إلا صلاتي عضو مرشح للإشراف
عدد المساهمات : 945 تاريخ التسجيل : 06/06/2009 نقاط : 7212
| | يأجوج ومأجوج | |
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف الانياء و المرسلين
سيدنا و حبيبنا محمد و على آله و صحبه اجمعين
كيف احوال رواد القسم الاسلامي
اليوم موضوعي عن القوم الذي سوف يغزو العالم منهم هم
ارجو لكم قراءة ممتعة
قيل: يأجوج ومأجوج : اسمان اعجميان مثل طالوت وجالوت
وقيل: يأجوج ومأجوج مشتق من قولهم :أجّت النار إذا التهبت وذلك أنهم أمة خبيثة
تحرق وتدمر الأرض
وقيل: مستق من الماء الأجاج وهو الشديد الملوحة
وقيل: من الأجّ وهو شدة العدو والركض
قال تعالى في قصة الملك الصالح ذي القرنين:{ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (٩٢) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ
دُونِهِمَا قَوْمًالَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (٩٣) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ
نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (٩٤) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ
أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (٩٥) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى
إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (٩٦) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (٩٧) }(1)
هو ملك مؤمن صالح ولم يكن نبيا على قول الراجح من أقوال أهل العلم سمي بذي القرنين لأنه قد بلغ
المشارق والمغارب من حيث يطلع قرن الشيطان ويغرب وهو غير الإسكندر المقدوني فإن
الإسكندر كان كافرا وزمنه متأخر عن ذي القرنين وبينهما أكثر من ألفي سنة والله أعلم
وقد ذكر الله عزوجل قصته في سورة الكهف وأنه طاف الأرض .وسنقف هنا مع الآيات المتعلقة
بقصته مع يأجوج ومأجوج
{ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا } أي: سلك طريقا ثالثا بين المشرق والمغرق,يوصله جهة الشمال حيث الجبال الشاهقة
{ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ }أي: حتى إذا وصل بجنوده إلى منطقة بين جبلين عظيمين
بمنقطع أرض الترك مما يلي أرمينية وأذربيجان
والسدان: هما الجبلان بينهما ثغرة يخرج منها يأجوج ومأجوج على بلاد الترك فيعيثون فيها
فسادا ويهلكون الحرث والنسل (2)
فعندما رأى الترك في ذي القرنين قوة وتوسموا فيه القدرة والصلاح عرضوا عليه أن يقيم لهم سدا
في وجه يأجوج ومأجوج الذين يهاجمونهم من ذلك الممر وذلك مقابل مال يجمعونه له جزاء عمله
لكن ذا القرنين الملك الصالح تطوع بإقامة السد بدون مال بل رجاء الثواب من الله عز ورأى أن أيذر
طريقة لأقامته هي ردم الممر بين الجبلين فطلب إلى أولئك القوم أن يعينوه
{ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا }
فصف قطع الحديد بين جانبي الجبلين ثم قال لهم :{ انْفُخُوا } أي:انفخوا بالمنافيخ عليه.
{ حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا } أي: جعل ذلك الحديد المتراكم النار بشدة الإحماء.
{ قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا } أي: أعطوني أصب عليه النحاس المذاب فالتصق بعضه ببعض
وصار جبلا صلدا فلم يستطيع المفسدون من يأجوج ومأجوج أن يعلوه ويتسوروه لعلوه ولم يستطيعوا
أن ينقبوه من اسفله لصلابته وثخانته وبهذا السد المنيع أغلق ذو القرنين الطريق على يأجوج ومأجوج
--------------------------------------------------------
(1) الكهف(97/92)
(2) مختصر تفسير ابن كثير(92/3)
السد الذي بناه
رآه أحد الصحابة...فقد ذكر البخاري معلقا بصيغة الجزم:[ قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم
رأيت السد مثل البرد المحبر(1) فقال صلى الله عليه وسلم مصدقا له صحة الصفة:<<رأيته>>
قال ابن حجر :[ الحديث وصله ابن أبي عمر من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن رجل من
أهل المدينة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم :يا رسول الله ,قد رأيت سد يأجوج ومأجوج .
