اعلم اخي المسلم: اللسان يعد اخطر عضو في الانسان قال عنه الامام الغزالي رحمه الله تعالى (صغير حجمه عظيم طاعته وجرمه) ولقد حذرنا من آفاته رسول الله صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة منها (فعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: (اذا اصبح ابن آدم فان الاعضاء كلها تذكر اللسان فتقول اتق الله فينا فانما نحن بك ان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اكثر خطايا ابن ادم في اللسان) وفضل الصمت جاء فيه احاديث كثيرة
بعض آفات اللسان وبيان خطورته من هذه الافات.
1ـ الكلام فيما لا يععيب ـ فينبغي على العاقل الا يتكلم فيما لا يعنيه بل يجب عليه ان يكثر من تسبيح الله تعالى وذكره قال صلى الله عليه وسلم: من حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه وقال عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه (ان من اكثر الموت وذكره رضى من الدنيا باليسير ـ ومن عد كلامه من عمله قل كلامه لا فيما يعنيه) 2- الافة الثانية للسان فضول الكلام.
وهو الكلام الزائد على قدر الحاجة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طوبى لمن امسك الفضل من لسانه وانفق الفضل من ماله) قال تعالى (لاخير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقه او معروف او اصلاح بين الناس) .
وقال الربيع بن خيثم رحمه الله يقول (لا خير في الكلام الا في تسع) 1- تهليل 2- تكبير 3- وتسبيح 4- وتحميد 5- وسؤالك من الخير 6- وتعوذك من الشر 7- وامرك بالمعروف 8- ونهيك عن المنكر 9- وقراءتك للقرآن .
3ـ الافة الثالثة للسان ـ الخوض في الباطل ـ وهو الكلام في المعاصي مثل حكاية احوال النساء ومجالس اللهو ـ والتفكه باعراض الناس وقال عبدالله بن مسعود رضى الله عنه: اعظم الناس خطايا يوم القيامة اكثرهم خوضا في الباطل .
الافة الرابعة من آفات اللسان ـ المراء والجدل ـ وهذه آفة المجالس في عصرنا هذا ولايكاد مجلس يسلم منها والمراء هو كل اعتراض على كلام الغير باظهار خلل فيه اما في اللفظ واما في المعنى والجدال هو قصد اقحام الغير وتعجيزه وتنقيصه بالقدح في كلامه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وان كان مازحا وببيت في اعلى الجنة لمن حسن خلقه ).
الآفة الخامسة (الخصوصية) فالخصوصية توغر الصدر وتهيج الغضب وتورث العداوة ومنها ينشأ الحقد والغل والحسد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان ابغض الرجال الى الله الالد الخصم) وقال بعضهم اياك والخصومة فانها تمحق الدين الافة السادسة ـ التشدق في الكلام وتكلف الفصاحة وهذا من التصنع المذموم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هلك المتنطعون) قالها ثلاثا والمتنطعون هم المبالغون في الامور والمجاوزنا لحدود في اقوالهم وافعالهم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من شرار امتي الذين غذو بالنعيم الذين يطلبون الوان الطعام والوان الثياب ويتشدقون بالكلام .
ولا يدخل في هذه الافة تحسين الفاظ الخطابة والتذكر من غير افراط واغراب فان المقصود منها تحريك القلوب وتشويقها وقبضتها وبسطتها فلرشاقة اللفظ تأثير , الآفة السابعة: السب وبذاءة اللسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذئ) وقد عرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: انه لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صاخباً في الاسواق ولا يجزي السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح والفحش هو التعبير عن الامور المستقبحة بالعبارات الصريحة اما السب فاخبثه واكفره (سب الدين) وهو ردة باجماع المسلمين وبه يحبط العمل والعياذ بالله قال تعالى: (ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة واعد لهم عذابا مهينا) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر).
الآفة الثامنة ـ اللعن ـ واللعن عبارة عن الطرد والابعاد من الله تعالى وذلك غير جائز الا على من اتصف بصفة تبعده من الله وهو الكفر والظلم بأن يقول لعنة الله على الظالمين وعلى الكافرين وكل شخص ثبتت لعنته شرعا كقولك (فرعون لعنة الله) ابو جهل لعنه الله لانه ثبت ان هؤلاء ما توا على الشرك والكفر ولا يجوز ان يرمى مسلم بفسق او كفر من غير تحقيق.
الآفة التاسعة: الغناء والشعرا والمقصود هنا المذموم منهما فالغناء كالشعر حسنه حسن وقبيحه قبيح فانشاد الشعر ليس بحرام اذا لم يكن فيه كلام مستكره قال صلى الله عليه وسلم: (ان من الشعر لحكمة) وكذلك الغناء منه المحمود ومنه المذموم.
فالمحمود الذى يدعو الى مكرمة ويشد العزائم لمقاتلة الكفار ويدعو الى العودة الى الله شريطة ان يخلو من الاختلاط ولا يصدر من امرأة ولا يصاحبه آلات موسيقية اما المذموم فهو الذى يدعو الى رذيلة ويثير الغرائز الكامنة ويصاحبه اختلاط وتبرج وغير ذلك فقائله آثم والمستمع شريك المتكلم والافة العاشرة: هي أفة المزاح وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول الا حقا فيجب عدم الافراط في المزاح قال صلى الله عليه وسلم (لا تكثر الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب).
وهناك ايضا آفات اخرى للسان مثل السخرية والاستهزاء وافشاء السر والوعد الكاذب والكذب في القول واليمين وكذلك الغيبة والنميمة والشيء الخطير هو شهادة الزور والحلف بملة غير ملة الاسلام كل هذه آفات تصدر عن الكلام فمن كل ما سبق ذكره يتضح لنا ان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم علاج لهذه الآفة الا وهو (من صمت نجا) ـ فليت كل مسلم ومسلمة قبل ان ينطق بالكلمة يفكر فيها وفى عاقبتها ويتقى الله في هذه النعمة لان اللسان نعمة بدل ان اسخرها في معصية اجعلها طاعة لله رب العالمين فلنكثر من الذكر وقراءة القرآن الكريم والاستغفار والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ادعو الله لكل المسلمين والمسلمات ان ينجينا ويرزقنا طاعته والامتثال لاوامره والحمد لله اولا وآخراً .
الأحد يونيو 06, 2010 4:16 pm من طرف walas