يلقي الفشل العربي الذريع في الوصول الى المونديال، إذ لم يتأهل منهم سوى فريق وحيد هو الجزائر، بتحدي قوي على العرب وعلاقتهم بالرياضة. ثمة دروب كثيرة لإيصال الكرة العربية ومنتخباتها الى المونديال مستقبلاً، ربما كان أحدها الإهتمام بالجانب العلمي في التدريب الرياضي. ولم يعد تأهيل الاجساد وتدريبها كي تصل الى المستويات اللائقة رياضياً، سراً مستغلقاً. وإضافة الى ما بات معروفاً في كليّات الرياضة، ثمة موقع على الانترنت يتخصص في نشر المعرفة عن التدريب الرياضي علمياً.
ويلفت ان الاعتماد على ذلك الموقع ومعلوماته بات شيئاً راسخاً في الرياضة العالمية، الى حدّ ان أكثر من ثلث من حصد ميدليات الذهب في أولمبياد أثينا 2004، الذي يحمل اسم "دارت فيش" Dart Fish. ومنذ العام 1997، وعقب بحوث علمية مُكثّقة، أطلقت تلك الشركة السويسرية المتخصصة أشرطة فيديو تعتمد أسلوب المحاكاة الافتراضية في تصوير تدريبات رياضية علمية، تشمل أنواع الرياضة كافة.
ومن الناحية التقنية، تنتج الشركة برنامجين أساسيين للتدريب الرياضي بالاعتماد على الفيديو الرقمي، هما "سترو موشِن" StroMotion و"سميول كام" SimulCam، إضافة الى برنامج مختصص في البث المصوّر للمسابقات الرياضية، عبر التلفزيون والانترنت. ويحمل البرنامج الأخير إسم "دارت استوديو" Dart Studio. واستخدم للمرة الاولى في البث الرياضي عبر الانترنت، في أولمبياد "سيدني 2000". وكذلك تستخدم مجموعة من أقنية التلفزة العالمية، مثل "سي ان بي سي" و"يورو سبور"، برامج الشركة في تغطياتها الرياضية.
وراج صيت برامج التأهيل الرياضي التي تنتجها شركة "دارت فيش" منذ دورة الألعاب الشتوية التي استضافتها مدينة "سولت لايك" الأميركية في 2002، عندما أحرز رياضيون اعتمدوا في تدريباتهم على أشرطة "دارت فيش"، مايزيد على 45 ميدالية أولمبية.
وتصلح لعبة رفع الأثقال نموذجاً عن طريقة عمل برنامجي "ستروموشين" و"سميول كام"، في استخدام كاميرا الفيديو الرقمية لتطوير التدريب، والمقارنة بين اداء اللاعبين. يبدأ عمل ذلك البرنامج باستخدام كاميرا فيديو رقمية لتصوير رباع دولي اثناء ادائه حركة الخطف مثلاً. وبعدها، يُنقل الشريط الرقمي الى الكومبيوتر. بعد إدخاله في تلك البرامج الرقمية، يُصار الى إبطاء حركة الربّاع، ثم تُقطّع إلى مجموعة من الصور الثابتة، بفارق عيبر من مئة من الثانية بين كل صورة واخرى. ثم تُجمع تلك اللقطات في صور مجمعة، فتصير إلبوماً على هيئة "الكولاج".
وفي ذلك الكولاج، يظهر اللاعب مكرراً نفسه عبر مدى الحركة وأجزائها التفصيلية المُكوّنة كلها. ويفيد الامر في تتبع التفاصيل الدقيقة لكل جزء من جسد اللاعب اثناء كل جزء من الحركة. وفي التدريب، تستعمل كاميرا فيديو رقمية لتصوير حركة المُتدرّب، ثم تجري مقارنة بين حركات المُتدرّب والربّاع، صورة بصورة، بمعنى ان المقارنة تصل الى مقارنة الحركات على مستوى عيبر من الثانية! ويسمح ذلك بـ"تقليد" الحركات الأصلية للربّاع بدقّة فائقة. هل يعتمد العرب العِلم في تدريب لاعبيهم في كرة القدم، أم أن أمر منتخباتهم الكروية (والرياضية عموماً) سيظل متروكاً لما يشوبه الكثير من التخبّط والارتجال؟
الإثنين يونيو 21, 2010 10:01 am من طرف هادى الانصارى