الحب أصله في لغة العرب الصفاء وقيل مأخوذ من الحـُباب الذي يعلوا المطر الشديد ..
وعليه عرفوا المحبة بأنها :
غليان القلب عند الاحتياج للقاء ..الحب من طبيعة الإنسان ، فالحب عمل قلبي ، ولذا كان الحب موجود منذ وُجِد الإنسان .. وسيبقى ما دام الإنسان على ظهر هذه الأرض..
ولما كانت المحبة بتلك المنزلة جاء الإسلام ليهذبها ، ويجعل هذا الرباط من أجل
الله .. فالمؤمن يحب من أجل
الله ويبغض لله يوالي
له ويعادي له ، وهكذا الحياة كلها لله {
قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
]الأنعام : 162]
فهذه المحبة يجب أن تكون خالصة لله لا يراد بها إلا وجهه الكريم، حب خالٍ من أي غرض..خال من شوائب الدنيا،
حب لا يقوم على الإعجاب بشخص لموهبة عظيمة أو هيئة جميلة أو حديث ممتع أو مصلحة قائمة..بل يقوم على التقوى والصلاح،
ويولد ويكبر في طريق الإيمان والإحسان، فبحب
الله ورسوله نحب..وببغض
الله ورسوله نبغض.
فالحب لله هو الحب للمؤمن من أجل دين
الله وطاعته وامتثال أوامره لا لمصلحة دنيوية أو قرابة...
فإن الحب في
الله تعالى أوثق عرى الإيمان، وهو منحة من
الله لا يشترى بالمال..قال تعالى في بيان فضله على عباده المتحابين
{
وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
]الأنفال : 63]
ولأن النفس تقتبس الخير أو الشر من الجلساء..أمرنا الباري تبارك وتعالى بصحبة الصالحين كما قال في كتابه الكريم
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }
]التوبة : 119]
وحذرنا من صحبة الفاسقين، فوصف حال من يتخذهم أخلاء يوم القيامة..
في قوله سبحانه {
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً }
]الفرقان : 27]
وإذا نشأت صداقة لله فلن تبقى إلا بطاعته، ولن تزكو إلا ببعد الصديقين معا عن النفاق والفساد،..
فإذا تسربت المعصية إلى أحدهما تغيرت القلوب وذهب الحب.
..
والأخوة في
الله لا تنقطع بنهاية هذه الدنيا، بل هي مستمرة في الآخرة..
يقول تعالى: {
الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }
]الزخرف : 67]
وتكتمل المحبة بين المؤمنين في صورة عجيبة ومحبة صادقة عندما يكونان متباعدين..وكل منهما يدعو للآخر بظهر الغيب
في الحياة وبعد الممات, كما قال النبي صلى
الله عليه وسلم
«
دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ »
صحيح مسلم
.؟ فمن واجبات المحبة في الله :اخبار من تحب فعن النبي صلى
الله عليه وسلم قَال «
إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ » سنن أبي داود.
أن تحب له ما تحب لنفسك عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال «
لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ » صحيح البخاري
ان تهديه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال «
تَهَادَوْا تَحَابُّوا » سنن البيهقي
.. أن تفشي السلام عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال ..
«
لا تدخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا. أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَىْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ » صحيح مسلم
منقــول ~