مـنـتـديـات ابن النفيس ترحب بكم
أهلا ومرحبا بك فى منتديات ابن النفيس تفضل بالدخول إذا كنت مسجلا أو قم بالتسجيل لتشاركنا بمساهماتك وردودك وشاهد كل ما يخص التعليم والمناهج وأخبار المدارس والكثير من المجالات المختلفة
مع تحياتى مدير المنتدى / عادل الحلاج
مـنـتـديـات ابن النفيس ترحب بكم
أهلا ومرحبا بك فى منتديات ابن النفيس تفضل بالدخول إذا كنت مسجلا أو قم بالتسجيل لتشاركنا بمساهماتك وردودك وشاهد كل ما يخص التعليم والمناهج وأخبار المدارس والكثير من المجالات المختلفة
مع تحياتى مدير المنتدى / عادل الحلاج
مـنـتـديـات ابن النفيس ترحب بكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةبوابة الموقعأحدث الصورالتسجيلدخول
مبروك حصول مدرسة ابن النفيس الإعدادية بنات على اعتماد هيئة ضمان الجودة تم إعلان نتيجة الفصل الدراسى الأول يناير 2016 ومبروك لكل الطالبات
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تصويت
بصراحة هل أعجبك المنتدى
رائع
آية وتفسير Vote_rcap66%آية وتفسير Vote_lcap
 66% [ 338 ]
عادى
آية وتفسير Vote_rcap12%آية وتفسير Vote_lcap
 12% [ 62 ]
لم يعجبنى
آية وتفسير Vote_rcap22%آية وتفسير Vote_lcap
 22% [ 112 ]
مجموع عدد الأصوات : 512
المواضيع الأخيرة
» امتحانات وورد منسقه انجليزى ترم ثانى للثالث الإعدادى
آية وتفسير Emptyالأحد ديسمبر 15, 2019 10:59 pm من طرف Salah sharaf

» أروع برنامج تحميل فيديو يوتيوب
آية وتفسير Emptyالجمعة مايو 25, 2018 2:07 pm من طرف ماهر درويش

» اهم محادثات الترم الأول انجليزى الثالث الإعدادى
آية وتفسير Emptyالإثنين أكتوبر 02, 2017 5:44 pm من طرف lionjo248

» مفاجأة مفاجأة اسطوانات تعليمية لجميع المراحل من الصف الاول الابتدائي حتي الثانوية العامة
آية وتفسير Emptyالخميس أبريل 27, 2017 9:17 am من طرف hassanhisham3

» مراجعة دين السادس الأبتدائي ترم أول
آية وتفسير Emptyالسبت ديسمبر 31, 2016 9:21 pm من طرف سونا0000

» سجل إشراف جماعة اللغة العربية جاهز للطباعة
آية وتفسير Emptyالخميس سبتمبر 22, 2016 11:04 pm من طرف محمد مصطفى كامل

» كتاب أعمال المكتب الفني لتوجيه الرياضيات بمحافظة الدقهلية
آية وتفسير Emptyالأربعاء يونيو 15, 2016 1:51 pm من طرف menisy

» البرنامج العملاق لاسترجاع الملفات المحذوفة Recuva 1.53.1087 + نسخة محمولة
آية وتفسير Emptyالأحد يونيو 12, 2016 2:04 am من طرف حمادة 999

» برنامج GiliSoft File Lock Pro 10.3.0 لغلق وتشفير الملفات برقم سرى
آية وتفسير Emptyالجمعة يونيو 10, 2016 6:43 am من طرف حمادة 999

» برنامج نسخ الاسطوانات ولتشغيل ملفات الايزو PowerISO 6.6 + نسخة محمولة
آية وتفسير Emptyالأربعاء يونيو 01, 2016 9:29 am من طرف حمادة 999

» برنامج نسخ الاسطوانات ولتشغيل ملفات الايزو PowerISO 6.6 + نسخة محمولة
آية وتفسير Emptyالجمعة مايو 27, 2016 7:30 am من طرف حمادة 999

» برنامج Clean Space 2016.01 لصيانة الجهاز ولحل اخطاء الويندوز
آية وتفسير Emptyالخميس أبريل 21, 2016 3:24 am من طرف حمادة 999

» امتحان نصف الفصل الدراسى الثانى دراسات خامس الترم الثانى
آية وتفسير Emptyالإثنين مارس 21, 2016 9:18 am من طرف fathyalgamal

» مـجـمـوعـة مـن الاخـتـبـارات الـتـفـاعـلـيـة حاسب آلى
آية وتفسير Emptyالثلاثاء فبراير 23, 2016 5:26 pm من طرف مدحت حنفي

» المختصر المفيد 2014مراجعة نهائية تاريخ
آية وتفسير Emptyالثلاثاء يناير 19, 2016 9:48 pm من طرف داليا عطية

» مراجعة نهائية على دراسات الصف الأول الاعدادى ترم أول رائعة
آية وتفسير Emptyالثلاثاء يناير 19, 2016 9:26 pm من طرف داليا عطية

» اقوي ملزمة قصة طموح جارية وورد اطبع فورا
آية وتفسير Emptyالأحد يناير 17, 2016 11:54 am من طرف الوصيف

» قطع نحو شاملة ثالث إعدادى ترم أول
آية وتفسير Emptyالأحد يناير 17, 2016 11:45 am من طرف الوصيف

» برنامج Ace Utilities 6.1.0 Build 284 لتسريع وصيانه و تحسين آداء الجهاز
آية وتفسير Emptyالثلاثاء يناير 12, 2016 2:44 am من طرف حمادة 999

» برنامج Aiseesoft FoneLab 8.2.10 لاستعادة الملفات المفقدوة من ايفون واي باد
آية وتفسير Emptyالثلاثاء يناير 12, 2016 1:54 am من طرف حمادة 999


 

 آية وتفسير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
إلا صلاتي
عضو مرشح للإشراف
عضو مرشح للإشراف
إلا صلاتي


عدد المساهمات : 945
تاريخ التسجيل : 06/06/2009
نقاط : 7146

آية وتفسير Empty
25022010
مُساهمةآية وتفسير











[size=21]
آية وتفسير Tr3
آية وتفسير Tl3


بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم قوله
تعالى {يَسئَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ قُلِ الأَنفالُ للهِ وَالرَسولِ}
الآية. أخبرنا أبو سعد النضروي قال: أخبرنا أبو بكر القطيعي قال: حدثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو معاوية قال:
حدثنا أبو إسحاق الشيباني عن محمد بن عبد الله الثقفي عن سعد بن أبي وقاص
قال: لما كان يوم بدر قتل أخي عمير وقتل سعيد بن العاص وأخذت سيفه وكان
يسمى ذا الكثيفة فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم قال: اذهب فاطرحه في
القبض قال: فرجعت وبي مالا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي فما جاوزت
إلا قريباً حتى نزلت سورة الأنفال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اذهب فخذ سيفك.


