في
عام 1931 بدأت أسرة يرفينج تسمع أصوات غريبة صادرة من العلية (غرفة صغيرة
في السقف) في كوخهم وأسوار مزرعتهم في منطقة داورليش كاشن التابعة لـ دالبي
في جزيرة آيل أوف مان وهي جزيرة ذات حكم ذاتي تقع في بحر أيرلندا بين
بريطانيا وأيرلندا .
كان جيمس إيرفينج وزوجته مارجريت
وابنتهما فويري البالغة من العمر 13 سنة متأكدين من أن هناك حيوان ضخم يعدو
حول المنزل بعيداً عن الأنظار لأن الضوضاء التي كان يصدرها كانت عالية
جداً ، حيث سقطت الأطباق وتحركت الصور المعلقة ومع مرور الوقت بدأ يصدر
هسهسة غريبة وأصوات بكاء. كانت فويري أول من شاهدته وفي أحد المرات قرر
جيمس إيرفينج أن يتفقد المكان ليكون قريباً من مصدر الصوت ، ولدهشته بدأ
المخلوق يقوم بتفاعل ذكي نحوه !
- قرر جيمس إيرفينج تعليم المخلوق بضعة كلمات ، وخلال أسابيع استطاع أن
يتكلم بطلاقة وقال أن اسمه هو جيف Gef وأنه كان نمساً ولد في 7 يونيو 1852
في دلهي في الهند ، وكان بإمكان جيف أيضاً أن يغني مع تعليمات فويري له ،
ولاحظوا تحسن قدرته على الكلام بسرعة وانتشرت شائعات حوله في المنطقة ،
وكان جيف يرفض الظهور أمام عائلة إيرفينج حيث كان معروفاً بمزاجه المتقلب
والصعب لكن عندما هددته إيرفينج بتركه ، هدأت نفسه وتقارب معهم بشكل وثيق
حتى أنه سمح لهم بضربه من خلال ثقب في الجدار. يصف الأب وابنته جيف بأنه له
فرو أصفر اللون وذيل ممتلئ وخطم منبسط.
وفي نهاية المطاف انتشرت قصة جيف
وعلى الرغم من قدوم صحفيين من البر الرئيسي ، فإن العديد منهم لم يتأثر
بهذه الظاهرة حيث اعتقدوا أن فويري هي من كانت تصدر هذه الأصوات.
- وفي عام 1935 تركت عائلة إيرفينج منزلهم حيث اضطروا لبيعه بثمن بخس فخسروا
وذلك بسبب إنتشار سمعة تقول بأن المنزل " مسكون بالأرواح " ، وفي عام 1946
زعمت المالكة الجديدة المزارعة ( ليسلي غراهام ) أنها أطلقت النار على
حيوان غريب اعتقدت أنه جيف وقتلته بينما كان خارج منزلها، كان لون الحيوان
أبيض وأسود وأضخم من النمس المألوف ، لكن فويري الابنة لعائلة إيرفينج كانت
متأكدة من أنه لم يكن جيف .
- ولم تعد فكرة وجود حيوان النمس في جزيرة آيل أوف مان غريبة تماماً كما
كانت منذ أن ظهرت. ففي عام 1912 استورد مزارع محلي مجموعة منها لقتل
الأرانب التي زاد انتشارها في أرضه.
- وبالرغم من أن معظم الباحثين في هذا الوقت كانوا يعتقدون أنه إذا كان هناك
وجود ﻠ جيف فإن عدد منهم رجحوا أن يكون روح شريرة Poltergeists بسبب مزاجه
المتقلب ولأنه كان يرمي الأغراض على الناس وبسبب الكثير من المزاعم التي
دارت حول قواه الخارقة لكن هناك حقيقة واحدة مثيرة للاهتمام وهي وجود
أسطورة غريبة وقديمة في الهند يتناقلها الناس هناك وتقول : " أنه بمرور
الوقت وتحت إشراف معلم جيد ، يمكن تعليم النمس الكلام" .