فقال صلى الله عليه وسلم :<< كيف رأيته؟>> قال:مثل البرد المحبر طريقة حمراء وطريقة سوداء .
فقال صلى الله عليه وسلم مقرا له :<<قد رأيته>>](2)
وذكر الحافظ ابن كثير - رحمه الله - قصة عن السد ومحاولة بعض الملوك الصول إليه فقال:
[ وقد بعث الخليفة الواثق(3) في دولته أمرائه وجهز معه جيشا سرية ليبظروا إلى السد ويعاينوه
وينعتوه له إذا رجعوا فوصلوا من بلاد إلى بلاد, ومن ملك إلى ملك ,حتى وصلوا إلبه , ورأوا بناءه
من الحديد ومن النحاس , وذكروا أنهم رأوا فيه بابا عظيما وعليه أقفال عظيمة وورأوا بقية اللبن (4)
والعمل في برج هناك, وأن عنده حراسا من الملوك المتاخمة له, وأنه عال منيف شاهق ولا يستطاع
ولا ما حوله من الجبال , ثم رجعوا إلى بلادهم , وكانت غيبتهم أكثر من سنتين وشاهدوا
أهوالا وعجائب]. ولم يذكر الحافظ ابن كثير - رحمه الله - سندا لهذه القصة
ولم يتكلم عليها بشيء فالله أعلم بها.
----------------------------------------------------------------
(1) أي مثل الثياب المخططة فيها خط أبيض وخط أسود أو غير ذلك من الألوان
(2) فتح الباري(129/10)
(3) حكم الواثق الدولة العباسية عام 227-232ه / 847-842م , وترتيبه التاسع من الخلفاء العباسيين
(4) اللبن: الطزب والحجارة التي استعملت في البناء
:: :: ::
:: هيئتهم ::
عن خالد بن عبد الله بن حرملة عن خالته قالت:خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب
رأسه من لدغة عقرب فقال:<< إنكم تقولون لا عدو! وإنكم لن تزالوا تقاتلون حتى يأتي
يأجوج ومأجوج: عراض الوجوه ,صغار العيون, صهب الشعاف , ومن كل حدب ينسلون
كأن وجوههم المجان المطرقة>>(1)
<<صهب الشغاف>>>: يعني لون شعرها أسود فيه حمرة
<<كأن وجوههم المجان المطرقة>>: المجن الترس وشبه وجوههم بالترس لبسطها
وتدويرها وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها
<<من كل حدب ينسلون>>: أي من كل مكان مرتفع يخرجون سراعا وينتشرون في الأرض
:: :: ::
:: كثرة عددهم ::
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:<<إن يأجوج ومأجوج
من ولد آدم ولو أرسلوا لأفسدوا على الناس معايشهم ولن يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته
ألفا فصاعدا وأن من ورائهم ثلاث أمم:تاول وتاريس ومسك>>(1)
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: [ إن الله عز وجل جزأ الخلق عشرة أجزاء فجعل تسعة
أجزاء الملائكة وجزءا سائر الخلق وجزأ الملائكة عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء يسبحون الليل
والنهار لا يفترون وجزءا لرسالته وجزأ الخلق عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء الجن وجزءا بني
آدم وجزأ بن يآدم عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء يأجوج ومأجوج وجزءا سائر الناس ](2)
وهذا الأثر لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه وليس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وليس له حكم الرفع ,لأن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عرف عنه أنه الأخذ عن الإسرائيليات
وتضمينها كلامه أحيانا ولكني ذكرت الأثر استئناسا به
-------------------------------------------------------------
