من كتاب أسئلة وأجوبة في شرح ألفية ابن مالك
إهداء من الأستاذ / أيمن محمد أبو غنيم للأستاذ / خالد ترابيس
س1- ما علامات الاسم ؟
ج1- علامات الاسم ، هي :
1- الجرُّ ، ويشمل الجر بالحرف ، والإضافة ، والتبعيّة . وقد اجتمعت في البسملة ونحو قولك :
مررت بغلامِ زيدٍ الفاضلِ . فغلام : مجرور بالباء ، وزيد: مجرور بالإضافة ، والفاضل : مجرور بالتبعية ؛ لأنه نعت .
2- النِّدَاءُ ، نحو : يا زيدُ ، يا رجلُ .
3- أل ، نحو : الرجل ، الكتاب .
4- الإسْنَادُ إليه ( الإخبار عنه )،كالتاء في قمت . فالتاء مسند إليه ، والفعل ( قام ) مسند ، ونحو: أنا مؤمن . فالضمير ( أنا ) مسند إليه ،ومؤمن مسند. فإسناد القيام إلى التاء دليل على اسمية ( التاء )،وإسناد الإيمان إلى الضمير( أنا ) دليل على اسميته .
5- التَّنْوِينُ : هو نون ساكنة تلحق آخر الاسم لفظاً لا خطاً لغير توكيد ، وهو أربعة أنواع :
أ- تنوين التَّمْكِينِ ، وهو الذي يلحق آخر الأسماء المعربة ، كزيدٍ ، ورجلٍ .
ب- تنوين التَّنْكِيرِ ، وهو الذي يلحق آخر الأسماء المبنيّة ؛ للدلالة على تنكيرها، نحو: مررت بسيبويهِ وبسيبويهٍ آخـر . فسيبويه الأول معـرفة ، والثاني نكرة ، والذي دلّ على تنكيره التنوين الذي لحق آخره ، ونحو: صَهٍ ( أي : اسكت عن كل حديث ) ، وإيه ٍ( أي : زدني من كل حديث ) .
ج- تنوين الْمُقَابَلَةِ ، هو الذي يلحق جمـع المؤنث السالم ، نحو : مسلمات ، ومؤمنات ؛ فإنَّ التنوين فيه مقابل النون في جمع المذكر السالم ، نحو: مسلمون ، ومؤمنون .
د- تنوين العِوَضِ ، وهو ثلاثة أقسام :
أ- عوض عن حرف ، وهو التنوين الذي يلحـق المنقوص عِوضاً عن الياء المحذوفة في حالتي الرفـع ، والجر ، نحو: هذا قاضٍ ، ومررت بقاضٍ .
ب- عوض عن كلمة ، وهو التنوين الذي يلحق آخـر ( كلٍّ ، وبعضٍ ) عوضاً عن المضاف إليه،كما في قوله تعالى : ( أي : كل إنسان ) وكما قال الشاعر :
دَانَيْتُ أَرْوَى والدُّيُونُ تُقْضَى فَمَطَلَتْ بَعْضًا وَأَدَّتْ بَعْضًا
( أي : فمطلتْ بعضَ الديونِ وَأَدَّتْ بعضَه ) .
ج- عوض عن جملة : وهو التنوين الذي يلحق ( إذْ ) عوضاً عن جملة تكون بعدها،كقوله تعالى: أي:حين إذْ بَلَغَت الرُّوحُ الحُلْقُومَ.
وزاد بعضهم تنوين التَرَنُّم ، وهو الذي يلحق القوافي المطلقة بحرف علّة .
والتنوين الغَالِي ، وهو الذي يلحق القوافي المقَيَّدَة .
فالترنُّمُ ، كقول الشاعر :
أَقِلِّي اللَّـوْمَ عَاذِلَ وَالعِتَابَنْ وقُولي إنْ أَصَبْتُِ لقدْ أصَابَنْ
الشاهد : العِتَابَنْ ، وأصَابَنْ . وجه الاستشهاد : أدخل الشاعر عليهما في الإنشاد تنوين الترنُّم وآخرهما حرف عّلة ،وهو الألف ،ويسمى ألف الإطلاق ؛ لأن القافية التي آخرها حرف علّة تُسمى مُطْلَقَةً .
وأما الغالي - وقد أثبته الأخفش - كقول الشاعر :
وقَاتِمِ الأَعْمَاقِ خَاوِي الْمُخْتَرَقْنْ مُشْتَبِهِ الأَعْلاَمِ لَمَّاعِ الْخَفَقْنْ
الشاهد : المخترقْنْ ، والخفقْنْ . وجه الاستشهاد : أَدْخَلَ التنوين عليهما، مع اقترانهما بأل ، وسُكِّنتا ؛ لأجل الوقف ، والأصل أنهمامجرورتان بالكسرة : المخترقِنْ ، والخفقِنْ . وهذه القافية تسمى مقيّدة ؛ لأن آخر الكلمة في آخر البيت حرف صحيح ساكن .
س2- ما رأي ابن مالك في تنويني الترنّم ، والغالي ؟ وبم اعترض عليه ابن عقيل ؟ وما الرَّدُّ على هذا الاعتراض ؟
ج2- يرى ابن مالك أن تنوين الترنم ، والتنوين الغالي من خصائص الاسم ، ويعارضه في ذلك ابن عقيل فهو يرى أنهما يكونان في الاسم ، والفعل ، والحرف . ويؤيد رأي ابن عقيل الشاهد السابق (المخترقٍ ، والخفقٍ )؛ لأن الشاعر أدخل عليهما التنوين مع اقترانهما بأل ، ولوكان هذا التنوين مما يختص بالاسم لم يلحق الاسم المقترن بأل .
ويؤيده كذلك قول الشاعر :
أَزِفَ التَّرَحُّلُ غَيْرَأنّ رِكَابَنَا لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالِنَا وكَأَنْ قَدِنْ
والشاهد فيه : دخول التنوين على الحرف ( قَدٍ ) وهذا يدلّ على أن تنوين الترنم لا يختص بالاسم .
( م ) ويُرَدُّ على هذا الاعتراض بأن تسمية نون الترنم ، والنون التي تلحق القوافي المطلقة ( تنويناً ) إنما هي تسمية مجازية ، وليست من الحقيقة التي وضع لها لفظ التنوين .
الأربعاء يونيو 10, 2009 11:20 pm من طرف الأستاذ/ خالد إبراهيم