مرحبا بقضاء ربى
لا يخفى على أحد أن الحياة الدنيا مليئة بالمصائب و البلاء و أن كل مؤمن و مؤمنة عرضة لكثير منها : فمرة يبتلى بنفسه , و مرة يبتلى بماله , و مرة يبتلى بحبيبه .
و هكذا تقلب عليه الأقدار من لدن حكيم عليم . و إذا لم يحمل المؤمن النظرة الصحيحة للبلاء فسوف يكون زلله أكبر من صوابه , و لا سيما إن بعض المصائب تطيش منها العقول لضخامتها و فجاءتها ...
و من هنا يجب على المؤمن أن ينظر للبلاء على انه :-
1/ امتحان و ابتلاء :
نعم امتحان و ابتلاء فنحن في قاعه امتحان كبيرة نمتحن فيها كل يوم ... فكل ما فيها امتحان و بلاء ... المال امتحان , و الزوجة امتحان , و الأولاد امتحان , و الغنى امتحان , و الفقر امتحان , و الصحة و المرض امتحان , و كلنا ممتحن في كل ما نملك و في كل ما يعترينا في هذه الحياة حتى نلقى الله تعالى . فأنت أيها المعافى ممتحن , و لكن ما أحسست أنك في قاعة امتحان حتى ابتليت , و أنت أيها المريض ممتحن و لكن ما أحسست أنك في قاعه امتحان حتى شفيت و ليس فينا أحد أكبر من أن يمتحن...
2/ قسمة و قدر .
إن الله تعالى قسم بين الناس معايشهم و آجالهم قال تعالى ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم فى الحياة الدنيا ) " الزخرف 32 "
فالرزق مقسوم , و المرض مقسوم , و العافية مقسومة , و كل شئ فى هذه الحياة مقسوم , و ما دام الأمر كذلك فارض بما قسم الله لك أيها المبتلى و أعلم إن ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطأك لم يكن ليصيبك .
3/ خير و نعمة بشرط .
و أيا كانت هذه القسمة و هذا الامتحان فهو خير للمؤمن و ليس لأحد غيره و لكن بشرط الشكر على النعمة و الصبر على البلاء .
و فى الحديث الصحيح : (عجبا لأمر المؤمن , إن أمره كله خير , و ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن , إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له , و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) رواه مسلم
و قال تعالى ( فعسى أن تكرهوا شئ و يجعل الله فيه خيرا كثيرا ) سورة النساء
4/ محطة تمحيص و تكفير .
نعم الابتلاء محطة نتوقف فيها برهة من الزمن إذا بادرن الذنوب و المعاصي تتحات كما يتحات ورق الشجر و في الحديث " ما يصيب المسلم من نصب و لا ضراء و لا مرض و لا هم و لا حزن و لا غم و لا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " متفق عليه
5/ علامة حب و رأفة.
فالمصائب و البلاء امتحان للعبد , و هي علامة حب من الله تعالى , إذ هي كالدواء فانه و إن كان مرا إلا انك تقدمه على مرارته لمن تحب ( إن عظمة الجزاء من عظمة البلاء ) رواه الترمذي
و إن ننسى فلا ننسى إن نذكر بقوله تعالى و بشارته
( و لنبلونكم بشئ من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله و إنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون ) البقرة
منقـــــــــــــــــــــــــــــول
الجمعة مارس 05, 2010 6:56 pm من طرف سلوى