العيون الحزينه عضو مرشح للإشراف
العمل : مزاجك : الهوايه : الجنس : عدد المساهمات : 1138 تاريخ التسجيل : 12/06/2011 نقاط : 6425 الموقع : في المكان الصح
| | هو الحقل و هو الغيث و هو الندى | |
ما هذه الحياة الدنيا إلا قافلة ٌ كبيرة ٌ تسير فيها الركبان تجمع الناس في رحلتهم وعلى مدى أعمارهم يتآخون , ويتخاصمون . يتنادمون , ويتصايحون .يفرحون , ويحزنون وخلال هذه الرحلة تمر على الواحد منا نماذج ُ عجيبة ٌ من البشر : منهم من يرضى عنك اليوم ليغضب َ عليك غدا ومنهم مَنْ يهجوك اليوم ليمدحك بعد غد ومنهم مَن سعى إليك البارحة ليقبل قدمك .. وهو اليوم قد يرفسك بقدمه لا تعرف لهم حالا ً واضحا ,,, أو وضعا ً ثابتا ,,, أو لونا ً واحدا . يتلونون حسب الأرض التي يقفون عليها . ويتحركون حسب بوصلة مصالحهم . إلّا صنفٌ واحد صنف ٌ من الناس يُدهِشُك وقد يُذْهِلُك بل يأْسٍرُك كيفما عاشرتَه .. وعلى أي حال ٍ جئتَه .. وحيثما واجهتَه لا يتغير
إنّه المؤمن
الناس في واد ٍ وهو في واد ٍ آخر قلوبهم معلقة ٌ بالدنيا والعباد .. أما قلبه فَ معلقٌ بِ رب العباد لا تدنّس ُ قلبَه خبيثة .. ولا تتسلّل ُ إليه شائبة : ظاهرُه كَ باطنه .... بل أحلى علانيتُه كَ سريرته ..... بل أجلى وهمّتُه فوق الثريا ..... بل أعلى
أدرك أن الدنيا الزائلة هي للناس جنة فتركها لهم يلهثون وراءها .. فهي له سجن كبير ,, ودار امتحان ٍ وابتلاء
الدنيا التي يتفاخر الناس بامتلاكها لا تساوي عنده وعند الله جناح بعوضة .. فَ غلام َ يخاصم ؟؟ وعلام َ يأسف ؟ وهو يعلم أن الله زوى الدنيا عن الصالحين اختيارا , وبسطها لأعدائه اغترارا , يربط أحواله بالله : فإذا أحب فَ لله . وإذا أبغض فَ لله المؤمن : ذلك الإنسان الذي لاتستفزه إساءة . ولا تهزه جهالة : قال رجل ٌ لأبي ذر : أنت الذي نفاك معاوية من الشام ! لو كان فيك خير ٌ ما نفاك ! فقال : يا ابن أخي ! إن ورائي عقبة ٌ كؤؤد , إن نجوت ُ منها لم يضرّني ما قلت َ , وإن لم أنج ُ منها فأنا شر ٌّ مما قلت . وكان يزيد بن حبيب يقول : إنما كان غضبي في نعلي , فإذا سمعت ُ ما أكره أخذتها ومضيت .
أما غير المؤمنين فكم وكم سمعنا عن رجل قتل زوجته لأنها تأخرت في تجهيز العشاء ! وذلك الإيطالي الذي خاط فم َ زوجته الثرثارة بالخيط والإبرة لأنها أزعجته بثرثرتها فتسبب لها بعاهة وأذى كبير ! وكم سمعنا عن آباء قتلوا أطفالهم الرضع خنقا ً بالوسادة لأنهم يبكون فيقضون مضاجعهم !
قلب المؤمن صاف ٍ شفاف لا يعرف معنى للعتَب , أو الشجب , بل فيه كل انواع الحب . من جاوره : سَلِم ومن صاحبه : غّنِم ومن أحبه : فاز ومانّدِم
هو الودود الذي لاينسى أهل وداده السابقين إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا ******* مَنْ كان يألفُهم في المنزل الخشنِ
وهو معهم على سجيته بلا تحفظ . كان جعفر الصادق يقول : أثقل إخواني علي ّمَن يتكلّف لي وأتحفّظُ منه , وأخفُّهم على قلبي مَنْ أكون معه كما أكون وحدي .
يا من راعك نفاق البشر يا من صعقتك ألسنة ٌ تذوب حلاوة ً مسمومة ً يا من تهرب من كذب الكاذبين لتقع في دجل الدجالين يا من تفر من أهل المفاسد والأهواء عليك بصحبة أهل الإيمان .. فلن تبحث عن خصلة حميدة إلا وجدتها شيمة ً لهم .
لسان حالهم : كلُ نعيم ٍ دون الجنة محقور .. وكلُ بلاء ٍدون النار عافية
يالذلك القلب الكبير الذي يتعجب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حقا ً : عجبا ً لأمر المؤمن ! لو ذكرته بأسوء ما فيه فَ لن يذكرك إلا بَ أحسن ما فيك . هو الذي يكتم سرك كأنه قبر ٌ له . لأن صدور الأحرار قبور الأسرار .
أمره عجب :
هو الراضي بين الغاضبين والقانع بين الطامعين هو الثابت بين المهتزين والصادق بين المنافقين
إن أعرضت َ عنه عذَرَك وإن اقتربت َ منه آثرَك
إن حضرت َ فأنت الحبيب بين الأحباب وإن غبت َلا ذمّك ولا اغتاب
يطيب عنه الكلام .. وتبتسم الشفاه لذكراه .. تأنس الروح لملقاه .. ويطرب القلب برؤياه ..
كيف لا ؟؟ فهو المؤمن إنه الحقل ُ وهو الندى إنه الندى ........... حيثما حل ّ نشر الرحمة والراحة . وأشاع الأمان والاطمئنان إنه الغيث ٌ إذا همى ........ حيثما نزل فاح الخير ُ والسلام . وانبثق فجر ٌ للأنام إنه الحقل ُينبِت ُ الإيمانَ , ويُزهِر ُ الإخاء َ , ويفيض ُ سماحة ً ومحبة ً وإشراقا .
فكم تطيب النفس بصحبة مؤمن وكم تشرق الروح بصحبة أهل الإيمان وكم يسعد القلب ويأنس بدعوة مؤمن في ظهر الغيب .
اللهم ألبسنا حلل الإيمان وأثواب العافية ولا تجعل في قلوبنا غلا ً للذين آمنوا | |
|
الخميس نوفمبر 10, 2011 5:30 pm من طرف الاميرة سنووايت