عن أنس –رضي الله عنه- قال: ما سئل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على
الإسلام شيئاً إلا أعطاه. قال: فجاءه رجل, فأعطاه غنماً بين جبلين, فرجع
إلى قومه فقال: يا قوم! أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر،
قال أنس –رضي الله عنه-: إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا, فما يسلم
حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها. رواه مسلم.
وعن جبير
–رضي الله عنه - قال: بينا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- راجعاً من غزوة
حنين؛ طفق الأعراب يسألونه، حتى اضطروه إلى شجرة فخطفت رداءه، فوقف رسول
الله –صلى الله عليه وسلم- فقال أعطوني ردائي؛ فوالله لو كان لي عدد هذه
العضاه (الشجر) نعماً لقسمته بينكم؛ ثم لا تجدوني بخيلاً ولا كذاباً ولا
جباناً" رواه البخاري.
دعاؤه:
قد كان –صلى الله عليه وسلم-
يتخير من الدعاء أجمعه كما جاء عن عائشة –رضي الله عنها - قالت: "كان رسول
الله –صلى الله عليه وسلم- يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك
"رواه أبو داود وصححه الألباني، وعن أنس –رضي الله عنه- قال: "كان أكثر
دعوة يدعو بها النبي –صلى الله عليه وسلم-: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي
الآخرة حسنة وقنا عذاب النار". متفق عليه.
ذكره لله:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يذكر الله على كل أحيانه" رواه مسلم.
وعن
أبي هريرة –رضي الله عنه - قال " سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم-
يقول: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة"
رواه البخاري، وعن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال: "كنا نعدّ لرسول الله
–صلى الله عليه وسلم- في المجلس الواحد مائة مرة: "رب اغفر لي وتب علي إنك
أنت التواب الرحيم" رواه أبو داود وصححه الألباني.
وعن أبي هريرة –رضي
الله عنه - قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "لأن أقول: سبحان
الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ أحب إليّ مما طلعت عليه
الشمس" رواه مسلم.
زهده في الدنيا:
عن النعمان –رضي الله عنه -
قال: "كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لا يجد ما يملأ بطنه من الدقل
وهو جائع" أخرجه الحاكم وصححه الألباني .
وعن ابن عباس –رضي الله
عنهما- قال: "كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يبيت الليالي المتتابعة
طاوياً وأهله, لا يجدون عشاء وكان أكثر خبزهم خبز الشعير" رواه الترمذي
وأحمد وصححه الألباني.
وعن أنس –رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله
–صلى الله عليه وسلم- يؤتى بالتمر فيفتشه يخرج السوس منه" أخرجه أبو داود
وصححه الألباني.
وكان –صلى الله عليه وسلم- يؤثر الناس على نفسه، فيعطي
العطاء ويمضي عليه الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار، وكان متقللاً من
الدنيا وقد ملك من أقصى الجزيرة إلى حدود الشام.
سماحته:
قال
أنس –رضي الله عنه - (خدمت رسول الله –صلى الله عليه وسلم - عشر سنين،
والله ما قال لي أفٍّ قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا؟ وهل فعلت كذا؟.
متفق عليه.
عبادته :
عن المغيرة بن شعبة –رضي الله عنه - أن
النبي –صلى الله عليه وسلم- صلى حتى تورمت قدماه ، فقيل له: أتفعل هذا وقد
غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبداً شكوراً"
متفق عليه.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه" متفق عليه.
مزاحه:
عن
أنس بن مالك –رضي الله عنه- أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهر وكان
يهدي إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- هدية من البادية, فيجهزه النبي –صلى
الله عليه وسلم- إذا أراد أن يخرج, فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: إن
زاهراً باديتنا, ونحن حاضروه, وكان –صلى الله عليه وسلم- يحبه وكان رجلاً
دميما فأتاه النبي –صلى الله عليه وسلم- يوماً وهو يبيع متاعه, فاحتضنه من
خلفه وهو لا يبصره, فقال: من هذا؟ أرسلني. فالتفت, فعرف النبي –صلى الله
عليه وسلم-, فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي –صلى الله عليه وسلم-
حين عرفه, فجعل النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: (من يشتري هذا العبد؟).
فقال: يا رسول الله! إذاً والله تجدني كاسداً. فقال النبي –صلى الله عليه
وسلم-: (لكن عند الله لست بكاسد) أو قال (أنت عند الله غالٍ) رواه أحمد
وصححه الألباني.
وعن أبي هريرة –رضي الله عنه - قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إني لأمزح ولا أقول إلا حقا" رواه الترمذي وصححه الألباني.
وعن
الحسن –رضي الله عنه- قال: أتت عجوز على النبي –صلى الله عليه وسلم-
فقالت: يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة. فقال: (يا أم فلان! إن
الجنة لا تدخلها عجوز) قال: فولت تبكي فقال: (أخبروها أنها لا تدخلها وهي
عجوز, إن الله تعالى يقول: (إنا أنشأناهن إنشاءً. فجعلناهن أبكاراً. عرباً
أتراباً) أخرجه الطبراني والبيهقي وحسنه الألباني.
يقينه بالله:
لما
جدّت قريش في طلب النبي –صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر –رضي الله عنه-
بحثوا عنهما في كل مكان: وانتهوا إلى باب "غار ثور" فوقفوا عليه، وكان
النبي –صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر يسمعان كلامهم فوق رؤوسهما ، ولكن
الله سبحانه عمّى أبصارهم عن رؤيتهما، فقال أبو بكر –رضي الله عنه-: يا
رسول الله لو أن أحدهم نظر ما تحت قدميه لأبصرنا، فقال النبي –صلى الله
عليه وسلم- "يا أبا بكر ما ظنّك باثنين الله ثالثهما ... لا تحزن إن الله
معنا" .متفق عليه. وقد قال الله عز وجل في كتابه: "إلا تنصروه فقد نصره
الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا
تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها ... والله
عزيز حكيم" [التوبة:40].
بلاغته وفصاحته :
كان محمداً –صلى الله
عليه وسلم- أفصح الخلق، وأعذبهم كلاماً، وكان يتكلم بجوامع الكلم، وكان
يختار في خطابه أحسن الألفاظ، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلى
الله عليه وسلم- قال: "بعثت بجوامع الكلم" رواه البخاري ومسلم، أي يجمع
الله له المعاني الكثيرة باللفظ القليل.
الجمعة مارس 05, 2010 7:36 pm من طرف غفرانك ربى