وا إسلاماه المدير الإدارى للمنتدى
عدد المساهمات : 886 تاريخ التسجيل : 02/10/2009 نقاط : 7403
| | فضائل صوم 6 من شوال | |
فضائل صوم 6 من شوال
الحمدلله المتفضِّل بالنِّعم، وكاشف الضرَّاء والنِّقم، والصلاة والسلام على النبيالأمين، وآله وأصحابه أنصار الدين. وبعد:
أخي المسلم: لا شك أن المسلم مطالببالمداومة على الطاعات، والاستمرار في الحرص على تزكية النفس.
ومنأجل هذه التزكية شُرعت العبادات والطاعات، وبقدر نصيب العبد من الطاعات تكونتزكيته لنفسه، وبقدر تفريطه يكون بُعده عن التزكية.
لذاكان أهل الطاعات أرق قلوباً، وأكثر صلاحاً، وأهل المعاصي أغلظ قلوباً، وأشد فساداً.
والصوممن تلك العبادات التي تطهِّر القلوب من أدرانها، وتشفيها من أمراضها.. لذلك فإن شهر رمضان موسماً للمراجعة، وأيامهطهارة للقلوب.
وتلكفائدة عظيمة يجنيها الصائم من صومه، ليخرج من صومه بقلب جديد، وحالة أخرى.
وصيامالستة من شوال بعد رمضان، فرصة من تلك الفرص الغالية، بحيث يقف الصائم على أعتابطاعة أخرى، بعد أن فرغ من صيام رمضان.
وقدأرشد صلى الله عليه وسلم أمته إلى فضل الست من شوال، وحثهم بأسلوب يرغِّب في صيامهذه الأيام..
قالرسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كانكصيام الدهر» [رواه مسلم وغيره].
قال الإمام النووي رحمه الله: " قال العلماء: وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشرأمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين..".
ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك: " قيل: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون لهأجر صيام الدهر فرضاً ".
أخي المسلم: صيام هذه الست بعض رمضاندليل على شكر الصائم لربهتعالى على توفيقه لصيام رمضان، وزيادة في الخير، كماأنصيامها دليل على حب الطاعات، ورغبة في المواصلة في طريق الصالحات.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: " فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصيبعده، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفراً".
أخي المسلم: ليس للطاعات موسماًمعيناً، ثم إذا انقضى هذا الموسم عاد الإنسان إلى المعاصي!
بلإن موسم الطاعات يستمر مع العبد في حياته كلها، ولا ينقضي حتى يدخل العبد قبره.. قيل لبشر الحافي رحمه الله: إن قوماً يتعبدونويجتهدون في رمضان. فقال: " بئس القوم قوم لا يعرفونلله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها ".
أخي المسلم: في مواصلة الصيام بعدرمضان فوائدعديدة، يجد بركتها أولئك الصائمين لهذه الست من شوال.
وإليكهذه الفوائد أسوقها إليك من كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله:
إنصيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله. إنصيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائضتكمل بالنوافل يوم القيامة.. وأكثر الناس فيصيامه للفرض نقص وخلل، فيحتاج إلى ما يجبره منالأعمال.
إنمعاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان، فإن الله تعالى إذا تقبلعمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده، كماقال بعضهم: " ثواب الحسنة الحسنةبعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها، كان ذلكعلامةعلى قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها ".
إنصيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، كما سبق ذكره، وأن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائزفيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراً لهذهالنعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب، كان النبيصلىالله عليه وسلم يقوم حتى تتورّم قدماه، فيقال له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر؟! فبقول: «أفلا أكونعبداً شكورا».
وقدأمر الله سبحانه وتعالى عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره، وغير ذلك منأنواع شكره، فقال: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْاللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185] فمن جملة شكرالعبد لربه على توفيقه لصيام رمضان، وإعانته عليه، ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكراًعقيب ذلك.
كانبعض السلف إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح في نهارها صائماً، ويجعل صيامهشكراً للتوفيق للقيام.
