اسيره الحب عضو مرشح للإشراف
العمل : مزاجك : الهوايه : الجنس : عدد المساهمات : 1655 تاريخ التسجيل : 28/04/2011 نقاط : 6928 الموقع : هناك اهوووووووووووو
| | ليه نقرران نتخلص من اشخاص نحبهم | |
يمر في حياتنا أصدقاء تربطنا بهم صداقة حميمة، فنعيش معهم أياما جميلة، وذكريات مشتركة، وتاريخ من التفاصيل اليومية الصغيرة، والأحداث الكبيرة الحاسمة التي نختبرها معا… وفجأة، نكتشف- بعد فترة غياب أو انقطاع غير مقصودة- أن هؤلاء الأصدقاء لا يعنون لنا شيئا الآن، وأن لقاءنا بهم بات يفتقد للحرارة القديمة، وللألق القديم.. وقد نبحث بدافع من زمن المودة والدفء النبيل، عن أية روابط مشتركة يمكن أن تبث الحياة في نبض هذه الصداقة القديمة من جديد، بل ويمكن أن تخلق صلة جديدة تعبر بنا من زمن إلى آخر… فلا نجد أمامنا سوى الصمت والفراق الاختياري… نمضي ونحن نردد في ذهول: يبدو أن كل شيء ينتهي… بل ربما قد انتهى كل شيء بالفعل؟!هذه الحالة ليست حادثة فردية، من محض تجارب ذاتية خاصة… إنها حدث يتكرر دائما في علاقات الصداقة بين البشر… يتكرر بسيناريوهات مختلفة، وتفاصيل تتبدل من ثنائي إلى آخر… لكنها جميعها تشترك في الجوهر… جوهر الفراق الاختياري الحزين، الذي يضع نهاية غير متوقعة لصداقة كنا نأمل من أعماق قلوبنا أن تستمر وتتجدد وتحيا!ذنب من؟!غالبا ما يطرح السؤال بعد كل نهاية اختيارية لعلاقة صداقة حميمة: ذنب من؟! أهو ذنبا لأن لدينا الاستعداد للتخلي عن الصديق الذي كنا نقضي معه معظم أوقات فراغنا؟! أم هو ذنب ذلك الصديق الذي لم يعد يولي صداقتنا نفس الاهتمام السابق؟! أم هو ذنب الظروف الحياتية الاعتيادية أو الاستثنائية التي جعلتنا نفترق… لنكتشف بعد أن نجتمع مع الصديق القديم في ظرف آخر وزمن آخر أن الصداقة قد انتهت؟! إن التدقيق في كل هذه الاحتمالات تثبت أنها ليست هي المسؤولة عن موت الصداقة… فلا نحن لدينا الاستعداد للتخلي عن الصديق القديم، بدليل أننا نشعر في قرارة أعماقنا بالأسف لذلك، ولا هو يهمل صداقتنا بدليل أن لديه الاستعداد للقاء من جديد… ولا ظروف الحياة التي فرضت فترة الفراق بين الأصدقاء هي المسؤولة أيضا، بدليل أن الفراق أحيانا يجدد العلاقة ولا ينهيها!أين تكمن المشكلة إذن؟!إنه سؤال آخر يطرح… فالبحث عن المشكلة وسيلة للبحث عن سر خروج الأصدقاء الذين كنا نحبهم من حياتنا، من دون أن يكون لهذا الخروج شبهة الخيانة أو التخاذل أو التهاون الأخلاقي مع قيم الصداقة والعشرة؟! والجواب ببعد كل هذا البحث والعناء يكمن في الزمن… الزمن الذي أنضج شخصيتنا، وأنضج شخصيات الأصدقاء الذين كنا نحبهم،… فودعنا عهدا مضى، وودعنا معه اهتمامات مشتركة كانت تجمعنا بأصدقائنا، وهواجس متقاربة كانت توحدنا في البحث والتفكير، وربما ودعنا مرحلة من حياتنا وعمرنا وانتماءنا الدراسي أو الطبقي أو العملي! لقد اختلف شيء ما بداخلنا، فصرنا أشخاصا آخرين… لم يعد تستهوينا مباريات الكرة التي كانت تجمعنا برفاق الحي، وتجعل أحد هؤلاء الرفاق هو الأقرب إلينا… ولم يعد هوسنا بالرحلات الاسكتشافية هو كل شيء في اختيار من حولنا… أو تباينت اهتماماتنا… فبينما ذهب صديقنا القديم باتجاه الدراسة الأدبية لأنه اكتشف في نفسه موهبة الكتابة والبحث الأدبي والثقافي… كانت ميولنا العملية تحدد نمطا آخر من الأصدقاء ومن الأحاديث والاهتمامات المشتركة أيضا؟!وربما اختلفت صداقات أيام العزوبية عن مرحلة ما بعد الزواج… فصار الصديق المفضل هو الصديق الذي تتقارب أسرته مع أسرتي… لا ذلك الصديق الذي يجد نفسه فردا وحيدا في مواجهة صديق يتوغل أكثر في انتمائه لأسرته وتقيده بمتطلباتها وخياراتها!الأمر نفسه ينطبق على الطرف الآخر… وسواء كان الإحساس بموت الصداقة، هو إحساس ينبع من ذواتنا، أو على العكس يشعر به أصدقاء الأمس تجاهنا… فإن النتيجة هي واحدة… والنهاية هي واحدة… إنها نهاية عهد مضى من الاهتمامات والميول ونمط الأصدقاء… عهد ودعناه وأودعناه خزانة الذكريات دون أن نقصد ذلك. طبعا هذه ليست هي الحالة الحصرية لمصير الصداقات… فثمة صداقات تغيب لفترة، لكنها تعود لتحيا وتتجدد بأقوى مما كانت في السابق، وثمة صداقات تنضج وتنمو مع نضوج شخصياتنا، وتبدل اهتماماتنا… لكن لهذا شأن آخر في شبكة علاقات وأنماط الصداقات، لأنها تبدو ذات منشأ مختلف، وذات طبيعة وحياة مختلفة أيضا | |
|
الأحد يوليو 10, 2011 1:44 pm من طرف nermen