قصقص حلمك
●●●●
في أحد البرامج التلفزيونية كنت أتناول الحديث
عن الأحلام وأهميتها لكل واحد منا ،
●●
ووجدت أن هناك ثمة اختلاف بين المشاهدين
في نقطة تحديد الحلم أو الرؤية المستقبلية ،
وهل الأفضل أن يكون حلم المرء بسيط وقريب من واقعه ،
أم يكون كبيرا براقاً ،
●●
وأجاب مؤيدي الرأي الأول بأن الحلم البسيط
يكون واقعياً أكثر ، مما يحفزنا على تحقيقه ،
بخلاف الحلم الكبير والذي يكون أقرب إلى الخيال
مما يعطينا انطباعا باستحالة تحقيقه .
●●●●
بينما قال مؤيدي الرأي الثاني أن الأحلام البسيطة
ليس لها سحر وجاذبية ،
وأن الهدف الكبير يثير الحماسة
ويجعلنا في حالة تحفيز دائم .
●●
وعندما جاء دوري للتعليق قلت :
يجب أن يكون حلمنا كبيرا ،
لكننا يجب أن نتعلم كيف نجزئه
ونحوله إلى أهداف صغيرة .. ومرحلية .
●●
نعم الأهداف الكبيرة تحفزنا وتشحذ من همتنا
وتزيد من فاعليتنا ، لكن الكثير منا يخشى
من وضع خطة طموحة كي لا تكون خيالية
صعبة أو مستحيلة التطبيق .
●●
هنا يأتي دور تجزئة الأحلام ،
وتقطيعها جزءا جزءا،
وهذا المفهوم ليس من بنات أفكاري
بل هو قاعدة إدارية عتيدة .
●●
فأساتذة التخطيط يقولون ( فكر عالميا ، وتصرف محليا ) ،
أي يجب أن تفكر بشكل شامل واسع ،
تستطيع من خلاله تقييم قدراتك ،
وتحديد موقعك على خارطة أحلامك بدقة .
●●
لكن حينما تبدأ العمل ، يجب أن تصرف اهتمامك
إلى تلك الأشياء الصغيرة التي تستطيع إنجازها
والتي تُحسب في خانة إنجازاتك ،
●●●●
إن الهدف الجزئي يكون ممكننا نظرا لسهولة القيام به ،
لكن الهدف الكبير يكون خياليا
نظرا لشكنا في إمكانية القيام به ،
●●
وكثيرا ما تصبح الأحلام الكبيرة مجرد أمنيات
في عقل أصحابها لأنهم لم يجزئوها ،
وينجزوها مرحلة تتبعها أخرى .
●●
وما أروع مقالة الشاعر العربي ( علي الكاتب)
حين أجمل ما فصلناه في بيت شعر قال فيه :
●●
لا يؤيسنكَ من مجدٍ تباعُدُهُ.... فإِن للمجـــــدِ تدريجًا وتـــرتيبًا
فالأحلام الكبيرة ، والأمجاد العظيمة ممكنة ،
ونقدر عليها ،
بشرط أن نخطط لها جيدا ،
ونجزئها إلى مراحل ،
ونضع لكل مرحلة خطة عمل ،
ووقت للبدء والانتهاء ..
وعلى هذا جرت عادة الناجحين والعباقرة .
الإثنين فبراير 01, 2010 2:56 pm من طرف هناءجاويش