ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
ما أعظم رحمة الله.
نذنب فيغفر الله.
نخطىء فيعفو.
بل إن الله ـ سبحانه ـ يفرح بتوبتنا، بل ولأنه الأعلم سبحانه بطبائعنا الخطاءة كبشر.. فإنه لو لم نذنب لأتى بقوم آخرين يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم كما جاء في الحديث الشريف!
إن الله سبحانه شرع لنا فضاءات الرجاء ونوافذ التوبة، فهو الذي يقول ـ سبحانه ـ مخاطباً لنا في آية عظيمة تطرد ليل اليأس أمام كل مذنب، وتشرق بفجر الأمل أمام كل مخطىء: {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً} (سورة الزمر: آية 53).
ما أعظم رحمتك ياالله.
وما أروع حلمك علينا.
وما أبهى رأفتك بنا.
تلك المرأة التي اقترفت جُرم الزنا اعترفت وأقيم عليها الحد ثم قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها تابت توبة لو قسّمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم».
وذلك الرجل الذي زنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تاب واعترف وتطهر من هذا العمل الشنيع وقال البعض عنه: «لقد هلك.. لقد أحاطت به خطيئته» ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال عنه بعد ثلاثة أيام من دفنه: «لقد تاب توبة لو قسّمت على أمة لوسعتهم».
تلك هي رحمة الله في الذنوب الكبيرة فما بالنا بالأخطاء والذنوب الصغيرة..!
إن الله ـ برحمته الواسعة ـ وعدنا في كتابه الكريم أننا إذا اجتنبنا كبائر الإثم فالله سبحانه يقول: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً} (سورة النساء: آية 31).
يارب..
ما أرحمك وأعدلك.
الله سبحانه يعدنا بالعفو عنا وتبديل سيئاتنا حسنات.. علينا ألا نجاهر بذنوبنا وألا نكابر عندما نخطىء في حياتنا بل علينا أن نعترف بأخطائنا ونلجأ إلى ربنا ونستغفر إلهنا لنجد عفو الله يتهادى كما تتهادى قطرات المطر من السماء إلى صدر الأرض، فالله يقول في حديث قدسي عظيم: «ياعبـادي: إنكـم تذنبون بالليل والنهـار فتستغفـرون فأغفـر لكم».
فيا كل من أخطأ وأذنب ـ وكلنا كذلك ـ لنحذر أن يتلبسنا اليأس فنمضي في أخطائنا.. لنجعل شمعة الرجاء تضيء جوانحنا! عندها نجد رحمة الله أمامنا، ولا نقول ياربنا إلا كما قلت في كتابك الكريم: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} (سورة البقرة، آية 286).
********************************
«أنا ما وقفت ضراعة إلا ببابك
إني أخاف من الذنوب ومن عذابك
من ذا الذي بين العباد يجيرني
فيذلني أنا المكرّم في رحابك
أبغير بابك أستجير وأرتجي
أو كيف يمنعني التوجس من ثوابك؟!
لن تشهد اليمنى عليّ بأنها
مدت لإنسان فتخجل من عتابك»
الأحد سبتمبر 05, 2010 6:33 pm من طرف دائم التفوق