وقال عكرمة عن ابن عباس: لما كان يوم
بدر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا
فذهب شباب الرجال وجلس الشيوخ تحت الرايات فلما كانت الغنيمة جاء الشباب
يطلبون نفلهم فقال الشيوخ: لا تستأثروا علينا فإنا كنا تحت الرايات ولو
انهزمتم كنا لكم ردءاً فأنزل الله تعالى {يَسأَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ}
فقسمها بينهما بالسواء.


أخبرنا أبو بكر الحارث قال:
أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا أبو يحيى قال: حدثنا سهل بن
عثمان قال: حدثنا يحيى بن زائدة عن ابن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحرث
عن سليمان بن موسى الأشدق عن ابن مكحول عن أبي سلام الباهلي عن أبي أمامة
الباهلي عن عبادة بن الصامت قال: لما هزم العدو يوم بدر واتبعتهم طائفة
يقتلونهم وأحدقت طائفة برسول الله عليه الصلاة والسلام واستولت طائفة على
العسكر والنهب فلما نفى الله العدو ورجع الذين طلبوهم وقالوا: لنا النفل
بحسن طلبنا العدو وبنا نفاهم وهزمهم..


وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى
الله عليه وسلم: والله ما أنتم بأحق به منا نحن أحدقنا برسول الله صلى
الله عليه وسلم لا ينال العدو منه غرة فهو لنا وقال الذين استولوا على
العسكر والنهب: والله ما أنتم بأحق به منا نحن أخذناه واستولينا عليه فهو
لنا فأنزل الله تعالى {يَسأَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ} فقسمه رسول الله عليه
الصلاة والسلام بالسوية.


قوله تعالى {وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ
وَلَكِنَّ اللهَ رَمى} أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار قال: حدثنا محمد
بن عبد الله بن محمد البياع قال: أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل
الشعراني قال: حدثني جدي قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال: حدثنا
محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال:
أقبل أبي بن خلف يوم أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريده فاعترض له
رجال من المؤمنين فأمرهم رسول الله عليه الصلاة والسلام فخلوا سبيله
فاستقبله مصعب بن عمير أحد بني عبد الدار ورأى رسول الله صلى الله عليه
وسلم ترقوة أبي من فرجة بين سابغة البيضة والدرع فطعنه بحربته فسقط أبي عن
فرسه ولم يخرج من طعنته دم وكسر ضلعاً من أضلاعه فأتاه أصحابه وهو يخور
خوار الثور فقالوا له: ما أعجزك إنما هو خدش فقال: والذي نفسي بيده لو كان
هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعين فمات أبي إلى النار فسحقاً
لأصحاب السعير قبل أن يقدم مكة فأنزل الله تعالى ذلك {وَما رَمَيتَ إِذ
رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمى}.


وروى صفوان بن عمرو عن عبد العزيز
بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر دعا بقوس فأتى بقوس
طويلة فقال: جيئوني بقوس غيرها فجاءوه بقوس كبداء فرمى رسول الله صلى الله
عليه وسلم الحصن فأقبل السهم يهوي حتى قتل كنانة بن أبي الحقيق وهو على
فراشه فأنزل الله تعالى {وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنّ اللهَ رَمى}.


وأكثر أهل التفسير أن الآية نزلت في
رمي النبي عليه الصلاة والسلام القبضة من حصباء الوادي يوم بدر حين قال
للمشركين: شاهت الوجوه ورماهم بتلك القبضة فلم يبق عين مشرك إلا دخلها منه
شيء.


قال حكيم بن حزام: لما كان يوم بدر
سمعنا صوتاً وقع من السماء إلى الأرض كأنه صوت حصاة وقعت في طست ورمى رسول
الله صلى الله عليه وسلم تلك الحصاة فانهزمنا فذلك قوله تعالى {وَما
رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمى}.

قوله تعالى {إِن تَستَفتِحوا فَقَد
جاءَكُمُ الفَتحُ} أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد
الله بن الفضل التاجر قال: أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ قال: حدثنا محمد بن
يحيى: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب
قال: حدثني عبد الله بن ثعلبة بن صغير قال: كان المستفتح أبا جهل وإنه قال
حين التقى بالقوم: اللهم أينا كان أقطع للرحم وأتانا بما لم نعرف فافتح له
الغداة وكان ذلك استفتاحه فأنزل الله تعالى {إِن تَستَفتِحوا فَقَد
جاءَكُم} إلى قوله {وَإِنَّ اللهَ مَعَ المُؤمِنينَ} رواه الحاكم أبو عبد
الله في صحيحه عن القطيعي عن ابن حنبل عن أبيه عن يعقوب.


قال السدي والكلبي: كان المشركون حين خرجوا
إلى النبي صلى الله عليه وسلم من مكة أخذوا بأستار الكعبة وقالوا: اللهم
انصر أعلى الجندين وأهدى الفئتين وأكرم الحزبين وأفضل الدينين فأنزل الله
تعالى هذه الآية.

وقال عكرمة: قال المشركون:
اللهم لا نعرف ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام فافتح بيننا وبينه
بالحق فأنزل الله تعالى {إِن تَستَفتِحوا} الآية.

قوله تعالى {يا أَيُّها
الَّذينَ آَمَنوا لّا تَخونوا اللهَ وَالرَسولَ} الآية. نزلت في أبي لبابة
بن عبد المنذر الأنصاري وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصر يهود
قريظة - إحدى وعشرين ليلة فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلح على
ما صالح عليه إخوانهم من بني النضير على أن يسيروا إلى إخوانهم بأذرعات
وأريحا من أرض الشام فأبى أن يعطيهم ذلك إلى أن ينزلوا على حكم سعد بن
معاذ فأبوا وقالوا: أرسل إلينا أبا لبابة وكان مناصحاً لهم لأن عياله
وماله وولده كانت عندهم فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم
فقالوا: يا أبا لبابة ما ترى أننزل على حكم سعد بن معاذ فأشار أبو لبابة
بيده إلى حلقه أنه الذبح فلا تفعلوا قال أبو لبابة: والله ما زالت قدماي
حتى علمت أني قد خنت الله ورسوله فنزلت فيه هذه الآية..

فلما نزلت شد نفسه على
سارية من سواري المسجد وقال: والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو
يتوب الله علي فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاماً حتى خر مغشياً عليه ثم
تاب الله عليه فقيل له: يا أبا لبابة قد تيب عليك لا والله لا أحل نفسي
حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يحلني فجاءه فحله بيده ثم
قال أبو لبابة: إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب
وأن أنخلع من مالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجزيك الثلث أن
تتصدق به.


قوله تعالى {وَإِذ قالُوا اَللَّهُمَّ
إِن كانَ هَذا هُوَ الحَقَّ} الآية. قال أهل التفسير: نزلت في النضر بن
الحارث وهو الذي قال: إن كان ما يقوله محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من
السماء.


أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: حدثنا محمد بن يعقوب الشيباني قال:
حدثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ قال:
حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة عن عبد الحميد صاحب الزيادي سمع أنس بن مالك
يقول: قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة
من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزل {وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم
وَأَنتَ فيهِم} الآية.