(1) رواه الطبراني في الكبير والأوسط وقال الهيتمي في مجمع الزواد (6/
ورجاله ثقات وحكم عليه الألباني بالنكارةكما في السلسلة الضعيفة(159/9)
(2) أخرجه الحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي
والذي رجحه الحافظ ابن حجر :أنهم قبيلتان من ولد يافث بن نوح(1)فهما من ولد آدم وحواء ويدل عليه
ما جاء عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في أسفاره
فتفاوت بين أصحانه السير فرفع بهاتين الآيتين صوته: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ
السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا
وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (٢) }(2)
حتى بلغ آخر الآيتين فلما سمع أصحابه بذلك حثوا المطي وعرفوا أنه قول يقوله فلما تأشبوا(3)
حوله قال:<< أتدرون أي يوم ذاك؟ذاك يوم ينادى آدم فيناديه ربه تبارك وتعالى :يا ىدم ابعث بعثا
إلى النار .فيقول:يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين في النار
وواحد في الجنة>>. قال عمران : فأبلس (2)أصحابه حتى ما أوضحوا بضاحكة. فلما رأى ذلك
قال:<<اعملوا وأبشروا , فو الذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء قط
إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج ومن هلك من بني آدم وبني إبليس>>.قال: فأسرى عنهم ثم قال:
<< اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس غلا كالشامة فيجنب البعير (3)
أو الرقمة(4) في ذراع الدابة>>(5)
-------------------------------------------------
(1) تأبشوا: أي اجتمعوا إليه وأطافوا به
(2) أبلس: اي سكتوا من شدة المفاجأة والفزع
(3) الشامة: العلامة السوداء
(4) الرقمة: الدائرة الضغيرة وهو صلى الله عليه وسلم يشير إلى قلة الأمة يوم
القيامة بالنسبة لكثرة الأمم معهم
(5) رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح ورواه البخاري ومسلم من حديث
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
هناك فرق بين سد ذي القرنين وسور الصين من عدة أوجه:
1- أن أن السد بناه ذي القرنين لصد هجوم يأجوج ومأجوج ,والسور بناه أباطرة
الصينين لحماية ممتلكانه
2- أن المواد السد مذذكورة في الآية الحديد والنحاس, واما مادة سور الصين الحجارة والآجر
3-سد يأجوج ومأجوج مبني بين جبلين يسد الفتحة بينهما, وهو الممر الوحيد ,أما سور الصين
فهو مبني على قمم الجبال والممرات وممتد من شرق الصين إلى غربها آلاف الأميال
4- سد يأجوج ومأجوج لا يمكن اختراقه إلا إذا شاء الله في آخر الزمان ,أما سور الصين فقد
تهاوى منه مواقع , والناس يدخلون منه ويخرجون ,بل نقض الناس أجزاء منه
يبقى يأجوج ومأجوج رجالا ونساء وصبيان يعيثون في الأرض فسادا قتلا للناس وهتكا للحرمات
غرورا وفجورا,حتى يبلغ من كفرهم أن يرموا السهام جهة السماء ليغلبوا من في السماء
كما غلبوا من في الأرض,ولا ينجو منهم إلا من كان متحصنا بالحصون أ, مختفيا ومن هؤلاء
المتحصنين عيسى عليه السلام وقوم معه من المؤمنين , وقد أصابهم الجوع والحاجة
والجهد الشيء العظيم عندها يلجأ عيسى عليه السلام وأحابه إلى الله عز وجل كما تقدم في
الأحاديث ,فيرسل الله يأجوج ومأجوج النغف في رقابهم ,فيموتون ويرسل الله طيرا كأعناق البخت
