سر تعدد اللغات
سر تعدد اللغات!...
· يتساءل كثير من الناس عن تعدد اللغات مع أن أبانا آدم واحد ولغته واحدة؟!
- اختلف علماء اللغات في تعيين سبب تعدد اللغات فمنهم من فال:" إن اللغة وضعية" أي : أن كل قوم قد اتفقوا على وضع لفظ معين ليدل على مدلول معين...
وقال آخرون: إن اللغة (ربانية) وليست (وضعية) أي: أن الله قد ألهم كل قوم لغتهم.. واستدلوا على ذلك بقوله تعالى { وعلم أدم الأسماء كلها} (البقرة-الآية 31)
وقال بعضهم: إن اللغة من صنع البيئة و أحوال المعاش..وجاء في الأساطير أن لغة بني آدم كانت واحدة فوقع زلزال عقد ألسنة الناس من شدة الخوف ولما انحلت عقدتهم نطق كل قوم بلغة!.. وواضح أن هذا محض خرافة ولا يصدق؟!..
- القول الراجح عندي :"إن الله قد علم كل قوم لغتهم بطريق الإلهام"...
ويشهد ذلك خمسة أدلة.. أولها قوله تعالى:{ وعلم آدم الأسماء كلها}
والمعلوم أن التعليم هنا لم يكن بالإلقاء المباشر كما هو شأن التلميذ مع الأستاذ.. وإنما كان مركوزا بالفطرة والجبلة بإذن الله بحيث يستطيع آدم يطلق آدم الأسماء على المسميات بما آتاه الله من استعداد جبلي وهذا الاستعداد موروث من آدم لبنيه وذلك ليتيسر لهم ما وجب عليهم من مقتضيات الاستخلاف في الأرض ...
وثلنيها: قوله تعالى{ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم و ألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين}(الروم-الآية22)
وجه الدلالة من الآية أن الله قرن اختلاف الألسنة باختلاف الألوان وقدم على ذلك خلق السموات والأرض وفي هذا إشارة إلى أن الناموس الإلهي في خلق السموات والأرض (وهو ما يسميه الناس بقوانين الطبيعة) هو نفسخ الناموس الذي يحكم الألوان والألسنة وكما أن لون البشرة كامن في (الجينات الوراثية) فكذلك الاستعداد للنطق والقدرة على التعبير وإمكان إطلاق اللفظ المعين على المعنى المراد كل ذلك كامن في أصل الجبلة الإنسانية....
وثالثها: جعله سبحانه اختلاف الألسنة في سياق الآيات الربانية الدالة على تفرده بالخلق والتدبير وهذا يؤكد أن معلم اللغات من الآيات الربانية الدالة على تفرده بالخلق والتدبير...
ورابع تلك الأدلة: ختامه سبحانه الآية بقوله:{ إن في ذلك لآيات للعالمين} أي: في خلق السموات والأرض واختلاف الألوان واللغات دلالة على قدرة الله وتفرده بالخلق والإيجاد ولا يدرك سر تلك الدلالة الباهرة إلا العلماء العالمون بأسرار الخلق..
ولو أن اختلاف الغات كان راجعا إلى البيئة أو الاتفاق لما كان ذلك من آيات الله ولما خص سبحانه العلماء بتلك المعرفة...
وخامسة تلك الأدلة : (لغة العرب) ... فمن المعلوم أن القرآن الكريم نزل بلغة العرب والعرب قد تكلموا وتعارفوا بتلك اللغة قبل الرسالة بآلاف السنين ومعلوم كذلك أن للغة العربية قواعد نحوية وصرفية وبلاغية وشعرا موزونا مقفى وقد كان العرب ينطقون الفصحى السليمة من اللحن وينظمون الشعر الخالي من العيبر وذلك بمقتضى الجبلة دون تعليم معلم ولا حفظ قواعد وأوزان فمن يا ترى علمهم تلك اللغة الصحيحة الفصيحة ؟!!.. ومن ذا الذي أنطقهم بذلك الشعر الموزون المنظوم؟!..إنه الله أحسن الخالقين.. والحمد لله رب العالمين..... منقول لللإستفادة
الثلاثاء يوليو 06, 2010 3:07 pm من طرف الإمبراطور