ورواه البخاري عن أحمد بن قوله تعالى
{وَما كانَ صَلاتُهُم عِندَ البَيتِ} أخبرنا أبو إسماعيل بن أبي عمرو
النيسابوري قال: أخبرنا حمزة بن شبيب المعمري قال: أخبرنا عبيد الله بن
إبراهيم بن بالويه قال: حدثنا أبو المنبئ معاذ بن المنبئ قال: حدثنا عمرو
قال: وحدثنا أبي قال: حدثنا قرة عن عطية عن ابن عمرو قال: كانوا يطوفون
بالبيت ويصفقون ووصف الصفق بيده ويصفقون ووصف صفيرهم ويضعون خدودهم بالأرض
فنزلت هذه الآية.

قوله تعالى {إِنَّ الَّذينَ كَفَروا
يُنفِقونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبيلِ اللهِ} الآية. قال مقاتل.
والكلبي: نزلت في المطعمين يوم بدر وكانوا اثني عشر رجلاً أبو جهل بن هشام
وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ونبيه ومنبه ابنا حجاج وأبو البحتري بن هشام
والنضر بن الحارث وحكيم بن حزام وأبي بن خلف وزمعة بن الأسود والحرث بن
عامر بن نوفل والعباس بن عبد المطلب وكلهم من قريش وكان يطعم كل واحد منهم
كل يوم عشرة جزور.


وقال سعيد بن جبير وابن بزى: نزلت في
أبي سفيان بن حرب استأجر يوم أحد ألفين من الأحابيش يقاتل بهم النبي صلى
الله عليه وسلم سوى من استجاب له من العرب وفيهم يقول كعب بن مالك:
فَجِئنا إِلى مَوجٍ مِـنَ البَحرِ وَسطَهُ *** أَحابيشُ مِنهُم حاسِرٌ
وَمُقَنَعُ

وقال الحكم بن عتبة: أنفق أبو سفيان على المشركين يوم أحد أربعين أوقية فنزلت فيه الآية.

وقال محمد بن إسحاق عن رجاله: لما
أصيب قريش يوم بدر فرجع فلهم إلى مكة ورجع أبو سفيان بعيره مشى عبد الله
بن أبي ربيعة وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية في رجال من قريش أصيب
آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له في
تلك العير تجارة فقالوا: يا معشر قريش إن محمداً قد وتركم وقتل خياركم
فأعينونا بهذا المال الذي أفلت على حربه لعلنا ندرك منه ثأراً بمن أصيب
منا ففعلوا فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية.


قوله تعالى: {يا أَيُّها
النَبِيُّ حَسبُكَ اللهُ وَمَن اِتَبَعكَ مِنَ المُؤمِنينَ} أخبرنا أبو
بكر بن الحرث قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن
عبد الخالق قال: حدثنا صفوان بن المغلس قال: حدثنا إسحاق بن بشر قال:
حدثنا خلف بن خليفة عن ابن هشام الزماني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة وثلاثون رجلاً ثم إن عمر أسلم
فصاروا أربعين فنزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى {يا أَيُّها النَبِيُّ
حَسبُكَ اللهُ وَمَن اِتَبَعَكَ مِنَ المُؤمِنينَ}.


قوله تعالى: {ما كانَ لِنَبِيٍّ
أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ في الأَرضِ} الآية. قال مجاهد: كان
عمر بن الخطاب يرى الرأي فيوافق رأيه ما يجيء من السماء وإن رسول الله صلى
الله عليه وسلم استشار في أسارى بدر فقال: المسلمون بنو عمك أفدهم قال
عمر: لا يا رسول الله اقتلهم قال: فنزلت هذه الآية {ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن
يَكونَ لَهُ أَسرى}.


وقال ابن عمر: استشار رسول الله صلى
الله عليه وسلم في الأسارى أبا بكر فقال: قومك وعشيرتك خل سبيلهم واستشار
عمر فقال: اقتلهم ففاداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى
{ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ في الأَرضِ} إلى
قوله تعالى {فَكُلوا مِمّا غَنِمتُم حَلالاً طَيِّباً} قال: فلقي النبي
صلى الله عليه وسلم فقال: كاد أن يصيبنا في خلافك بلاء.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين
الحيري قال: أخبرنا حاجب بن أحمد قال: حدثنا محمد بن حماد قال: حدثنا أبو
معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال: لما كان
يوم بدر وجيء بالأسرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تقولون في
هؤلاء الأسرى فقال أبو بكر: يا رسول الله قومك وأصلك استبقهم واستأن بهم
لعل الله عز وجل يتوب عليهم وقال عمر كذبوك وأخرجوك فقدمهم فاضرب أعناقهم
وقال عبد الله بن رواحة: انظر وادياً كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم أضرم
عليهم ناراً.


فقال العباس: قطعت رحمك فسكت رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولم يجبهم ثم دخل فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر
وقال ناس: يأخذ بقول عمر وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله ثم خرج عليهم فقال:
إن الله عز وجل ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن وإن الله عز
وجل ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة وأن مثلك يا أبا بكر
كمثل إبراهيم قال {مَن تَبِعَني فَإِنَّهُ مِني وَمَن عَصاني فَإِنَّكَ
غَفورٌ رَحيمٌ} وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال {إِن تُعَذِّبهُم
فَإِنَّهُم عِبادُكُ وَإِن تَغفِر لَهُم فَإِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ
الحَكيمُ} وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال {رَبَّنا اِطمِس عَلى أَموالِهِم
وَاِشدُد عَلى قُلُوبِهِم} ومثلك يا عمر كمثل نوح قال {رَّبِّ لا تَذَر
عَلى الأَرضِ مِنَ الكافِرينَ دَيّاراً} ثم قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أنتم اليوم عالة أنتم اليوم عالة فلا ينقلبن منهم أحد إلا بفداء أو
ضرب عنق قال: فأنزل الله عز وجل (ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى
حَتّى يُثخِنَ في الأَرضِ) إلى آخر الآيات الثلاث.


أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل
قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو نوح قراد قال: حدثنا عكرمة بن عمار قال:
حدثنا سماك الحنفي أبو زميل قال: حدثني ابن عباس قال: حدثني عمر بن الخطاب
قال: لما كان يوم بدر والتقوا فهزم الله المشركين وقتل منهم سبعون رجلاً
وأسر سبعون رجلاً.


استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبا بكر وعمر وعلياً فقال أبو بكر: يا رسول الله هؤلاء بنو العم والعشيرة
والإخوان وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على
الكفار وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضداً فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ما ترى يا ابن الخطاب قال: قلت والله ما أرى ما رأى أبو بكر
ولكن أن تمكنني من فلان قريب لعمر فأضرب عنقه وتمكن علياً من عقيل فيضرب
عنقه وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه حتى يعلم الله عز وجل أنه ليس في
قلوبنا مواده للمشركين هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم فهوى رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت فأخذ منهم الفداء.


فلما كان من الغد قال عمر: غدوت إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر الصديق وإذا هما يبكيان
فقلت: يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن
لم أجد بكاء تباكيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبكي للذي عرض على
أصحابك من الفداء لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة
وأنزل الله عز وجل {ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى
يُثخِنَ في الأَرضِ} إلى قوله {لَّولا كِتابٌ مِّنَ اللهِ سَبَقَ
لَمَسَكُم فيما أَخَذتُم} - من الفداء - (عَذابٌ عَظيمٌ). رواه مسلم في
الصحيح عن هناد بن السري عن ابن المبارك عن عكرمة بن عمارة.