وكانوهيب بن الورد يسأل عن ثواب شيء من الأعمال كالطواف ونحوه، فيقول: " لا تسألوا عن ثوابه، ولكن سلوا ما الذي على من وفق لهذا العملمن الشكر، للتوفيق والإعانة عليه".
كلنعمة على العبد من الله في دين أو دنيا يحتاج إلى شكر عليها، ثم التوفيق للشكر عليها نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثان، ثم التوفيقللشكر الثاني نعمة أخرى يحتاج إلى شكر آخر،وهكذا أبداً فلا يقدر العباد على القيام بشكرالنعم.وحقيقة الشكر الاعتراف بالعجز عن الشكر.
إنالأعمال التي كان العبد يتقرب يها إلى ربه في شهر رمضان لا تنقطع بإنقضاء رمضان بلهي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حياً..
كانالنبي صلى الله عليه وسلم عمله ديمة.. وسئلت عائشة - رضي الله عنها -: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص يوماً من الأيام؟ فقالت:" لا كان عمله ديمة. وقالت: كانالنبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان و لاغيرهعلى إحدى عشرة ركعة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقضي ما فاته من أوراده في رمضان في شوال، فترك في عام اعتكاف العشرالأواخر من رمضان، ثم قضاه في شوال، فاعتكفالعشر الأول منه ".
فتاوى تتعلق بالست من شوال
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: هل يجوز صيام ستة من شوال قبل صيامما علينا من قضاء رمضان؟
الجواب: " قد اختلف العلماء في ذلك،والصواب أن المشروع تقديم القضاء على صوم الست، وغيرها من صيام النفل، لقول النبيصلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كانكصيام الدهر». [خرجه مسلم في صحيحه]. ومنقدم الست على القضاء لم يتبعها رمضان، وإنماأتبعهابعض رمضان، ولأن القضاء فرض، وصيام الست تطوع، والفرض أولى بالاهتمام". ( مجموع فتاوى الشيخعبدالعزيز بن عبدالله بن باز:5/273).
وسئلت اللجنةالدائمة للإفتاء: هل صيام الأيام الستة تلزم بعد شهر رمضان عقب يوم العيد مباشرة، أو يجوزبعد العيد بعدة أيام متتالية في شهر شوال أو لا؟
الجواب: " لا يلزمه أن يصومها بعدعيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأصومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتاليةأومتفرقة في شهر شوال حسب ما تيسر له، والأمر في ذلك واسع، وليست فريضة بل هي سنة". ( فتاوى اللجنة الدائمة:10/391 فتوى رقم: 3475).
وسئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: بدأت في صيام الست من شوال، ولكننيلم أستطع إكمالها بسبب بعض الظروفوالأعمال،حيث بقي عليّ منها يومان، فماذا أعمل يا سماحة الشيخ، هل أقضيها وهل عليّ إثم في ذلك؟
الجواب: " صيام الأيام الستة منشوال عبادة مستحبة غير واجبة، فلكأجر ما صمت منها، ويرجى لك أجرها كاملة إذا كانالمانعلك من إكمالها عذراً شرعياً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مرضالعبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً». [رواه البخاري في صحيحه]،وليس عليك قضاء لما تركت منها. والله الموفق". ( مجموع فتاوى سماحةالشيخ عبدالعزيز بن باز: 5/270).
أخي المسلم: تلك بعض الفتاوى التيتتعلق بصيام الست من شوال، فعلىالمسلم أن يستزيد من الأعمال الصالحة، التي تقربهمنالله تعالى، والتي ينال بها العبد رضا الله تعالى..
وكمامرّ معك من كلام الحافظ ابن رجب بعض الفوائد التي يجنيها المسلم من صيام الست من شوال، والمسلم حريص على ما ينفعه في أمردينه ودنياه..
وهذهالمواسم تمرّ سريعاً، فعلى المسلم أن يغتنمها فيما يعوود عليه بالثواب الجزيل،وليسأل الله تعالى أن يوفقه لطاعته..
واللهولي من استعان به، واعتصم بدينه.. وصلىالله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلِّم..
منقوول | |
|
الإثنين سبتمبر 13, 2010 1:05 am من طرف دائمة التفوق