[
size=18]رتوش على جدار الذاتطفل تتصدع حوله أركان البيت
نتيجة زلزال ارضي
الطفل وليد الأمس فقط
فى الدور العلوى من البيت.
يقطن فوق سرير ابيض.
حيث الأم بعيداً عنه
يشتد الزلزال ’ يقوى’تصيح الأم : مات المولود
فجأة ينقلب الحال
يسكت صوت الزلزال
تجرى الأم تصيح حمداً لله
تقبل راحة يدها ’شكراً لك يا رب
فى اليوم الثالث من اكتوبر’فى السنة الخمسة و الخمسين
بعد التسعة مائة الف
ينمو الطفل شيئاً شيئاً
يحبو فى طرقات الدار
كل الدارمصنوعة من طين النيل الخالد
دور ارضى ودور علوى
توجد فية صوامع للتخزين’تلك الصورة حال النشأة
لذاك الطفل
ينمو الطفل شيئاً شيئاً
يصطحباه ولدا العم نحو الحقل
يلعب ’ يأكل ثمرة توت ’يجرى وراءالبقرة حيث الساقية تدور
يوم يعمل فيه الأب فى جرن القمح
النورج ذو عجلات تأكل سيقان القمح
يجر النورج ثوران
نشوان ذاك الطفل الجالس فوق النورج
يغفو,يسقط فجأة و العجلات تدور ’تدور
يصرخ آه...آه...يا آبتاه
يستيقظ ذاك الأب النائم
يفلح فى انقاذ الابن
عجلات النورج تركت آثر الحادث فى الابهام الأيسر
ستة اعوام تمضى فى حضن الأرض
وتحلو تحلوفى عينيه الأشياء
صور الطير على الأشجار
أوراق التوت شجر السرو’قنوات يجرى فيها الماء
فى مدرسة القرية فى الصف الأول
يجلس طفل يعرف . كيف يحب الارض.
حزين ذاك الطفل الغارق فى مكنون الاشياء
سيقان القمح الصفراء
لكن الطفل يواصل زحف الايام
يقرأ ،يكتب ، منذ اليوم الاول
صار الطفل حديث اليوم
الاب سعيد جدا يعرف كيف يفك الخط
الام سعيدة جدا لاتعرف كيف تفك الخط
تعرف كيف تخيط اثواباً ،
تصنع خبزاً ،
تغسل طبقاً
لاتعرف اكثر من معني الحب!!
ستة أعوام بعد الستة الثانية،وتحلو تحلو في عينية الاشياء
يعشق فن الرسم ،
يهوي أن يقرأ في المدرسة الاشعار،
يهوي أن يلقى الكلمات أثناء اذاعة الحفل،
يهوى أن يكتب في حصص التعبير ابدع ما يكتبه الاطفال
ايضا تلك الصورة حال النشأة لذاك الطفل
وجه أبيض،
شعر نصف مجعد،
طول متوسط،
عيناه السوداوان،
وجه يبسم فى وجه الاحزان
ايضا يعرف كيف يحب الناس
لا يعرف معني الكره
ستة اعوام بعد الستة الثانية
عمرالشاب أوشك أن يقترب من العشرين
مازال يحب الشعر،
وفن الرسم،
وحب الناس
ايضا يعشق أن ينتصر الحب،
يندحر الحقد
يتمني لو تندمل جراحات خلقتها حروب العالم
ويسود سلام ،
ويعم وئام،
ويعشق أن تأتي دون مواجع كالنغم الحالم
أحلام.....حبيبة قلب الشاب الشاعر!!![/size]
للشاعر/ محمد خليل ترابيس
رتوش على جدار الذات