قوله تعالى {يا أَيُّها النَبِيُّ
قُل لِّمَن في أَيدِيَكُم مِّنَ الأَسرى} الآية. قال الكلبي: نزلت في
العباس بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحرث وكان العباس أسر
يوم بدر ومعه عشرون أوقية من الذهب كان خرج بها معه إلى بدر ليطعم بها
الناس وكان أحد العشرة الذين ضمنوا إطعام أهل بدر ولم يكن بلغته النوبة
حتى أسر فأخذت معه وأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم منه قال: فكلمت
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لي العشرين الأوقية الذهب التي
أخذها مني من فدائي.


فأبى علي وقال: إما شيء خرجت
تستعين به علينا فلا وكفلني فداء ابن أخي عقيل بن أبي طالب عشرين أوقية من
فضة فقلت له: تركتني والله أسال قريشاً بكفي والناس ما بقيت قال: فأين
الذهب الذي دفعته إلى أم الفضل مخرجك إلى بدر وقلت لها: إن حدث بي حدث في
وجهي هذا فهو لك ولعبد الله والفضل وقثم قال: قلت وما يدريك قال: أخبرني
الله بذلك قال: أشهد أنك لصادق وإني قد دفعت إليها ذهباً ولم يطلع عليها
أحد إلا الله فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله قال العباس:
فأعطاني الله خيراً مما أخذ مني كما قال: عشرين عبداً كلهم يضرب بمال كبير
مكان العشرين أوقية وأنا أرجو المغفرة من ربي.


آية وتفسير Br3
آية وتفسير Bl3
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

آية وتفسير :: تعاليق

إلا صلاتي
رد: آية وتفسير
مُساهمة الخميس فبراير 25, 2010 5:05 pm من طرف إلا صلاتي


آية وتفسير Tl6


الآيات 37 : 40 من سورة النور


من عادة القرآن الكريم في بلاغه أن
يردف ذكر البشارة بالنذارة، والرحمة بالعذاب، والرغبة بالرهبة، والعزيمة
بالرخصة، والحديث عن الحق وأهله بالحديث عن الباطل وأتباعه، وما شابه ذلك
من الثنائيات المتقابلة .


ومن هذا القبيل، ما ذكره سبحانه في
سورة النور من صفات للمؤمنين من أنهم رجال قلوبهم معلقة في المساجد،
يذكرون الله فيها بالغدو والآصال، وأنهم {رِجَالٌ
لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ
الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ
الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} (النور:37).


ثم أتبع ذلك بالحديث عن أعمال الكافرين، فوصفها سبحانه بأنها {كَسَرَابٍ
بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ
يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ
وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ * أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ
يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ
بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا
وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ}
(النور:39-40) .

فهاتان الآيتان تضمنتا مثلين، يتعلقان
بأعمال الكفار؛ وبيان أن تلك الأعمال لا قيمة لها عند الله، ولا وزن لها
يوم الحساب، بل هي أعمال خاسرة؛ لأنها لم تؤسس على تقوى من الله ورضوان،
ولم تأت على وفق ما شرع الله .


فشبه سبحانه في المثل الأول
أعمال الكافرين بالسراب الذي يبدو للظمآن من بعيد في الصحراء الجرداء
القاحلة، حيث يحسب الظمآن ذلك الشراب ماء، فيلهث إليه مسرعاً؛ أملاً في
الوصول إليه، لينال منه بغيته، ويطفئ به ظمأ جوفه.


بيد أنه لا يلبث أن يتحقق بعد ذلك
الجري الحثيث، واللهاث الشديد، أن ما ظنه ماء لم يكن في الحقيقة سوى سراب،
لا يروي جوفاً، ولا يطفئ ظمأ، فخاب ظنه، وضاع سعيه، وأخذته الحسرة من كل
جانب.

وهكذا أعمال الكفار، يحسب أصحابها
أنها نافعة لهم، مغنية عنهم شيئاً، حتى إذا كان يوم الجزاء والحساب خانتهم
تلك الأعمال، وهم أحوج ما يكونون إليها؛ لأنها في الحقيقة أعمال خاسرة
بائرة، لا تنفع أصحابها في شيء.

فهي إما أنها فاقدة لعنصر الإخلاص
لله، وإما أنها فاقدة لعنصر الصواب، وهما شرطا صحة قبول الأعمال عند الله
سبحانه. وهكذا حال كل صاحب باطل، فإنه يخونه باطله أحوج ما يكون إليه، فإن
الباطل لا حقيقة له، وهو كاسمه باطل، لا يعني شيئاً، ولا يساوي شيئاً، ولا
يغني من الحق شيئاً .

وهذا التمثيل في الآية شبيه بقوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا} (الفرقان:23) .

وقد جاء في "الصحيحين" في
حديث طويل، وفيه: (... إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن: تتبع كل أمة ما كانت
تعبد، فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في
النار، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله بر أو فاجر وغبرات أهل
الكتاب، فيدعى اليهود، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزيراً
بن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟
فقالوا؟ عطشنا ربنا فاسقنا، فيشار، ألا تردون، فيحشرون إلى النار كأنها
سراب يحطم بعضها بعضاً، فيتساقطون في النار. ثم يدعى النصارى، فيقال لهم:
من كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح بن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما
اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فيقال لهم: ماذا تبغون، فكذلك مثل الأول... )
الحديث .

وفي المثل الثاني، يشبه
سبحانه أعمال الكفار بحال من وُجد في بحر عميق لا ساحل له، فهو في وسط
ظلمات ثلاث: ظلمة البحر العميق من تحته، وظلمة الأمواج العاتية من حوله،
وظلمة السحاب المنذر بالمطر من فوقه، بحيث إنه لا يستطيع أن يرى يده، وهي
أقرب شيء من ناظريه.


والبحر أخوف ما يكون إذا توالت أمواجه،
فإذا انضم إلى ذلك وجود السحاب من فوقه زاد الخوف شدة، لأنها تستر النجوم
التي يهتدي بها من في البحر، ثم إذا أمطرت تلك السحاب وهبت الريح المعتادة
في الغالب عند نزول المطر تكاثفت الهموم وترادفت الغموم. فهو يعيش في ظلام
دامس، تنعدم فيه الرؤية، ويعاني من الخوف والمرارة والألم ما لا يطاق.

وهذا حال أهل الكفر والضلال، فهم
يعيشون وسط ظلمات ثلاث؛ ظلمة الكفر، وظلمة الجهل، وظلمة الضلال، فهم
كافرون بخالقهم ورازقهم، لا يعترفون له بعبودية، وهم جاحدون بأنعم الله
عليهم، لا يقرون له بفضل ولا نعمة، وهم ضالون عن سواء السبيل، لا يعرفون
إلى الحق طريقاً، ولا يهتدون إلى الخير سبيلاً، وهم تائهون في هذه الحياة،
لا يدرون أين يسيرون، ولا يعلمون إلى أي اتجاه يتجهون .