فتحمل أجساد يأجوج ومأجوج .....فتطرحهم حيث شاء الله.ثم يرسل الله مطرا فيغسل الأرض
حتى يتركها كالزلفة ,ثم يقال للأرض :أنبتي ثمرك,وردي بركتك
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :<<تفتح يأجوج ومأجوج
يخرجون على الناس كما قال الله تعالى { من كل حدب ينسلون} ؛فيعيثون في الأرض ويشربون ما فيه
حتى إن بعضهم- يعني يأجوج ومأجوج - ليمربالنهر فيشربون ما فيه حتى يتركونه يابسا حتى
إن من بعدهم ليمر بذلك النهر فيقول : لقد كان هاهنا ماء مرة ثم قال صلى الله عليه وسلم:
حتى إذا لم يبق من الناس أحد إلا أخذ في حصن أو مدينة قال قائلهم - أ ي من يأجوج ومأجوج :
هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهك بقي أهل لالسماءثم يهز أحدهم حربته ,ثم يرمي بها إلى
السماء فترجع مخضبة دما,أي بلاء وفتنة من الله تعالى لهم ,فبينما هم على ذلك بعث
بعث الله عليهم دودا في أعناقهم كالنغف,فيخرج في أعناقهم فيصبحون موتى لا يسمع لهم جس
فيقول المسلمون:ألا رجل يشري لنا بنفسه فينظر ما فعل هذا العدو,قال : ثم يتجرد رجل منهم
لذلك محتسبا بنفسه قد وطنها على أنه مقتول,فينزل فيجدهم موتى بعضهم على بعض, فينادي:
يا معشر المسلمين ,أبشروا فإن الله قد كفاكم عدوكم فيخرجون من مدائبهم وحصونهم
ويسرحون مواشيهم , فما يكون لها رعي إلا لحومهم فتشكر عنه كأحسن ما شكرت عن شيء
مننبات أصابته قط>>( 1)<<تشكر>>:أي تسمن.
وفي رواية عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال:<< فيهلكون من في الأرض إلا من تعلق بحصن , فلما فرغوا من أهل الأرض أقبل
بعضهم على بعض فقالوا :إنما من في الحصون ومن في السماء فيرمون بسهامهم فخرت منغمرة دما
فقالوا: قد استرحتم ممن في السماء وبقي من في الحصون , فحاصروهم حتى اشتد عليهم
الحصار والبلاء فبينما هم كذلك ؛إذ أرسل الله عليهم نغفا في أعناقهم؛ فقصمت أعناقهم
فمال بعضهم على بعض موتى فقا لرجل منهم -أي من أصحاب عيسى عليه السلام المحصورين معه :
قتلهم الله رب الكعبة . قالوا: إنما يفعلون هذا مخادعة ؛ فنخرج إليهم فيهلكونا كما أهلكوا إخواننا
فقال: افتحوا لي الباب ,فقال أصحابه:لا نفتح,فقال: دلوني بحبل , فلما
--------------------------------------------------
( 2)>> نزل وجدهم موتى
(1) رواه أحمد وابن ماجة والحاكم وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
(2) الحديث من رواية أحمد بن منيع وعطية العوفي ضعيف لكن للحديث شواهد كثيرة
معرفة جميع بقاع الأرض والإحاطة بما فيها من المخلوقات لا يقدر عليها إلا الله عز وجل الذى
أحاط بكل شيء علما ,ولا يزال من عدم اكتشافنا لمكان سد يأجوج ومأجوج ,أو مكان الدجال
أو غيرهم من المخلوقات أنهم غير موجودين؛فقد يكون الله عز وجل صرف الناس عن رؤية
يأجوج ومأجوج ورؤية السد ,أو جعل بينهم وبين الناس أشياء تمنع من الوصول إليهم كما حصل
لنبي إسرائيل حين ضرب الله عليهم التيه(1) فضلوا أربعين سنة في فراسخ قليلة من الأرض
فلم يطلع عليهم الناس حتى انتهى أمد التيه,والله عز وجل على كل شيء قدير, جعل لكل
شيء أجلا ووقتا, قال تعالى:{ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (٦٦)
لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٦٧) }(2) .وما عجز الأوائل عن اكتشاف ما اكتشفه المتأخرون