تحقيقات أجريت الكثير من الدراسات حول موضوع
النمس المتكلم في الوقت الذي كانت فيه عائلة إيرفنج تسكن ذلك الكوخ في
دوارليش كاشن وتسمع أصوات غريبة تأتي من خلف جدران المنزل :
1- تحقيق هاري برايس كان
المحقق الشهير في الظواهر الخارقة هاري برايس أحد الباحثين الذين سافروا
إلى الجزيرة في الثلاثينيات من القرن الماضي بهدف التحقق من هذه الامور
الغريبة وكانت 3 أدلة من آثار المخالب التي خلفها (جيف) والمحفوظة
البلاستيسين (مادة قابلة للتشكيل) من ضمن مهمة التحقيق (إنظر الصورة) ،
وكذلك طبعة من آثار أسنانه ، خضعت تلك الآثار للتقييم من قبل متحف التاريخ
الطبيعي لكنها لم تتطابق مع أي حيوان معروف. لكن برايس فشل في الوصول إلى
أي استنتاج يقترب بالحقيقة أو طريقة لتفسير تلك المشاهدات. في الصورة ترى
غلاف الكتاب الذي يحتوي نص التحقيق الذي أعده هاري برايس وتشاهد في أعلاه
رسم لـ جيف بذيله المنتفخ والشبيه بالنمس بحسب رواية الشهود.
2- تحقيق ناندور فادور لم
يكن برايس الباحث الوحيد في الظواهر الخارقة والذي حقق في موضوع جيف ،
فباحث آخر يدعى ناندور فادور وهو منتدب من قبل المعهد الدولي لأبحاث
الفيزياء ، تأثر فادور بنظريات سيجموند فرويد رائد علم النفس ومن ثم أصبح
محللاً نفسانياً ، وكان صاحب فكرة تفيد بأن الأرواح الضاجة (الشريرة)
Poltergeist هي نتيجة تجلي خارجي لمعضلات تحصل داخل العقل الباطن أكثر من
كونها أرواح هائمة.
- بقي فادور في منزل إيرفنج لمدة أسبوع من دون أن يرى أو يسمع جيف، تحاور مع
العائلة ومع السكان المحليين وخرج من مهمته بإعتقاد مفاده أن القصص التي
سمعها كانت حقيقية حيث اكتشف الأمانة والصراحة والبساطة في أفراد عائلة
إيرفنج كما وجد أنه لا يمكن للخداع المقصود أن يكون حلاً لذلك اللغز الغامض
ومع ذلك لا يعتقد فادور أن جيف كان روحاً شريرة لعدم ملاحظته أية قدرات
نفسية خارقة على أفراد العائلة ، نفى فادور بأن يكون لـ جيف قدرات خارقة
وفي نظره أنه لم يكن سوى حيوان صغير فهو شوهد مسبقاً ولُمس والتقطت له
الصور .