على أنه ليس هناك ما يمنع من أن يكون
هذان المثلان صفتين لموصوف واحد، فهما ينطبقان على كل كافر؛ أو أن يكون كل
مثل مضروباً لبيان حال طائفة من الكفار؛ فيكون المثل الأول مضروباً
للمبتدعين من أئمة الضلال والداعين إلى كفرهم، الذين يحسبون أنهم على شيء
من الأعمال والاعتقادات، وليسوا في حقيقة الأمر على شيء.


والثاني مضروباً للأتباع والمقلدين على غير هدى وبصيرة. وهذا ما ذهب إليه ابن كثير في توجيه هذين المثلين .

أو أن يكون المثل الأول
مضروباً لبيان حال الذين عملوا على غير علم ولا بصيرة، بل على جهل وعماية
وحسن ظن بالأسلاف، فكانوا يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وهم ليسوا كذلك.
وأصحاب المثل الثاني، هم الذين استحبوا الضلالة على الهدى، وآثروا الباطل
على الحق، وعموا عنه بعد إذ أبصروه، وجحدوه بعد أن عرفوه. وهذا ما ذهب
إليه ابن القيم .


وهكذا يضرب لنا سبحانه مثلين
لبيان حال المعرضين عن نور الحق، وهدي الإيمان، الذين يحسبون أنهم على
شيء، وهم في الحقيقة ليسوا على شيء، فأعمالهم لا قيمة لها في ميزان الحق،
كما وصفهم سبحانه وتعالى بقوله: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} (الكهف:104) .






إلا صلاتي
رد: آية وتفسير
مُساهمة الخميس فبراير 25, 2010 5:06 pm من طرف إلا صلاتي
الآية 75 من سورة النحل


من الأساليب الفنية التي استعملها
الخطاب القرآني لتوصيل خطابه وكشف معانيه، وإبراز مقاصده، أسلوب ضرب
المثل، وهو أسلوب قرآني بارز وملحوظ في القرآن الكريم، ووقفتنا اليوم مع
آية قرآنية سيقت مساق ضرب المثل لمن يعمل بطاعة الله، ويلتزم حدوده وشرعه،
ومن يُعرض عن ذلك فلا يكترث بشرع، ولا يقيم وزنًا لدين.

يقول جلا علاه في محكم تنزيله:
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ
وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا
وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ
يَعْلَمُونَ}... (
[فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]:75)
والآية - كما هو ظاهر - مثَّلت لحالين، وإن شئت قل: أبرزت موقفين متباينين
متعارضين؛ الأول: حال العبد الذي لا يملك من أمره شيئًا، بل هو في موقف
المنفعل، والمتأثر، والمتلقي لما يلقى عليه من أوامر ونواه.


والثاني: حال الحر المالك لأمره، الفاعل وفق هدي ربه، والمؤثر فيمن حوله.

قال أهل التفسير في معنى
الآية: هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن، فالكافر رزقه الله مالاً فلم
يقدم فيه خيرًا، ولم يعمل فيه بطاعة الله، بل أخذ ينفقه فيما لا يرضي الله
سبحانه، ويستخدمه فيما لم يُشرع المال لأجله.


والمؤمن الذي رزقه الله رزقًا حسنًا،
فهو يعمل فيه بطاعة الله، ويؤدي به شكره، ويعرف حق الله فيه، فشتان بين
الموقفين؛ موقف المعرض عما أمر الله به، والجاحد لما أنعم به عليه، وموقف
المقبل على أمر ربه، والعارف لما أسبغ عليه من نعمه، فشتان ما هما {هَلْ
يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً} ولكن أكثر الناس لا يعلمون، بل هم عن ذلك غافلون.


ولا بأس أن تعلم، أن بعض
المفسرين رأى أن المقصود في المثل المضروب في الآية، بيان الفرق بين خالق
العباد ومدبر أمرهم، وبين الأصنام التي تعبد من دون الله، ولا تملك لنفسها
نفعًا ولا ضرًا، فضلاً عن أن تملك ذلك لغيرها.


وحاصل المعنى وفق هذا التفسير: أنه
كما لا يستوي - عقلاً ولا عادة - عبد مملوك لا يقدر من أمره على شيء، ورجل
حر قد رزقه الله رزقًا حسنًا فهو ينفق منه، كذلك لا يستوي الرب الخالق
الرازق، والأصنام التي تعبد من الله، وهي لا تبصر ولا تسمع، ولا تضر ولا
تنفع، ولا تخفض ولا ترفع.


ثم إن لهذه الآية ارتباط وثيق
بالآية التي تليها مباشرة، وهي قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً
رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ
كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ
يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ
مُّسْتَقِيمٍ}... (النحل:76) و(الكَلُّ) في الآية - بفتح الكاف - العالة
على الناس، وفي الحديث: (من ترك كَلاً فإليَّ) رواه البخاري، أي من ترك
عيالاً فأنا كفيلهم، وأصل (الكَلِّ) الثقل.


و(الأبكم) هو الكافر، شُبِّه بذلك لعجزه عن إدراك الحق، والانقياد له، وتعذر الفائدة منه في سائر أحواله.
و(العدل) الحق والصواب الموافق
للواقع؛ والذي {يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} هو مثل للمؤمن الذي وُفِّق لإدراك
الحق، وهُدي إليه، فعمل به، وجاهد لأجله، وعاش صابرًا ومصابرًا تحت لوائه.


على أننا نفهم من هذا المثل الثاني،
المضروب للتفريق بين الكافر والمؤمن، ما هو أعم من ذلك وأشمل، وهو أن يكون
مثالاً لبيان الفارق بين المؤمن العامل والمؤمن الخامل، والمؤمن الفاعل
والمؤمن المنفعل، والمؤمن الإيجابي والمؤمن السلبي، والمؤمن المتفائل
والمؤمن المتشائم، والمؤمن المؤثر والمؤمن المتأثر... إلى غير ذلك من
الصفات الفارقة والفاصلة بين الموقفين.


موقف مقدام غير هيَّاب، كل همه
العمل بما يرضي الله، والسير على نهج خالقه، لا ينفتل إلى غير ذلك؛ وموقف
متردد خوار لا يدري ما هو فاعل، ولا إلى أين هو يتجه؛ وشتان بين أن يكون
المؤمن كَلاًّ، وبين أن يكون عدلاً، فالأول قاعد ينتظر من السماء أن تمطر
عليه ذهبًا أو فضة، والثاني ساع في الأرض في مناكبها، آخذ بأسباب الرزق
والعمل، متوكل على الله في أمره كله.


فالعمل العمل عباد الله، والجد
الجد أخي المؤمن، فاعرف دورك في هذه الحياة، وحدد وجهتك التي هي مقصدك،
وتوكل على الله فهو حسبك، واستعن بالله ولا تعجز، إنه نعم المولى ونعم
النصير.
إلا صلاتي
رد: آية وتفسير
مُساهمة الخميس فبراير 25, 2010 5:07 pm من طرف إلا صلاتي
[size=21]آية وتفسير Smileet-1132522245



آية وتفسير W6w200504230824086c096eda

[/size]

[size=21] معنى قوله تعالى :
( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ
فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ
فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ
وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ
)
البقرة /197 ؟.

