دائمة التفوق عضو مرشح للإشراف
العمل : مزاجك : الهوايه : الجنس : عدد المساهمات : 4979 تاريخ التسجيل : 14/10/2009 نقاط : 12480
| | عام دراسي بلا معوقات ارنا شطارتك ياد/ بدر | |
عام دراسي بلا معوقات أرنا "شطارتك" يا دكتور بدر بقلم:زياد السحار يوم واحدونودع اجازات الصيف والنوم والنت المفتوح بلا حدود ليبدأ العام الدراسي الجديد في منتصف سبتمبر واعتقد ان هذا العام الدراسي سيكون هو الاختبار الحقيقي لقدرات ولحسم وعزم الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم لكي يعيد الدور الحقيقي والمسئول للمدرسة في العملية التعليمية. سيتسلم الوزير الهمام هذا العام الدراسي صفحة بيضاء ناصعة يكتب فيها من أول السطر وليس من منتصفها مثلما حدث في العام الماضي عند توليه المفاجيء لهذه الوزارة حيث كان قد مضي نصف العام الدراسي وبات عليه أن يكمل مشوار الدكتور يسري الجمل. هذا الرجل الطيب كما وصفه بدر نفسه في احتفال تكريمه وقد بدا الوزير الجديد - والشهادة لله - رافعا سيفه ضد الفساد والتسيب والإهمال في هذه الوزارة الحيوية التي ترتبط بالأسرة المصرية وبمستقبل أبنائها وبانفاقهم الضخم علي هذا البند الرئيسي من ميزانيتهم التي يلتهمها غول التعليم. صفحة وزير التعليم هذا العام تامة كاملة لا يخترقها شهر رمضان مثلما كان يحدث في الأعوام الماضية يختصر من وقت الحصص الدراسية ويبكر من نهاية اليوم الدراسي ولا يلوث هذا العام الدراسي أو يصيبه بالوهن فيروس انفلونزا الخنازير المزعوم الذي كان "نصباية" كبيرة علي حد تعبير - أحد العلماء المتخصصين في بكتريا العلوم ولم يفتك سوي بالمقعد الوزاري للوزير السابق الذي أطيح به بمجرد تعاطيه جرعة المصل الواقي من الأنفلونزا ومن متاعب تلك الوزارة الصعبة وحق له أن ينعم بحياته يعزف علي البيانو الخاص به في شقته علي شاطيء الاسكندرية بعيدا عن "رزالة" بعض أولياء الأمور ودعوات "الوليات" مثلما دعت احداهن علي الدكتور بدر بسبب صعوبة امتحانات الثانوية العامة بقولها: حسبي الله ونعم الوكيل.. فما كان من الوزير إلا ان رد نفس الدعوة عليها وراح يشكو همه لمجلس الوزراء لعله يسانده في مهمته المقدسة! هكذا - للأسف - صار المنصب الوزاري المرموق الذي تولاه علي مبارك رائد ومؤسس النهضة التعليمية المصرية وطه حسين عميد الأدب العربي وغيرهما من الوزراء العظام محل اعتراض وانتقاد بحق وبغير حق من كل من هب ودب فلم تعد السياسات التعليمية تلقي الاحترام الواجب سواء من الطلاب أو أولياء الأمور أو وسائل الاعلام أو حتي المدرسين انفسهم وهذا الاحترام المفقود سببه عوامل وظروف كثيرة تداخلت وتفاعلت بسبب كثرة التغيير والتبديل سواء في السياسات أو المناهج والخطط والبرامج وربما أيضا الاشخاص القائمين علي العملية التعليمية وتحولت هذه الرسالة في كثير من الأحيان إلي تجارة مربحة سواء لبعض المسئولين أو أصحاب المدارس ولغالبية المعلمين الذين وجدوا في سبوبة الدروس الخصوصية تعويضا لهم عن زمن الحرمان والمرتبات المتدنية وتندر الافلام والمسرحيات علي أحوالهم في روايات نجيب الريحاني وفؤاد المهندس. *** ولكن علي الرغم من تحالف كل اصحاب المصالح ضد سياسات هذا الوزير الجاد الذي يحاول ان يفعل شيئا وآخرهم أصحاب دور النشر للكتب الخارجية فأعتقد ان هذا العام الجديد هو الفرصة والاختبار الحقيقي للدكتور احمد زكي بدر وينتظر منه العقلاء من أولياء الأمور الكثير في ضبط العملية التعليمية واعادة دور المدرسة قدر الإمكان كما كان الحال في الماضي أو علي الأقل الحد من الانفاق الهائل من ميزانية الأسرة المصرية علي الدروس الخصوصية فمن غير المعقول أن يبدأ السادة المدرسون واصحاب مراكز الدروس الخصوصية تسجيل طلاب الثانوية بمرحلتيها وانتظامهم في الدروس الخصوصية منذ بداية شهر اغسطس الحالي. من غير المعقول ولا المقبول ان يبدأ الطلاب في نبذ الكتاب المدرسي الذي تكلفه الدولة مئات الملايين ويختزل هؤلاء المدرسون التجار المناهج الدراسية في ملخصات وأوراق يصورها الطلاب الأمر الذي يحول المواد الدراسية إلي كبسولات وقشور لا تصنع عقلا ولا تعلم ولا تربي أجيالا يفترض أن ننافس بهم في التطور العلمي والتكنولوجي والمعرفي في العالم من حولنا! اتصور ان يكون هذا العام الدراسي الجديد هو بداية الإصلاح في المجتمع ليس في مجال التعليم فحسب ولكن في كل المجالات.. فبالتأكيد فإن التعليم هو مشروع مصر القومي والاستثمار فيه يمثل مسألة حياة أو موت للوطن لأنه يتعامل مع النشء والأجيال المتعاقبة منذ الطفولة وحتي سنوات الصبا والشباب بتخريج أجيال تقود المجتمع في كل المجالات فإذا كانت النشأة غير صالحة فإن المجتمع - للأسف - سوف يحصد عناصر تالفة تبدأ من مرحلة التسرب من التعليم وتمتد إلي تخريج أجيال غير قادرة علي مواكبة طموحات الوطن في التنمية والتقدم والرقي. ان مسئولية وزير التربية والتعليم كبيرة وضخمة ولابد أن تجد كل المساندة سواء من الأجهزة الحكومية المعنية ومن أولياء الأمور ومن وسائل الاعلام بعيدا عن المصالح الشخصية وتصيد الأخطاء وهذا وارد في ظل تراكمات فساد وتسيب وتراخ ومطالب واحتياجات ويحاول هذا الوزير ان يصلح من المنظومة وان يعيد دور المدرسة ويصلح من أحوال المعلمين الشرفاء وهذا يتطلب تعاونا وتواصلا وتفاهما من كل الاطراف بحوار وديمقراطية وحسم لا يضر بالكرامة أو الاحترام أو الإنسانية وهذه هي المعادلة الصعبة والاختبار الحقيقي.. ليس للوزير فحسب ولكن لكل المعنيين بالعملية التعليمية ومستقبل الوطن. | |
|
الخميس سبتمبر 16, 2010 11:18 pm من طرف أحمد محمود