أخواني اعضاء المنتدى المصري الكرام،
أكتب اليوم تلبية لطلب أخ عزيز من منتداكم طلب مني المشاركة برأيي حول وضع النادي الأهلي الراهن ووضع اللاعب اللبناني محمد غدار، وذلك بصفتي مشجع متعصب لمنتخب الفراعنة أولاً وأهلاوي منذ الصغر. ولعل هذه المرة الأولى التي أفصح بها عن ميولي لأي ناد.
بتصوري، خسارة القلعة الحمراء القاسية أمام برازيل مصر لا بد وأن تكون قد دقت ناقوس الخطر الفني الذي وصل اليه النادي.
على الورق، هي لم تكن نهاية الدنيا، اذ ان انتصارين في المباريات المؤجلة، يعيد الاهلي الى الصدارة. ولكن في الواقع، هنالك عدة بوادر تؤكد أن النادي يتأرجح بين تشبع للبطولات الذي أصاب بعض اللاعبين، الى رحيل اسماء لامعة كفلافيو وجيلبرتو وعماد متعب، وصولاً للضغوط الجماهيرية والاعلامية التي تطال الجهاز الفني.
1- اذا انطلقنا من النقطة الاخيرة، فأنا أعتقد ان المدرب لم يرتكب أي خطأ في بداية الموسم حيث وقع مع نجوم كبار هم شوقي وجدو وغالي، كما أن سيعود وغدار (سأعود له لاحقاً) هما عنصرين جيدين. المشكلة بانت عندما خيب النجوم الجدد والسابقين (من دون تسمية) آمال الجماهير، ولم يقدموا 30% من مستواهم الحقيقي الذي يؤهل النادي لمواصلة الهيمنة الافريقية، وبالتالي، لا يلام المدير الفني على النتائج. قد يلام المدرب على طريقة اللعب التي بالامكان تغييرها لتتناسب مع كل مباراة وبالتالي عدم اللعب بشخصية البطل التي بناها خوسيه في القلعة الحمراء.
2- اذا قرأنا الاسماء الموجودة في النادي من حراسة المرمى وصولاً الى لاعب الهجوم، نجد ان النادي يتكون من ما يعادل 70% من لاعبي المنتخب. هنا نبرر ما يحصل مع المنتخب من نتائج متواضعة، اذ ان نفس اللاعبين الذين يقدمون الاداء المتواضع في الاهلي، يقدمونه مع المنتخب. فاذاً، بات النادي بحاجة لعناصر شابة وشجاعة في القرارات الفنية، كما فعل المعلم ضد استراليا فابدع الفراعنة. هنالك شكري وعفروتو وغيرهم القادرين على اعطاء الاضافة.
3- الاهلي كما المنتخب، يعاني من الضغط الاعلامي الكبير كما الجماهيري، وهذا بات واضحاً في الملعب عندما لم يعد يتجرأ أي لاعب بالابتكار خوفاً من شتيمة الجمهور أو الاستوديوهات التحليلية أو الصحف. بتصوري، هذه المشكلة هي أبرز ما يعاني منه المنتخب بالمقام الأول والاندية المصرية (ومنهم الاهلي موضوع حديثنا) في الفترة الأخيرة. لولا ذلك، لكنا رأينا أفضل جيل للفراعنة في كأس العالم.
4- لا بد من استقدام لاعبين أجانب سوبر لاعطاء الاضافة لنجوم الاهلي واخذ الحمل عنهم في بعض الاحيان.