[/size]



[size=21]
هذه الآية الكريمة يذكر الله تعالى فيها بعض الأحكام والآداب المتعلقة بالحج .
[/size]



[size=21]
يقول الله تعالى : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ )
[/size]


[size=21]
أي : وقت الحج أشهر معلومات
وهي شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة .
وذهب بعض العلماء إلى أن شهر ذي الحجة كله من أشهر الحج .

[/size]

[size=21]
وقوله تعالى : ( فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ )
[/size]



[size=21]
أي : أحرم به

لأنه إذا أحرم بالحج وجب عليه إتمامه ، لقوله تعالى :
( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ )

البقرة /196 .

[/size]


[size=21]
وقوله تعالى : ( فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ )


أي : إذا أحرم بالحج وجب عليه تعظيمه
فيصونه عن كل ما يفسده أو ينقصه من الرفث والفسوق والجدال .

[/size]

[size=21]
والرفث هو الجماع

ومقدماته القولية والفعلية كالتقبيل والكلام المتعلق بالجماع والشهوة ونحو ذلك .
[/size]



[size=21]
ويطلق الرفث أيضاً على الكلام الفاحش البذيء .
[/size]


[size=21]
والفسوق هو المعاصي كلها كعقوق الوالدين وقطيعة الرحم
وأكل الربا وأكل مال اليتيم والغيبة والنميمة ...
ومن الفسوق : محظورات الإحرام .

[/size]

[size=21]
والجدال معناه المخاصمة والمنازعة والمماراة بغير حق

فلا يجوز للمحرم بالحج أو العمرة أن يجادل بغير حق .

[/size]

[size=21]
أما المجادلة بالتي هي أحسن لبيان الحق
فهذا مما أمر الله به في قوله :
( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن
)
النحل /125 .


فهذه الأشياء
( الفحش في القول والمعاصي والجدال بالباطل )
وإن كانت ممنوعة في كل مكان وزمان فإنه يتأكد المنع منها في الحج
لأن المقصود من الحج الذل والانكسار لله
والتقرب إليه بما أمكن من الطاعات
والتنزه عن مقارفة السيئات ، فإنه بذلك يكون مبروراً
والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة .


نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته .


[/size]
[size=21]
والله أعلم .
[/size]


[size=21]
انظر : فتح الباري (3/382)
تفسير السعدي (ص 125)
فتاوى ابن باز (17/144) .


***************************************

[/size]
[size=21]
فيا غافلاً في غمـرة الجهل والهـوى *** صريع الأمانـي عن قريبٍ ستنـدم

أفقْ قد دنا اليـوم الذي ليس بعـده *** سوى جنة أو حــرَّ نــار تضرَّم

وبالسنـة الغرّاء كن متمسكـــاً *** هي العُروة الوُثقى التي ليـس تُفصم

تمسّك بها مَسك البخيـل بمالـــه *** وعُضَّ عليهـا بالنَّواجذ تسلـــم
[/size]

آية وتفسير 25537880jz6tb5


آية وتفسير Salam_red
إلا صلاتي
رد: آية وتفسير
مُساهمة الخميس فبراير 25, 2010 5:09 pm من طرف إلا صلاتي
الآية 164 من سورة الأنعام


من المعلوم بالضرورة في شرائع
السماء عموماً، وفي شريعة الإسلام على وجه الخصوص، أن الإنسان لا يعاقب
على ذنب فعله غيره، ولا يحاسب على جرم اقترفه إنسان آخر.


ونصوص القرآن في تقرير هذا المعنى
عديدة، من ذلك قوله تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا
اكْتَسَبَتْ} (البقرة:286)، وقوله سبحانه: {وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ
إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (الأنعام:164)،
وقوله تعالى: {لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} (طه:15)، ونحو ذلك
من الآيات .


ومقابل هذه الآيات التي تقرر أن
المسؤولية العقابية لا يتحملها إلا الفاعل نفسه، نجد من الآيات التي تقرر
أن صاحب الذنب قد يعاقب على ذنب فعله غيره.


من ذلك قوله تعالى: {لِيَحْمِلُواْ
أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ
يُضِلُّونَهُم} (النحل:25)، وقوله سبحانه: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ
وَأَثْقَالا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ} (العنكبوت:13)، فهاتان الآيتان يفيد
ظاهرهما أن بعض الناس سوف يعاقبون على أفعال ارتكبها غيرهم، ولم يرتكبوها
أنفسهم، الأمر الذي يوحي بأن ثمة تعارضاً بين الآيات النافية لتحمل آثام
الآخرين، والآيات المثبتة لذلك .


ولا شك، فإن كتاب الله
أجلُّ وأعظم من أن يتضمن تعارضاً بين آياته؛ إذ هو من عند الله سبحانه،
{لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ}
(فصلت:42). وما يبدو من تعارض بين آياته إنما مرده لمحدودية عقل الإنسان
فحسب، وواقع الأمر ألا تعارض .


وقد أجاب العلماء على ما يبدو من
تعارض بين الآيات بأن قالوا: إن الأصل في الحساب والعقاب يوم القيامة أن
لا يحمل الإنسان تبعات غيره؛ لأن هذا يتنافى مع مبدأ العدل الذي أقرته
شرائع السماء كافة، غير أن هذا الأصل قد يطرأ عليه ما يكون استثناء منه
لسبب يقتضي ذلك، على ما سنبينه قريباً .


ونحن نمثل لذلك بمثال من واقع
الناس فنقول: لو أن شخصاً ما حرَّض شخصاً آخر على قتل إنسان ما، فاستجاب
هذا الشخص لهذا التحريض، وقام بقتل ذلك الإنسان، فإن القضاء هنا يعاقب
الفاعل المباشر وهو القاتل، ويعاقب الفاعل غير المباشر أيضاً، وهو المحرض
على القتل.


وليس من العدل أن يقال هنا:
إن العقاب يجب أن ينصب على الفاعل المباشر دون المحرض؛ لأن المحرض -
باعتبار ما - يُعتبر متسبباً في القتل من جهة أنه حرض ذلك الشخص، ودفعه
إلى مباشرة القتل، ولولا ذلك التحريض لما وقع القتل.


وعليه فلا يصح إسناد فعل القتل هنا للفاعل المباشر دون المحرض؛ إذ لو صح ذلك لكان ذلك الحكم جائراً غير عادل .

وما نحن فيه من الآيات لا
يبعد كثيراً عما مثلنا به آنفاً؛ وذلك أن تلك الآيات تفيد تحمل العقاب على
فعل فعله آخرون؛ وذلك باعتبار أن هؤلاء الحاملين لأوزار غيرهم إنما نالوا
هذا العقاب من جهة أنهم كانوا السبب وراء من ضل عن سبيل الله، فنالهم
العقاب بهذا الاعتبار، فكان العدل تحميلهم تبعات ما قاموا به من إضلال
لغيرهم .


