم فسيكون اللعب على لقب الدورى هو اولى مهمات البرتغالى جوزيه.
جوزيه بكل تاكيد سيعمل على تجهيز خطة طويلة المدى وخطة اخرى قصيرة المدى نهايتها بنهاية الموسم الحالى، فهو يملك الخلفية ويعرف جميع المنافسين ويمكنه جيدا تحديد المباريات الصعبة من المتوسطة وأيضا السهلة، جوزيه سيبدا رحلة تجميع النقاط من الجولة المقبلة ولن يهتم سوى بالنقاط فى تلك المرحلة، وسيرتكن الى مبدا الغاية تبرر الوسيلة، والغاية هى النقاط ليس الا.
2 - الفوز بدوري الأبطال:
رغم صعوبة الوضع فى الوقت الراهن عن السابق، إلا إن جوزيه يعشق التحديات بطبيعة شخصيته، ولكن الواقع يصطدم بطموحات واحلام جوزيه الوردية، فالآن يسيطر على عرش القارة السمراء المارد الكونغولى مازيمبى الذى اصبحت هزيمته دربا من الخيال، إضافة الى بعض الفرق الاخرى.
ان كان الجمهور يفضل الدورى، فجوزيه ذاته يفضل دورى الابطال، فهو يعرف انها الطريق الاقرب والاسهل نحو العالمية والارقام القياسية والتواجد على اغلفة الصحف الاوروبية والافريقية والعربية.
رهان جوزيه الاكبر وحلمه الذى سيظل يطارده فى منامه، هو التتويج على عرش القارة السمراء.
3 - تحديث الفريق:
جوزيه مطالب ايضا بمهمه ليست سهلة على الاطلاق، وهى ضرورة ضخ دماء جديدة فى شرايين الفريق الاحمر لاعادة النشاط والحيوية اليه وما بين رغبة الادارة والجمهور فى اطلاق سراح الناشئين ورغبة جوزيه فى النجوم ستتكون المعادلة الاصعب ولكن فى النهايه سيعمل جوزيه على تحديث الفريق الاحمر وبناء فريق قادر على السيطرة محليا وافريقيا خلال السنوات الخمس او الست المقبلة كما كان الحال منذ ست سنوات.
جوزيه ربما يعتمد على المميزين من ابناء النادى وربما يضع استراتيجية للاعتماد على المحترفين الجيدين على امل اعادة مشهد الانجوليان جيبلرتو وفلافيو أو انتقاء صفقات محلية، أى ان كل الطرق ستؤدى الى تحديث الفريق وهو ما سيعمل عليه جوزيه وسيكون رهان من ضمن رهانات البرتغالى.
4 - إعادة الثقة مرة أخرى للنجوم:
هو الرهان الاكبر والذى ينتظره الجميع بفارغ الصبر، فمنذ تصريح محمد أبوتريكة الشهير الذى اثار جدلا واسعا حول ان البرتغالى هو من يجيد احتوائه والجميع فى انتظار عودة ابوتريكة، والآن عاد البرتغالى فهل يعود تريكة ورفاقه؟؟
السؤال الذى ينتظر الاجابة عنه كل المتابعين: تصريحات ابوتريكة وضعت جوزيه تحت ضغط حتمية عودة تريكة وزملائه الى سابق عهدهم واصبح هذا الأمر رهان جديد له.
وجوزيه يرتبط بعلاقة مميزة وخاصة جدا مع النجوم الكبار فى الاهلى محمد ابوتريكة ووائل جمعة ومحمد بركات وسيد معوض ومحمد شوقى وحسام غالى، وهى المجموعة التى تحملت الكثير من سهام النقد فى الفترة السابقة نظرا لتراجع المردود الفنى لهم حسب ما يبرر الكثيرون لذلك فجوزيه فى رهان مهم للغاية وهو اعادة الروح الكروية مرة اخرى الى اقدام تلك الكوكبة من النجوم والتى لاشك هى الاسعد بعودة مانويل جوزيه.
5 - التفاف الجمهور الأحمر:
ربما تكون علاقه جوزيه بجمهور الاهلى هى العلاقة الاقوى فى التاريخ بين مدير فنى اجنبى وبين جمهور الاهلى بشكل خاص أو أى فريق مصرى بشكل عام، جوزيه يعرف جيدا كيف يتعامل مع الجمهور عشقته الجماهير الحمراء لبطولاته قبل انجازاته ولولائه للاهلى قبل كل شىء.
عودة جوزيه فى حد ذاتها اضافة كبيرة للجمهور ستضمن بلاشك مؤازرة ومساندة كبيرة للفريق سواء فى الانكسارات او الانتصارات.
