lolo22 عضو نشيط
عدد المساهمات : 36 تاريخ التسجيل : 23/04/2010 نقاط : 5379
| | فوا عجبا لأناس اقبلوا على الدنيا | |
إن السعيد كل السعادة من يعمل للدار الآخرة ، من يعمل هادم اللذات ، ومفرق الجماعات ، نعم إن السعيد حقا والمنيب صدقا من يعمل للموت الذي كتبه الله ـ تعالى ـ على كل صغير وكبير ، وكل عظيم وحقير0
فوا عجبا لأناس اقبلوا على الدنيا ، ونسوا الآخرة ، أغراهم الشيطان ، فسول لهم ، وأملى لهم ، ألا يتذكر هؤلاء أهل القبور ، كيف محا التراب الوجوه الحسنة ، والأبدان الناعمة ألا يتذكر هؤلاء أحبابهم وأقاربهم الذين مضوا ، واستقبلوا ما أمامهم من الأهوال والآلام 00
ألا يتذكر هؤلاء أن الموت إذا جاء لا يعرف الصغير ولا الكبير ، ولا يعرف العظيم ولا الحقير 00 الكل راجع إلى الله ، فيا ليت شعري هل ينادي نداء النعيم أو نداء الجحيم ؟00 لقد تفكرت في الدنيا فلم أجد واعظا اعظم من تذكرت الموت 0
أخـ/ـتي في الله:
هل شاهدت المحتضر وهو في شدة سكراته ونزعاته ؟ هل تأملت صورته بعد مماته 0 هل تذكرت انك سوف تصير إلى ما صار إليه ، وستذوق ما ذاقه من الآلام والكربات وهو في النزع الأخير ؟
دخل الحسن البصري ـ رحمه الله ـ على مريض يعوده ، فإذا به يجده في سكرات الموت ، وعند ذلك اخذ ينظر إلى كربه والى شدة ما نزل به ، ثم انصرف إلى بيته حزينا منكسرا نعم لقد رجع إلى بيته بغــير اللون الذي خــرج به ، فإذا أهله يقولون له : يا إمام ، الطعام ـ يرحمك الله ـ فقال : يا أهلاه ، عليكم بطعامكم وشرابكم ، فوالدي نفسي بيده ، لقد لقيت مصرعا لا أزال اعمل له حتى ألقاه ؟؟
ورحم الله الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز الذي ارجف بذكر الموت قلوب جيله رهبة ، فنفضت رانها ، ثم انثنى ، فحرك إلى الشهادة حنانها 0 ها هو ذكر أحد جلسائه الموت ، فيقول له : اكثر ذكر الموت ، فانك لا تكون في ضيق من أمرك ومعيشتك ، فتذكر الموت إلا اتسع ذكر عليك ، ولا تكون في سرور من أمرك ، وغبطة ، فتذكر الموت إلا ضيق ذلك عليك 0
وهاهو التابعي الجليل محمد بن طعب القرظي ـ رحمه الله ـ يحدث عن عمر بن عبدالعزيز فيقول : لما استخلف عمر بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ بعث إلي وأنا بالمدينة ، فقدمت عليه ، فلما دخلت جعلت انظر إليه نظرا لا أصرف بصري عنه ، متعجبا ، فقال : يا ابن كعب : انك لتنظر إلي نظرا ما كنت تنظره قلت : متعجبــا قـال : ما أعجبك ؟ قلت : يا أمير المؤمنين : أعجبني ما حال من لونك ، ونحل من جسمك ، ونفى من شعرك 0 فقال : كيف لو رأيتني بعد ثلاثة ، وقد دليت في حفرتي وسالت حدقتي على وجنتي ، وسال منخري صديدا ودودا عند ذلك شاع خبر عمر في الآفاق ، حتى إذا أرسل إلى أعيان الكوفة : بادروه ، وجلبوا شاعرهم أعشى همدان معهم ، يعلن له قناعتهم وبراءتهم من أمل يطارده عمر ، قد عرفوا جده في إجلائه عن دار الإسلام 0
وينطلق الأعشى بين يدي عمر :
وبينما المرء أمسى ناعما جذلا ***** في أهله معجبا بالعيش ذا أنق غرا أتيح له من حينه عــرض ***** فما تلبث حتى مات كالصــعق ثمت أضحى ضحى من غب ثالثة ***** مقنعا غير ذي روح ولا رهــق يبكي عليه ، وأدنوه لمظلمــــة ***** تعلى جوانبهـا بالترب والفـلق إنما تزود مما كان يجمعـــــه ***** إلا حنوطا ومما واراه من خـرق وغير نفحة أعواد تشب لـــــه ***** وقــل ذلك من ازاد لمنطلــق
وعندئذ تنهمر دموع عمر بالبكاء ، وتختلط بأصوات نشغاته ، ليتجاوز تراد صداها دهورا تتعاقب ، يقود المربين المسلمين 0
أخي المسلم :
تذكر اليوم الذي تنتقل فيه إلى أول منازل الآخرة ، تذكر اليوم الذي تؤخذ فيه من فراشك إلى لوح المغسل ، ليغسلك ، ثم يلبسك الأكفان 0 فأخبرني ـ رحمني الله وإياك ـ ما الذي ينفعك ؟ الملاهـي والشــهوات المنصـب والكرســـي المال الحـــرام الشــهرة لا والذي نفسي بيده ، إنما ينفعك العمل الصالح الذي قدمته بين يدي الله مخلصا منيبا منكسرا 0 وأما ما سوى ذلك فإلى الشقاء والبوار ، أعاذني الله وإياك منه ، ورزقنا ـ جميعا ـ الاستعداد للآخرة بقلوب المخلصين ، وأعمال الصالحين ، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، انه ارحم الراحمين ، واكرم الاكرمين 0 سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين 0
منقووووووووووووووووول..
طابت لكم الأيام والليالي واسكنكم الله في المقام العالي
لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
هدفي في الحياة رضى الإله
| |
|
الخميس مايو 20, 2010 5:15 pm من طرف البرنسيسة