ولا ينبغي أن يُفهم من هذا
أن ما يحمله المضلون من أوزار غيرهم يعفي الضالين من الحساب والعقاب، بل
كلا الفريقين محاسب جراء عمله، فالمضلون يحملون أوزار من أضلوهم، ويعاقبون
على ذلك بسبب إضلالهم إياهم، والضالون يحملون أوزار أنفسهم جراء اتباعهم
لأولئك المضلين .

وقد روي عن مجاهد في قوله
تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ}،
قال: ذنوبهم وذنوب من أطاعهم، ولا يخفف عمن أطاعهم من العذاب شيئاً .

على أننا لو دققنا النظر في
الأمر لتبين لنا أن ما يحمله المضلون من أوزار الضالين هو في الواقع نتيجة
عملهم وكسبهم؛ إذ لما كان هؤلاء المضلون سبباً مباشراً لضلال أولئك
الأتباع، صح أن يعاقبوا ويحاسبوا على فعل كانوا هم السبب في وجوده
وتحقيقه، فكان ما حملوه من عقاب ليس بسبب فعل قام به غيرهم، وإنما بسبب
فعل قاموا به بأنفسهم، فوضح بذلك أن العقاب نالهم بما كسبت أيديهم، لا بما
كسبه غيرهم .


وقد ورد في السنة ما يدل على ما تقدم
بيانه؛ فقد روى مسلم في "صحيحه" من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه
قال: جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم الصوف،
فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة، فحث الناس على الصدقة فأبطؤوا عنه، حتى
رئي ذلك في وجهه، ثم إن رجلاً من الأنصار جاء بصرة من وَرِق - فضة -، ثم
جاء آخر، ثم تتابعوا حتى عُرف السرور في وجهه.


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فعُمل بها بعده كُتب له مثل أجر من عمل بها،
ولا ينقص من أجورهم شيء؛ ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعُمل بها بعده كُتب
عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء).


وفي رواية أخرى من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه مرفوعاً قال: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل
أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه
من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً) رواه مسلم .


فهذا الحديثان يدلان دلالة واضحة على
ما كنا بيناه سابقاً، من أن الإنسان يتحمل مسؤولية عمله، إذا كان لعمله
أثر مباشر أو غير مباشر على غيره .

وتأسيساً على ما سبق بيانه، فمن كان
إماماً في الضلالة ودعا إليها، واتبعه الناس عليها، فإنه يحمل يوم القيامة
وزر نفسه، ووزر من أضله من الأتباع، من غير أن ينقص من وزر الضالين شيء .


وعلى ضوء ما تقدم، يتبين أن
الأصل الذي ذكرناه بخصوص الحساب والعقاب ليس على إطلاقه، وإنما هو مقيد
بحيث لا يكون لفعل الإنسان أثر على غيره، فإن كان ذلك كذلك كان مشتركاً في
الحساب والعقاب، من جهة أنه كان سبباً. فوضح بهذا التقرير ألا تعارض حقيقي
بين تلك الآيات
إلا صلاتي
رد: آية وتفسير
مُساهمة الخميس فبراير 25, 2010 5:10 pm من طرف إلا صلاتي
[size=25]
[size=21][size=25]تفسير سورتى قريش والكوثر




يقول الله تعالى «لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ
وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ
مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ» قريش
بين يدي السورة
سورةٌ مكية، وهي أيضًا تذكّر كفار مكة بفضل الله عليهم، الموجبِ عليهم أن يشكروه بعبادتهم إياه وحده لا شريك له
تفسير الآيات
كانت قريشٌ ولا سيما بعد عام الفيل تغدو وتروح، وتجوب البلاد شمالاً
وجنوبًا آمنة مطمئنة، لا يعترض من قوافلها أحد، يقول الناس هؤلاء أهل بلد
الله، كفاهم الله مؤنة العدو، لمكانتهم ومكانة بيته، فذكرهم الله بهذه
النعمة، فقال «لِإِيلاَفِ قُرَيْشٍ إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ
وَالصَّيْفِ» رحلة الشتاء إلى اليمن، ورحلة الصيف إلى الشام، وأينما
توجّهوا فهم آمنون وغيرهم خائفون، وهذه نعمة توجب الشكر حتى تدوم، فإن
النعم تزيدُ وتدوم بالشكر، وتنقصُ حتى تضمحل بالكفر، قال تعالى «وَإِذْ
تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لاَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ
كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ» إبراهيم ، ولذا قال تعالى
«فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ
وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ» والله سبحانه كثيرًا ما يذكّر الناس بنعمته حين
يأمرهم بعبادته، مِن باب أن النفس تحب مَن أحسن إليها، فاللهُ يذكر الناس
بإحسانه، ثم يأمرهم بعبادته، كما هو واضحٌ من هذه السورة، وكما قال تعالى
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ
لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلاَ
تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ» البقرة ، فهو الذي
خلقكم ورزقكم، وكما قال تعالى «اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ
قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ
وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ
اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ هُوَ الْحَيُّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ» غافر ،


سورة الكوثر

يقول الله تعالى «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ» الكوثر
بين يدي السورة
سورةٌ مكية، تأمر النبي بإخلاص العبادة لله مقابل ما أعطاه من الكوثر، وتبشّره بأن الله مخزي أعداءه ومبغضيه، ومعذبهم عذابًا أليمًا


