Ds Tatτ00 عضو مرشح للإشراف
العمل : مزاجك : الهوايه : الجنس : عدد المساهمات : 1303 تاريخ التسجيل : 15/06/2010 نقاط : 7560 الموقع : أحلي مافيا جنوني :P
| | زينه الحياة الدنيا | |
{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا والباقيات الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً }(41). قوله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا } هذا رد على المشركين الذين كانوا يفتخرون بالأموال والأولاد، فأخبر الله تعالى أن ذلك مما يتزين به في الدنيا,لامما ينفع في الآ خرة. وإنما كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا: لأن في المال جمالاً ونفعاً، وفي البنين قوّة ودفعاً، فصارا زينة الحياة الدنيا، لكن معه قرينة الصفة للمال والبنين؛ لأن المعنى: المال والبنون زينة هذه الحياة المحتقرة فلا تُتبعوها نفوسكم. وهو رَدٌّ على عُيينة بن حِصْن(*) وأمثاله لما افتخروا بالغنى والشرف، فأخبر تعالى أن ما كان من زينة الحياة الدنيا فهو غرور يمر ولا يبقى، كالهشيم حين ذرته الريح؛ إنما يبقى ما كان من زاد القبر وعُدد الآخرة. وكان يقال: لا تعقد قلبك مع المال, لأنه فَيْءٌ ذاهب ......... ويكفي في هذا قول الله تعالى: {إنما أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ} (التغابن: 15) و قوله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا } رد على المشركين الذين كانوا يفتخرون بالأموال والأولاد، فأخبر الله تعالى أن ذلك مما يتزين به في الدنيا، [لا] مما ينفع في الآخرة. وقد اختلف العلماء في المراد بالباقيات الصالحات علي خمسة أقوال: أحدها: أنها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء، وبه قال مجاهد، وعطاء، وعكرمة، والضحاك. وسئل عثمان ابن عفان رضي الله عنه عن الباقيات الصالحات، فقال: هذه الكلمات، وزاد فيها: ولا حول ولا قوة إلا بالله. وقال سعيد بن المسبب، ومحمد بن كعب القرظي مثله سواء. والثاني: أنها لا إله إلا الله، والله أكبر، والحمد لله، ولا قوة إلا بالله، رواه علي بن أبي طالب عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والثالث: أنها الصلوات الخمس، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس، وبه قال ابن مسعود، ومسروق، وإبراهيم. والرابع: الكلام الطيب، رواه العوفي عن ابن عباس. والخامس: هي جميع أعمال الحسنات، ورآه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال قتادة، وابن زيد. وهو الصحيح إن شاء الله؛ لأن كل ما بقي ثوابه جاز أن يقال له هذا.(42) يقول الإمام الطبري في تفسيره(43) بعد أن ذكرهذه الأقوال الواردة في الباقيات الصالحات مرجحا ما قاله ابن عباس ومن معه: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: هنّ جميع أعمال الخير، كالذي رُوي عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس، لأن ذلك كله من الصالحات التي تبقى لصاحبها في الآخرة، وعليها يجازي ويُثاب، وإن الله عزّ ذكره لم يخصص من قوله والباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابا بعضا دون بعض في كتاب، ولا بخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإن ظنّ ظانّ أن ذلك مخصوص بالخبر الذي رويناه عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك بخلاف ما ظن، وذلك أن الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ورد بأن قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، هنّ من الباقيات الصالحات، ولم يقل: هنّ جميع الباقيات الصالحات، ولا كلّ الباقيات الصالحات وجائز أن تكون هذه باقيات صالحات، وغيرها من أعمال البرّ أيضا باقيات صالحات.
وقوله تعالي:{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }(44) . أخبر الله سبحانه وتعالي-في هذه الآية الكريمة أن هذا الذي زين به الدنيا من ملاذها وشهواتها وما هو غاية أماني طلابها ومؤثريها على الآخرة سبعة أشياء: النساء اللاتي هن أعظم زينتها وشهواتها وأعظمها فتنة, والذهب, والفضة الذين هما مادة الشهوات على اختلاف أجناسها وأنواعها, والخيل المسومة التي هي عز أصحابها وفخرهم وحصونهم وآلة قهرهم لأعدائهم في طلبهم وهربهم, والأنعام التي منها ركوبهم وطعامهم ولباسهم وأثاثهم وأمتعتهم, وغير ذلك من مصالحهم, والحرث الذي هو مادة قوتهم وقوت أنعامهم ودوابهم وفاكهتهم وأدويتهم, وغير ذلك. وقدختلف الناس(45). فيمَن المزيِّن؛ فقالت فرقةٌ: الله زيَّن ذلك؛ وهو ظاهر قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ّ. وفي التنزيل: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى لأَرْضِ زِينَةً لَّهَا} (الكهف: 7)؛ ولما قال عمر: الآن يا ربِّ حين زيّنتها لنا نزلت {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِّن ذلِكُمْ} (آل عمران: 15) وقالت فرقة: المزيِّن هو الشيطان؛ وهو ظاهر قول الحسن، فإنه قال: مَنْ زيّنَها؟ ما أحدٌ أشدّ لها ذَمّا من خالقها. فتزيين الله تعالى إنما هو بالإيجاد والتهيئة للانتفاع وإنشاء الجِبِلّة على الميل إلى هذه الأشياء. وتزيين الشيطان إنما هو بالوَسْوَسة والخديعة وتحسين أخْذِها من غير وجوهها.. والآية على كلا الوجهين :ابتداء وعظ لجميع الناس، وفي ضمن ذلك توبيخٌ لمعاصري محمد- صلى الله عليه وسلم- من اليهود وغيرهِم. والشّهوات جمع شَهْوة وهي معروفة. ورجل شهوان للشيء، وشيء شهيّ أي مُشْتَهًى. واتباع الشهوات مردٍ وطاعتها مهلكة. وفي صحيح مسلم(46): «حُفِّت الجنة بالمكاره وحُفّت النار بالشهوات» وفائدة هذا التمثيل: أن الجنة لا تنال إلا بقطع مفاوز المكاره وبالصبر عليها وقدبدأالله بالنساء لكثرة تشوّف النفوس إليهن؛ لأنهنّ حبائل الشيطان وفتنة الرجال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تركت بعدي فِتنةً أشدَّ على الرجال من النساء»(47) ففتنة النساء أشدّ من جميع الأشياء. ويقال: في النساء فتنتان، وفي الأولاد فتنة واحدة. فأمّا اللتان في النساء فإحداهما أن تؤدِّي إلى قطع الرِحم؛ لأن المرأة تأمر زوجها بقطعه عن الأُمَّهَات والأخوات. والثانية يُبْتلي بجمع المال من الحلال والحرام. وأمّا البنون فإن الفتنة فيهم واحدة، وهو ما ابْتُلِي بجمع المال لأجلهم.
منقول عن الزينة في القرآن الكريم دراسة موضوية د عوض ابو عليان - جامعة الازهر | |
|
الثلاثاء يوليو 13, 2010 2:58 pm من طرف هادى الانصارى