5- كما بدأت بالبدري، سأختتم معه. أعتقد أن المدرب لم يقنع الجمهور، حتى حينما احرز لقب الدوري، ليس لأنه غير كفؤ، بل لأن جمهورنا العربي يدار بالعواطف، وأكاد أجزم أن أي تعثر للبدري، فهو بسبب خوفه من الجمهور. لا تنسوا أن البدري هو ابن النادي، ويحب أن يرى النادي على قمة كل البطولات، ولا شك بأنه يجتهد، وفي النهاية لكل مجتهد نصيب. لا يمكن أن يصبح المدرب عظيم في ليلة وضحاها. على الرغم من الخسارة في الاسماعيلية، الا ان البدري حتى الآن لم يخفق محلياً وهو حامل اللقب. نعم أخفق اقليمياً، ولكننا كلنا تابعنا ظروف المباراة ضد الترجي والحكم السيء. ريال مدريد بعظمته خرج من الدور ال16 لدوري ابطال اوروبا آخر 5 سنوات. ولكن، بما ان الجرة قد كسرت بين المدرب والجماهير، فلا بد من مدرب يعيد الاهلي لتوازنه ويخلق ثورة فنية قد لا يتجرأ أي مدرب محلي الاتيان بها.
الأهلي مرض، ولكن لن يموت، بل سيعود أقوى لأن هذه هي سمة الأبطال.
وفي العودة لموضوع غدار، فأنا أعتقد أن اللاعب قد ظلم من الجمهور والاعلام والجهاز الفني على حد سواء. على الرغم من انني لبناني، الا انني انقطعت عن متابعة الكرة اللبنانية في السنوات الخمس الأخيرة بسبب المستوى المتردي الذي وصلت اليها اللعبة بسبب اتحاد مهترىء. لكنني اتابع دائماً اخبار نجوم لبنان كيوسف محمد كابتن نادي كولن، ورضا عنتر نجم هامبورغ وفرايبورغ وكولن سابقاً، وطبعاً غدار.
غدار مهاجم ممتاز ومن طينة وطريقة لعب متعب، وهو لاعب قوي ومراوغ وصاحب حس تهديفي عال.
- اللاعب ظلم في مصر اذ انه يلعب في اكبر ناد عربي ومطالب بتنفيذ المستحيل في وقت يفشل به ابرز نجوم النادي بالتألق.
- اللاعب ظلم لأن الجمهور يحكم عليه من خلال 15-20 دقيقة يلعبها في المباراة وفريقه مفكك وتحت الضغط، وبالتالي لا تصله الكرات، وأي مهاجم في العالم يريد تمريرات صحيحة ليسجل.
- اللاعب ظلم لأنه لم يبدأ أي مباراة كأساسي حيث يكون كل زملاؤه بمستواهم، وبالتالي ممكن أن تصل له الكرات.
- اللاعب ظلم لأنه من المستحيل العطاء عندما تكون كل جماهير الملعب تهتف ضده وهو يلعب بسبب فكرة خاطئة عنه.
- اللاعب ظلم لأن كل الاعلاميين في مصر قرروا مهاجمته فقط لأنه ليس بأفريقي ولأنه من بلد متواضع كروياً. ولكن من قال ان المواهب يجب ان تكون ذو جنسية محددة؟ لو كان الأمر صحيح، لما كان يوسف محمد كابناً لكولن الذي يضم بودولسكي، ولم نكن لنتمتع باداء المحمدي العالمي وقبله الكثيرين. المؤسف أن بعض المهاجمات لم تطل غدار وحسب، بل طالت شعب كامل يحب مصر وانديتها ومنتخبها.
انا لا اعرف غدار شخصياً ولم اقابله بحياتي بسبب غربتي عن لبنان، ولكن تابعت العديد من مبارياته واهدافه الرائعة. أعتقد أن ضالة الأهلي الهجومية قد تكون بهذا اللاعب لأنه يمتلك القدرات. كل ما يريده هو دعم الجمهور وفرصة للعب مباراة كاملة وليس فقط 15 دقيقة في مباراة تنازع ومع نجوم منهكة، وعند الامتحان يكرم المرء او يهان. كل لاعب يريد الوقت للتأقلم خاصة عند المجيء من بطولة أضعف، كما ويحتاج لحب الجمهور لكسب الثقة.
في الختام أشكر صديقي مودي لدعوتي لكتابة رأيي في المنتدى الجميل متمنياً للأهلي الكبير العودة، ولمنتخب مصر التأهل للدفاع عن لقبه.
الأربعاء نوفمبر 24, 2010 12:10 pm من طرف Pr!nc3ss SasO