تفسير الآيات

عن أنس
بن مالك رضي الله عنه قال بَيْنَا رسولُ الله ذات يوم بين أظهرنا في
المسجد، إذا أَغْفَى إغفاءةً، ثم رفع رأسه متبسمًا، فقلنا ما أضحكك يا
رسول الله ؟ قال نزلتْ عليّ آنفًا سورةٌ، فقرأ «بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ
لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ»، ثم قال «أتدرون ما
الكوثر؟» قلنا الله ورسوله أعلم قال «فإنه نهرٌ وعدنيه ربي عز وجل عليه
خيرٌ كثيرٌ، هو حَوْضٌ تَرِدُ عليه أُمتي يوم القيامة، آنيتُه عدد نجوم
السماء، فيختلجُ العبدُ منهم، فأقول ربّ، إنه من أمتي، فيقول ما تدري ما
أحدث بعدك؟» صحيح، رواه مسلم ، والنسائي ، ، وأبو داود دون قوله
ففسّر النبي الكوثر بأنه نهرٌ في الجنة، ترد عليه أمته، فتشرب منه شربةً
هنيئة مريئة، لا تظمأ بعدها أبدًا وأخبر أنه سيُطْرَدُ بعضُ أفراد أُمته
عن هذا النهر، وأنه سيقول يا رب، إنهم من أمتي وهو سيعرف أمته من بين سائر
الأمم بالغرة والتحجيل، كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه أنه أتى المقبرة فقال «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن
شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا» قالوا أَوَلسنا إخوانك
يا رسول الله ؟ قال أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد قالوا كيف
تعرفُ من لم يأتِ بعدُ من أمتك يا رسول الله ؟ قال أرأيت لو أن رجلاً له
خيلٌ غرّ محجلة بين ظهري خيل دُهم بُهم، ألا يعرف خيله ؟ قالوا بلى يا
رسول الله قال فإنهم يأتون غرًا محجلين من الوضوء، وأنا فرطُهم على الحوض،
فَلْيُذَادَنّ رجالٌ عن حوضي، كما يُزادَ البعير الضال، أناديهم ألا هُلّم
فيقال إنهم قد بدّلوا بعدك فأقول سُحقًا سُحقًا مسلم
فاحذر يا عبد الله أن تحدِثَ في دين الله، فإن مَنْ أحدثَ يُطْرَدُ عن الحوض، وإذا أردت أن ترد وتشرب فاتبع ولا تبتدع
قال العلماء والكوثر في اللغة العطاء الكثير، قيل لامرأة أعرابية وقد رجع
ابنها من سفرٍ بِمَ آبَ ولدُك؟ قالت بالكوثر تعني عاد بخير كثير
فقولُ الله سبحانه لنبيه «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ» أي أعطيناك
في الدنيا خيرًا كثيرًا، وسوف نُعطيك في الآخرة أكثر، كما قال تعالى
«وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى» الضحى ، ولما كان هذا الوعد
متحققًا ولابد، قال الله «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ»، وما هذا
النهر «الكوثر» إلا من العطاء الواسع الكثير الذي أعطاه الله لنبيه، وهذا
العطاءُ يوجب الشكر، والشكرُ لا يتحقق بكلمة الشكر لله فقط، وإإنما يتحقق
بالعمل، ولذا لما ذكر الله تعالى بعض نعمه على آل داود قال «اعْمَلُوا
آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا» سبأ ، فالشكر الحقيقي يكون باللسان، والقلب،
والأركان باللسان بأن يحدّث بنعمة الله، ويلهج بالثناء عليه وشكره،
وبالقلب بأن يعتقد الإنسان أن ما به من نعمة فمن الله وحده لا شريك له،
كما قال تعالى «وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ» النحل ،
وبالأركان بالقيام بما يحبه الله وترك ما يبغضه، وأن تستخدم نعمة الله في
مرضاة الله
ولهذا قال تعالى لنبيه هنا «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ» فالفّاء واقعة
في جواب قوله «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ»، وتقدير الكلام «إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ» شكرًا على ما
أعطاك، فأمره الله بعبادتين من أعظم العبادات وأجلّ القُرب، وهما الصلاة
والنحر قال العلماء لقد كان المشركون يصلون للأصنام ويذبحون لها، ويذكرون
اسمها على الذبائح، فأمر الله تعالى نبيه بمخالفتهم، بأن يصلي لله، وأن
يذبح لله، ويذكر اسم الله على ذبائحه كلها، وهذا كقوله تعالى «قُلْ
إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا
مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُلْ
إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ
الْمُسْلِمِينَ» الأنعام
وخُصّت الصلاةُ بالذكر لأنها أعظم العبادات البدنية، وخُصّ النحر بالذكر لأنه أعظم العبادات المالية
ولقد استجاب النبي لأمر ربه عز وجل،وقام بذلك كله خير قيام، أما الصلاة
فكان صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقيل له لِمَ
تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال «أفلا أحبّ أن
أكون عبدًا شكورًا» ابن حبان في صحيحه وانظر السلسلة الصحيحة
وأما النحر فكان جوادًا كريمًا، وكان كثيرًا ما يذبح باسم الله، ويوزع
اللحم في سبيل الله، كما جاء عن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاةً،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم «ما بَقِيَ منها؟» قالت ما بقي منها إلا
كتفها قال «بقي كلُّها غير كتفها» الترمذي ومعناه تصدّقوا بها إلا كتفها،
فقال بقيت لنا في الآخرة إلا كتفها، بل إنه أهدى في حجة الوداع مائة
بدنةٍ، ذبح بيده ثلاثًا وستين منها، وذبح عليٌّ الباقي
وقوله تعالى «إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ» الشانئ هو المُبغضُ،
والشنآن البُغْض، قال تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا
قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ
شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا» المائدة ، يعني لا يحملنكم
بُغْضُ قوم على ترك العدل فيهم، فالله تعالى يقول لنبيه إن الذي يُبغضك هو
الأبتر، أي المقطوع الذي لا ذِكر له، أو هو المنقطع عن كل خير، وقد كانوا
يقولون عن النبي أنه رجل أبتر، وذلك حين مات ذكورُ أولاده، فقالوا لا
عليكم منه، فما هو إلا رجل أبتر، قد مات ذكورُه وهو لاحقٌ بهم، فَيُبْتَرُ
ذِكْرُه، وتنقطع سيرته، فقال الله تعالى «إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ
الأَبْتَرُ» أمَّا أنت فقد رفع الله ذكرك، فلا يُذكر إِلا وذُكرت معه، في
الأذان، في الخطبة، في تشهد الصلاة، في المجالس، بل من ذُكِرْتَ عنده فلم
يصلِّ عليك أبعده الله، ورَغم أنفُه، ومن كان كذلك فشانئه لا هو هو
الأبتر، المقطوع العقب، والمقطوع العمل، فلا يبقى له ولد، ولا يبقى له
عمل، بل ولده مقطوع،وعمله مقطوع، فلا شيء له يُذكرُ به، وهو مقطوع العمل
الصالح، فلا يوفق له أبدًا، وإنْ عمله لم يجد له حلاوة
وشنآن الرسول منه ما هو كفر، ومنه ما دون ذلك، فالكافرون أبغضوا الرسول
وما جاء به من الهدى ودين الحق حتى «إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ» الصافات ، «وَإِذَا ذُكِرَ
اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ
بِالآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ
يَسْتَبْشِرُونَ» الزمر ، ومن الناس من يقول آمنا بالله وبالرسول وأطعنا،
أشربت قلوبهم البدعة، فهم يبغضون السنة وأهلها، وإذا ذكرت البدعة طارت
قلوبهم طربًا، وإذا ذكرت السنة امتلأتْ قلوبهم بغضًا «يَكَادُونَ
يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا» الحج
ولكل فريقٍ من الفريقين حظُّه من هذا الوعيد، «إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ»
فاحذر يا عبد الله أن تبغض رسول الله واحذر أن تبغض سنته، واحذر أن تقدم
قول أحدٍ من الناس مهما كان على قوله صلى الله عليه وسلم، فإنّ تقديم
أقوالَ الرجال وآراء الرجال على قوله عُنوان محبة الرجال وبُغضه صلى الله
عليه وسلم، فمن المعلوم أن الرجل يتبع أحب الناس إليه، وإذا دعاه داعيان
أجاب أحبهما إليه، ولذا قيل
تعصي الإله وأنت تزعم حبه
هذا وربي في القياس شنيع
لو كان حُبك صادقًا لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع
اللهم بحبنا لنبيك وآل بيته، واتباعنا لسنته أوردنا حوضه، واسقنا منه شربًا لا نظمأ بعدها أبدًا آمين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
[/size]
[/size]
[/size]
 

آية وتفسير

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» المواريث (قرآن وتفسير)ثانوية ازهرية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـنـتـديـات ابن النفيس ترحب بكم  :: ****** إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ ****** :: المنتدى الإسلامى-
انتقل الى: