دائمة التفوق عضو مرشح للإشراف
العمل : مزاجك : الهوايه : الجنس : عدد المساهمات : 4979 تاريخ التسجيل : 14/10/2009 نقاط : 12415
| | نـــداء إلى الأمة العربية: إغتيال الأخلاق وذبح الحياء، هو حتما طريق للإخفاق | |
نـــداء إلى الأمة العربية: إغتيال الأخلاق وذبح الحياء، هو حتما طريق للإخفاق لا أدري ما إذا كانت أدوات النداء ستقوم بوظيفتها المتوقعة هذه المرة، لا أدري ما إذا كانت الأمة العربية تخص وقتا لمعرفة إلى أين وصلت، وتعلم بأنه عندما يستغني أفراد المجتمعات عن الحياء والأخلاق فسيتجهون حتما لا محالة إلى الدمار والإخفاق، فلم أجد بودي إلا أن أعددت هذه الحكاية المتواضعة بدافع الحياء الذي يستنجد مناداة كفى اغتيال الأخلاق، كفى ذبح الحياء، الذي أصبح ينعدم في الشارع وفي العمل، وحتى في الحياة اليومية. فلنستمع إلى هذه الحكاية عسانا نرجع إلى الأخلاق والحياء.
يُحكى قديما أن أمير قبيلة يتميز بالبطش والشدة، وكان قائدا مدبرا، همه الشاغل يريد التوسع على حساب الكثير من القبائل. وكان دائما ينجح في شن هجوماته على أية قبيلة أرادها، إلا أنه كان يحتاط من إحداها. فاستشار ذات يوم رئيسه المقرب بأنه سيستولي على تلك القبيلة. لكن الرئيس، رد قائلا بسرعة: يا أمير، ألا تعلم بأن أهل تلك القبيلة أقوياء، وإذا واجهوا أهل جيش قبيلة جعلوا منها خرابا؟ وعلى الرغم منها كان الأمير مسرًا عازمًا. فاقترح الرئيس منه أن يسمح له بالإطلاع على أحوال أهل تلك القبيلة قبل أن يشرع في الهجوم عليها. فوافق الرئيس لطلبه. [center]**************** وعندما دخل الرئيس من باب السور العظيم الذي يسيج القبيلة راكبًا على جواده المسرج يتجول فيها خفية قصد الإطلاع على أحوال أهلها، فإذا به يرى لحظة مثيرة للانتباه، طفلا صغيرا ابن 10 سنوات يوجه رمح نبله بهدف ضرب عصفورين، لكنه أصاب عصفورًا طرح أرضا، والثاني أصيب في ريشه وأحد رجليه حتى بُترت، وعلى الرغم من ذلك كافح الطائر وتمكن من الطيران، لكن بصعوبة. فإذا بالطفل ينفجر باكياً ويدس بنفسه على التراب. فنزل الرئيس من جواده ليطلع على ما أحل بالطفل وعن سبب بكائه المفاجئ، (من غير أن يكشف عن هويته بطبيعة الحال). أجاب الطفل قائلا بكل غضب: لم أصبهما معا، لم يسقطا، لم أصب الهدف. فأجابه الرئيس مستغربا لفعله: لكنك أصبت واحدا والثاني كدت ستصيبه، بل قد أصبت نصفه، وعلى الرغم من ذلك، لم يصغي الطفل واستمر في البكاء. فسأله الرئيس قائلا: لكن، ما المشكلة؟ لماذا تبكي إذا لم تصبهما معا؟ أجاب الطفل الذي يبلغ من العمر 10 سنوات: لأننا لا نريد شجارا مستمرا مع أهل قبيلة طاغية تفكر يوما في الطمع على قبيلتنا، يجب أن نقضي عليها في مرة واحدة ونقطع دابرها. فأصيب الرئيس بالصدم لما سمع وعرف عن أحوال القبيلة التي يفكر أميره في الإستيلاء عليها، حتى الأطفال الصغار منشغلين بالنصر لها، فضرب على كتف الطفل وركب على جواده مسرعا إلى أميره ليخبره بألا يفكر في الدخول إلى القبيلة حاكيا له عما رآه وسمعه عن أحوالها، حتى اقتنع الأمير.