إلا لأن الله عز وجل جعل لكل شيء أجلا.(3)
وختاما..قال القاضي عياض:[ الأحاديث الواردة في يأجوج ومأجوج : هذه الأخبار على حقيقتها
يجب الإيمان بها ؛لأن خروج يأجوج ومأجوج من علامات الساعة, وقد ورد خبرهم أنه لا يقدر لأحد
على قتالهم من كثرتهم ,وأنهم يحصرون نبي الله عليسى عليه السلام ومن مهع من المؤمنين
الذين نجوا من الدجال ,فيدعو عليهم فيهلكهم الله عز وجل أجمعين بالنغف- وهو الدود في
رقابهم- فيؤذون الأرض والمؤمنين بنتنهم ,فيدعو عيسى وأصحابه ربهم فيرسل الله طيرا
فتحملهم حيث شاء الله ](4)
وأخيرا..هل يجب على المسلمين قتالهم؟
الجواب :لا ,لما تقدم من قصة عيسى عليه السلام وأن الله عز وجل قال لعيسى
{ إني قد بعثت عباد لي لا يدان لأحد يقتالهم فحرز عبادي إلى الطور}(5)
[size=9]--------------------------------------------------------(1) أي زمن الضياع فلا يهتدون إلى طريق ولا يبقون مطمئنين(2) الأنعام :66-67(3) وقد تقدم عند كلامنا عن الدجال أن مثلث برمودا لا يزال لغز يحير العلماء بالرغم من تطور وسائل الاكتشاف(4) نقله عنه القاري في مرقاة المصابيح شرح مشكاه المصابيح(16-2)(5) رواه مسلم ,وقد تقدم تفصيل ذلك قبل قليل:: :: :::: كيف يخربون السد ::تقدم أن يأجوج ومأجوج قبيلتان كان لهم أنواع من الإفساد حتى بنى ذو القرنين السد فصار السد حائلا بينهم وبين الوصول إلى الناس , وهم داخل سدهم بلا شك عندهم طعامهموشرابهم زلهم حباتهم ومعيشتهم الخاصة ولا يزال يأجوج ومأجوج يجتهدون في سبيل هدم السدفهم يحفرون وينقبون ويجتهدونعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في السد :<< ثم يحفرونهكل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه فال الذى عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا.فيعيده الله كأشد ما كانحتى إذا بلغ مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس قال الذى عليهم: ارجعوا فستخرقونهغدا إن شاء الله ,واستثنى(1). قال: فيرجعون ,فيجدونه كهيئته حين تركوه(2),فيخرقونهفيخرجون على الناس فيستقون المياه ,ويفر الناس منهم فيرمون بسهامهم في السماءفترجع مخضبة بالدماء>>(3)في الحديث ثلاث فوائد:الأولى : أن الله منعهم أن يواصلوا الحفر ليلا ونهارا ولو فعلوا ربما خرقوهالثانية: منعهم أن يحاولوا الرقي على السد بسلم أو آلة , فلم يلهمهم ذلك ولا علمهم إياهولعلمه حاولوا ولم يقدروا لعلوا السد و ملاستهالثالثة: لم يوفقهم القول: إن شاء الله حتى يجيء الوقت المحدود وتقرب القيامةوفي الحديث :أن فبهم أهل صناعة وأهل ولاية وسلاطة ورعية تطيع من فوقها وإن فيهم من يعرف الله ويقر بقدرته ومشيئتهويحتمل أن تكون كلمة" إن شاء الله " تجري على لسان ذلك الوالي دون أن يعرف معناها فيحصل المقصود ببركتها(4)---------------------------------------------------------------------------------(1) أي قال : إن شاء الله ,فجعل التصرف والتحكم لله عز وجل لا لأنفسهم(2) أي: لم يرجع كما كان من قبل لا يزال مخروقا(3) رواه أحمد والترمذي والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي(4) انظر فتح الباري ( 109/13)انتهى بحمد الله منقوووول [/size] | |
|
السبت مايو 21, 2011 11:04 pm من طرف إشراقة