جوزيه يملك تاثير ساحر على الجماهير وسيتمكن من حل الكثير من الازمات الى عانت منها الادارة خلال الفترة الماضية على مستوى المدرجات ومن ثم فرهان جوزيه والادارة هو تاثير البرتغالى القوى على مدرجات الاهلى وتوجيهها نحو ما يريد من اجل مصلحة الفريق الاحمر.
6- التصدى لمحاولات النيل من الاهلى:
كعادة المدربين البرتغاليين يعشقون التصدى لكل محاولة تهدف الى النيل من فريقهم جوزيه هو اول مدير فنى اجنبى تصدى للكثير من الامور وخاض العديد من المعارك فى مختلف الاتجاهات.
جوزيه يجد نفسه فى هذه المرة امام تحديات من نوع خاص والوقوف امام شائعات تم تداولها فى الفترة الاخيرة مثل ارتفاع معدل الاعمار ومطالبه البعض للنجوم بالاعتزال وان الاهلى لا يفوز فى ظل وجود حكام اجانب اضافة الى العديد والعديد من هذه الشائعات التى سيجد جوزيه رهان الرد عليها محاصرا له.
7 - هزيمة الزمالك:
من المعروف ان جوزيه هو المدرب صاحب التاريخ الاكبر من حيث هزيمة المنافس التقليدى الزمالك لدرجة انه كون عقدة تاريخية للفريق الابيض ولكن الواقع الان يختلف عن السابق، واليوم ليس كالأمس وهزيمة الزمالك اليوم لم تعد بمثل السهولة التى كانت فى السابق.
جوزيه سيدخل رهان الفوز على الزمالك هذه المرة بكثير من المبررات، أولها الحفاظ على ما حقق من تاريخ سجل له فى مواجهات الكلاسيكو، وثانيها تأكيد تفوقه وتاثيره القوى، حيث فشل الأهلى منذ ان رحل جوزيه فى الفوز على الزمالك فى الدورى حتى الآن.
8 - استعادة الاهلى لهيبته المحلية والافريقية:
من اهم الرهانات والاهداف التى سيعمل من اجلها البرتغالى جوزيه هو استعادة هيبة ورونق الفريق الاحمر الفريق الذى كان ينافس نفسه فقط قاريا ومحليا جوزيه يعزف فى هذا الامر على وتر الدوافع وسيعمل على خلق دوافع بشكل متجدد امام لاعبى الفريق من اجل حثهم على العمل بشكل اقوى واكبر وكما هى عادته لن يضع حدا للطموحات، فجوزيه يريد استعادة الفريق الذى كان الجميع يتاهب للخسارة امامه قبل حتى ان تبدا المباراة.
9- اثبات الذات من جديد:
رهان اخر مازال يؤرق البرتغالى وهو اثبات الذات ومحو اثار التجربتين السابقتين مع المنتحب الانجولى الذى نافس معه جوزيه فى بطولة كاس الأمم الأخيرة والتى توج بها منتخب مصر وخرج الانجولى من الدور الثانى امام نجوم غانا.
والتجربة الثانية التى قال عنها جوزيه انها اصابته بالاحباط مع فريق اتحاد جدة السعودى.
جوزيه يدرك جيدا بان هاتين التجربتين هما الخنجر الذى سيظل يستخدمه البعض فى انتقاده دائما وابدا ويعرف بانها بمثابة الجرح الذى يسكن راسه ومن ثم فسيسعى جوزيه جاهدا الى ايجاد الدواء لهذا الداء.
10 - انهاء مشواره التدريبى بشكل مبهر:
بلغ العمر أرذله بالنسبة للبرتغالى الشهير جوزيه، والذى صرح فى مناسبات سابقة بانه يامل فى ان ينهى مشواره التدريبى فى الاهلى.
جوزيه من مواليد عام 1946 اى انه يبلغ من العمر الان 65 عاما وتعاقد مع الاهلى لموسم ونصف، أى ان تعاقده الحالى مع الاهلى سينتهى وهو صاحب 67 عاما تقريبا.
وتعتبر فرصة تولى أى مهمة أخرى مستقبلية شبه صعبة بالنسبة له، لذلك فمن المنتظر أو المتوقع ان تكون هذه هى الولاية الأخيرة للبرتغالى فى مسيرته التدريبية ليحقق جوزيه ما حلم به دوما وابدا.
لذلك فهو يريد ويراهن على ان يختتم مشواره التدريبي بانجازات وبطولات وأرقام قياسية جديدة ربما تضعه فى كتاب التاريخ الاحمر المتواجد فيه جوزيه من الاساس.
الخميس يناير 06, 2011 10:03 am من طرف الباشا محمد