وبعد مرور 10 سنوات أو أقل منها بادرت الأمير نفس الفكرة التي كانت تراوده منذ زمن بعيد، ألا وهي شن هجوم على القبيلة التي تمثل له توسعا إستراتيجيا لقبيلته وتجعله قويا وشجاعا في مشاهد ومسامع القبائل الأخرى. وكعادة الأمير يستشير برئيسه المقرب بأنه عازم على تجنيد الجيوش للدخول إلى تلك القبيلة. فأجابه رئيسه: بأن أهل تلك القبيلة أقوياء وشجعان وإذا ما وجهناهم وجابهناهم ولم ننتصر عليهم فقدنا هبتنا أمام كل القبائل. لكن الأمير كان عازمًا ومسرًا هذه المرة، ولا يفكر إلا في الإستيلاء على تلك القبيلة، مبررًا ذلك بالزيادة في القوة والشجاعة، وكثرة الجنود والفرسان. فطلب الرئيس من أميره أن يسمح له بأن يُعاود الإطلاع على أحوال أهل تلك القبيلة تجسسًا لمعرفة ما قد وصلت إليه، فوافق الرئيس مستجيبا لطلبه.
وبعد وصول الرئيس إلى القبيلة ودخوله من بابها الكبير على أحسن الجياد دخل وهو يتجول بين دروبها فإذا به يلتفت فيشاهد ثلة من الشيوخ يلعبون القمار بعدما أتى قبلاً بعشر سنوات كان يراهم يعتكفون المساجد التي أصبحت فارغة. ثم استمر يتجول قصد الإطلاع فإذا به يرى طفلا في عمر ال16 عاما يبكي وهو على حالة يُرثى لها من شدة الغضب، فتعجب الرئيس منه قائلا: لقد ضيعت حدَثاً ربما لم أرى ماذا كان يريد أن يصنع هذا الفتى. ما سبب بكائه ياترى؟ فدنا منه على صورة العطف عليه حتى إطمأن إليه، (من غير أن يعرف هويته بطبيعة الحال). فسأله عما يبكيه؟ فأجاب الفتى وهو حزين بشدة مرتسمة على وجهه: بأنه دائم الإخفاق، ولا ينجح في أي أمر يرغبه، يبكي على حبيبة كانا اتفقا على أن يلتقيا على الساعة الثانية، وهاهي الساعة الرابعة قد أشارت عقاربها، ولم تأتي، لم تأتي بعد. فاستخلص الرئيس بأن سبب بكاء الطفل الحب، وليس كما كانوا من قبل منشغلين بنصرة قبيلتهم. فإكتشف الرئيس بأن القبيلة ضاع فتيانها وضاع شيوخها. ورجع إلى أميره مسرعا آمرا له أن يدخل إلى القبيلة التي يرغب في الهجوم عليها، فتعجب الأمير لما سمعه منه، فوصف له الرئيس عما شاهده في القبيلة...
يستفاد من هذا الدرس إعادة مراجعة سلوكيات أمتنا العربية التي تنهار قيمها وشهامتها بل وأصبح الإخفاق.. وريثها، أسفا، بعدما كانت قبلا رمزا للكفاف والحياء ورمزا للنصر، وصلت إلى زمن اغتيلت فيه الأخلاق وذبح فيه الحياء، أصبحت فيه الفتاة متبرجة أمام ناظر والديها عزًا وافتخارًا، لا الأب ولا الأم ناهيا ولا مغيرا، وأصبح فيه الشباب يرتدي لباسا تكشف عن عوراتهم مبررين ذلك بالإنتماء إلى عالم التقدم، ومضيفين بقولهم: إنها موضى "الراب" وموضى "التيكطونيط" وغيرهما علما بأن الحيوان هو الذي لا يستحيي من عورته، أضف إلى ذلك، ضعف درجة وصل إليها الشباب لا يمتلك فيها نفسه أمام سماع الموسيقى، فترى شبان بل وحتى رجال ونساء بأجساد تبدو لك على حالة من الوقار لتراهم لحظة أخرى يرقصون خاضعين لصوت موسيقى تطرب بالويل وتطرب بالنار وعليها يرقصون. أهكذا كانت نصرة العرب؟ هل تعلم الأمة العربية أنها أصبحت مستهلكا أولا للثقافات الغربية؟ وهل تعلم بأنها فقدت حتى زاوية نظرها الطبيعية؟ فبدلاً من أن ينظر أهلها من أنفسهم إلى الآخر أصبحوا ينظرون بنظرة الآخر إلى أنفسهم!! فأين هي خصوصية الهوية الثقافية العربية؟ وأين هو حب الأمة العربية؟ تحياتي دائمة التفوق [/center] | |
|
السبت أكتوبر 16, 2010 1:13 pm من طرف basam