3- تحقيق كريستوفر جوسيف يقوم
الآن كريستوفر جوسيف وهو يعمل كمصنف كتب في المكتبة العليا لجامعة لندن
بإجراء بحث جديد في تلك القضية ولذلك يطلب من السكان المحليين في الجزيرة
بأن يساعدوه للكشف عن الحقيقة بعد دراسته للتحقيقات التي أجراها الباحثون
قبله ، يقول جوسيف :" لم أستطع الوصول إلى قرار نهائي بشأن جيف ، هل هو زيف
؟ أم حقيقة ؟ أم ظاهرة لا تفسير لها "، ويضيف قائلاً: "جرت مقابلة مع
فويري إيرفنج في السبعينيات من القرن الماضي أشارت إلى أنها ما زالت تعتقد
بأن جيف حقيقي وأنه لم يجلب سوى الحظ العاثر لعائلتها ولذلك تمنت لو لم أنه
يأت من الأصل للبقاء معهم ، كان إنطباعي لدى قراءة تلك السطور من الأرشيف
هو أن عائلة إيرفنج لم تنتفع من الشهرة بل على العكس حولت الحشود الغفيرة
من الفضويين حياتهم إلى بؤس، وكذلك ادعى البعض أن القصة مفبركة من أساسها
بواسطة الابنة فويري، لكنني لا أعتقد بأنها كانت قادرة على استغباء أبيها
وأمها الذين كانوا شديدي الإيمان حول مزاعمهم بوجود جيف ، كما أن جيمس
إيرفنج الأب ارسل إلى المحقق هاري برايس مذكرات تصف أفعال جيف خلال عدد من
السنوات ، وأميل شخصياً إلى إعتبار القضية تجلي لروح ضاجة شبيهة بما حدث في
قضية إنفيلد في السبعينيات ، حيث كانت الأغراض تتطاير وكانت تسمع فيها
أصوات نقرات وخربشات ، وصوت يبدأ كصوت جلبة حيوانات ما يلبث أن يتحول بسرعة
إلى كلام بشر حينما يبدا التعلم بسرعة ، وتجدر الملاحظة أن فتاة كانت محور
تلك الأحداث في كلتا القضيتين".
رأي المتشككين إن
الإنتشار الواسع للقصة في بريطانيا في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي
يعود إلى التغطية الصحفية الشاملة ، لكن يبدو أنه لم يدعي أحد من الناس
سماع أو حتى رؤية جيف وهو يتكلم باستثناء أفراد عائلة إريفنج أنفسهم (رغم
أن بعض الجيران زعموا أنهم سمعوا "أصوات ضجة غريبة" خارج منازلهم) ،
والدليل المادي الوحيد الذي يدعم وجود جيف هو آثار أقدامه والتي لم يكن
أياً منها يخص أي نوع من حيوان النمس، في حين ظهرت صورة واحدة فقط قيل أنها
تظهر دليلاً على وجوده (أنظر الصورة المبينة إلى اليسار ).
- والآن لم يعد لكوخ عائلة إيرفنج السابق وجود بعد أن هدمت داورليش كاشن بما
فيها ، وتوفيت فويري إيرفينج في عام 2005 و في مقابلة نشرت في آخر حياتها
وما زالت تصر على أن جيف لم يكن من صنع خيالها أو ابتداعها أبداً.
قطة تتكلم ؟!في صيف 2006 انتشر خبر حول قطة اسمها
"بوسي" قيل أنها تتكلم لغة البشر وتربيها سيدة مصرية ، و زعم أن جريدة
الأسرار الكويتية نشرت خبرها ، والخبر منتشر على صفحات عدد كبير من
المنتديات الإلكترونية وما زال ينتشر . وقيل أن الأزهر أمر فعلاً بقتل
القطة مع أنني لم أعثر على مصدر إخباري موثوق واحد يشير إلى فتوى الأزهر
تلك ؟!
- وبعد سنة من ذلك قام المذيع المعروف طارق علام بإجراء مقابلة تلفزيونية مع
صاحبة القطة لإختبار قدرة قطتها المزعومة، ثم نشرت تلك المقابلة بشكل مقطع
فيديو على موقع يوتيوب .وتجدر الملاحظة بأن صاحبة القطة كانت تناديها باسم
يختلف عن الاسم الذي نشرته جريدة الأسرار الكويتية وهو "ميشو"، ولم أسمع
في الفيديو سوى أصوات لا تتعدى مواء القطط المألوف ، فأين هذه القدرة
العجيبة في هذه القطة ؟ القطة كانت خائفة ومتوترة وربما قلل ذلك من إظهارها
لقدرتها مع أصحابها. ولكن لا يوجد دليل يعتمد عليه وعلى هذا أعتبر الخبر
كاذباً إلى أن يثبت عكس ذلك ، على أية حال اسمع واحكم بنفسك.
الخميس يوليو 29, 2010 11:45 am من طرف الماجيك707