منذ مئات السنين تنبأ الأديب اليونانى الشهير «سوفوكليس» بنبوءة نقلها عنه
أديبنا توفيق الحكيم فى مسرحية «براكسا». وهى «ربما يأتى يوم وتحكم فيه
النساء العالم». هذه النبوءة كانت الأكثر غرابة فى ذلك الوقت ولكن ها هى
تتحقق على أرض الواقع بوصول أكثر من ١٥ امرأة إلى سدة الحكم، فى أوروبا
وأمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا، فى الأرجنتين (الرئيسة كريستينا
فرنانديز دى كيرشنر)، وتقود ألمانيا (المستشارة أنجيلا ميركل)،
وفى فنلندا (الرئيسة تارجا هالونين)، تشيلى (الرئيسة ميشيل باشيليت)،
أيرلندا (مارى ماكاليس)، ليبيريا (ألين جونسون)، الفلبين (غلوريا أرويو)،
نيوزيلندا (هيلين كلارك)، موزمبيق (لويزا ديوجو)، ساوتاومى وبرنسيب (ماريا
دوكارمو سيلفييرا)، كوريا الجنوبية (هان يونغ - سان)، بنجلاديش (خالدة
ضياء) ولاتفيا (فايرافايك - فريبرجا)... أما الوزيرات فقد أصبح عددهن أكثر
مما يمكن حصره فى وريقات معدودة.
وهذا التقدم النسائى نحو الحكم بدأ منذ ستينيات القرن الماضى حين لمعت على
الساحات المحلية، والإقليمية، والدولية أنديرا غاندى فى الهند، وتوالت
النساء القويات فى شبه القارة الهندية: بناظير بوتو فى باكستان، خالدة
ضياء الحق، وحسنية وأجد من بنجلاديش، شاندرايكا كوماراتينجا من سريلانكا.
وفى أوروبا كانت «مارجريت تاتشر»، رئيسة وزراء بريطانيا، والتى حكمت بقبضة
فولاذية بلادها على مدى ١١ عاما من ٧٩-٩٠، أول امرأة يتم انتخابها رئيسة
وزراء فى بلد أوروبى.
أما عبر التاريخ، فقد حفظت صفحاته أسماء عدد من الملكات القويات اللاتى
قدمن لبلادهن إنجازات عظيمة أمثال: حتشبسوت فى مصر الفرعونية وبلقيس فى
اليمن وزنوبيا فى بلاد الرافدين.
ولقد أعلن الأمريكى تيد تيرنر، مؤسس قناة «سى إن إن»، عن تفضيله حكم النساء
قائلاً: «لو أتيحت للنساء السيطرة على العالم فسيصبح أكثر أمنا وازدهارا
وعدالة فى فترة زمنية وجيزة».
لقد جرب العالم حكم الرجال على مدى تاريخه، وها هو العالم يدخل تجربة جديدة
قد يتم تعميمها فى القرن الواحد والعشرين.. وخلال السنوات القليلة
القادمة سيشكو الرجل من أنه أصبح من الأقليات التى لا تمثل فى المجالس
النيابية دون كوتة يقررها المجلس الحاكم الذى سيكون وقتذاك كل أعضائه من
النساء!
الإثنين يوليو 26, 2010 3:47 pm من طرف احلى بنوتة