أبدع المنتخب المصري أمام نظيره البرازيلي ، لكنه خسر 4/3 في الدقيقة الأخيرة من المباراة التي أقيمت بينهما اليوم الاثنين في افتتاح المجموعة الثانية ببطولة كأس العالم للقارات التي تقام في جنوب أفريقيا حاليا استعدادا لاستضافة مونديال 2010 في جنوب أفريقيا.
وكان المنتخب المصري في طريقه لتحقيق تعادل تاريخي مع نجوم السامبا ، ولكن ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم الإنجليزي هاورد ويب لصالح الفريق البرازيلي في الدقيقة الأخيرة من المباراة حرمت الفراعنة من تحقيق الحلم.
ونال المنتخب المصري احترام العالم من خلال الأداء القوي والرائع الذي قدمه أبناء الفراعنة على مدار 90 دقيقة كاملة رقصوا فيها السامبا البرازيلية لدرجة أنهم نجحوا في هز الشباك البرازيلية ثلاث مرات. وجاءت إحصائية المباراة لتثبت أن المنتخب المصري كان متسيدا للمباراة بشكل كبير خاصة وأن نسبة استحواذه في النهاية كانت 53 % مقابل 47 % لصالح المنتخب البرازيلي.
بدا المنتخبان مندفعين للتسجيل منذ الدقائق الأولى للقاء، إذ شهدت الربع ساعة الأولى تسجيل 3 أهداف، إلى جانب العديد من الفرص الخطرة. ولم يصمد الدفاع المصري طويلاً، إذ سرعان ما أحرز كاكا الهدف الأول للبرازيل بعدما تلاعب في الدفاع وسدد كرة في الزاوية اليسرى لمرمى الحضري الذي لا يسأل عن الهدف (4)، لكن محمد زيدان رد سريعاً بهدف أحرزه برأسه بعد تلقيه عرضية رائعة من محمد أبو تريكة (7).
فرحة "الفراعنة" بالتعادل لم تدم طويلاً، إذ نفذ ايلانو ضربة حرة وصلت الكرة من خلالها إلى رأس لويس فابيانو الذي لم يجد صعوبة تذكر في إسكانها شباك الحضري وسط سوء تغطية وائل جمعة (11). بعدها، نجح الدفاع المصري في امتصاص حماسة "راقصي السامبا" الذين فشلوا في اختراق منطقة الجزاء، فيما اكتفى المصريون بالتمريرات البينية القصيرة في وسط الميدان، ولم يشكلو أدنى خطر على مرمى حارس انتر ميلان الإيطالي جوليو سيزار.
وحصل "الفراعنة" على أول ضربة ركنية لهم بعد توغل أبو تريكة في الجهة اليسرى قبل أن يبعد ايلانو الكرة من أمامه، لكن المصريون أساءوا استغلالها بعدما خطف كاكا الكرة وكاد ينفرد بعصام الحضري لولا تدخل الدفاع في اللحظة الأخيرة (19).
بعدها، استحوذت البرازيل على الكرة وانحصر اللعب في نصف الملعب المصري، ما اضطر المدافيعن لارتكاب بعض الأخطاء التي تحصل حامل اللقب من أحدها على ركلة حرة مباشرة على مشارف منطقة الجزاء، سددها ايلانو في أحضان الحضري (25).
واستفاق "الفراعنة" من التقوقع الدفاعي، فحضّر محمد زيدان كرة على طبق من ذهب لأبو تريكة المتواجد في منطقة الجزاء، لكن الأخير لم ينجح في تغيير مسارها إلى شباك سيزار لتتحول إلى ضربة مرمى (27). ثم توغل محمد فتحي في نصف الملعب البرازيلي، وسدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء مرت بجوار القائم الأيمن (28)، أتبعها حسني عبد ربه بتسديدة ضعيفة أمسكها سيزار بسهولة (29).
وتلاعب أبو تريكة بايلانو في منطقة الجزاء، وكاد يسدد في المرمى المشرع أمامه لولا تدخل لاعب الوسط البرازيلي في اللحظات الأخيرة (33). وتحسن أداء أبطال إفريقيا في الربع ساعة الأخير من الشوط الأول بعد تحررهم من الانكماش الدفاعي وتألق أحمد حسن وأحمد فتحي في وسط الملعب، لكن جهودهم ذهبت أدراج الرياح بعدما سجل مدافع روما جوان الهدف الثالث لـ "راقصي السامبا" بعدما حول ضربة ركنية إلى هدف مستغلاً سوء التغطية الدفاعية (37).
وقبل لحظات من نهاية الشوط الأول، رفع سيد معوض المندفع من الجبهة اليسرى كرة بالمقاس على رأس حسني عبد ربه، لكن الأخير أطاح بها فوق المرمى. ومع انطلاق الشوط الثاني، أظهر "الفراعنة" وجهاً مغايراً عن ذلك الذين قدّموه في الشوط الأول، إذ بدت هجماتهم أكثر تنظيماً مع تقدم الأظهرة والأجنحة على الأطراف، وأصبح دفاعهم أكثر انضباطاً وشراسة في مواجهة الهجمات البرازيلية.
ودفع حسن شحاتة بأحمد عيد عبد الملك بدلاً من أحمد حسن لتعزيز وسط الميدان (51)، فرفع البديل كرة رائعة في أولى لمساته تكفل الدفاع في إبعادها. وقدمت مصر لمحة مهارية رائعة عندما استخلص لاعبها الكرة من مدافعي البرازيل، ثم مرر كرة رائعة إلى سيد معوض الذي عكسها بدوره إلى محمد شوقي، وسدد الأخير كرة لا ترد عانقت الشباك البرازيلية (54).
وسجل محمد زيدان المتواجد في منطقة الجزاء هدف التعادل بعدما تلقى كرة رائعة من أبو تريكة، أسكنها في شباك سيزار (55). خطورة البرازيليين غابت تماماً في الربع ساعة الأولى من الشوط الثاني، فظهروا شبح الفريق الذي قدم شوط أول ممتاز، واضطروا للتراجع إلى الخلف خوفاً من هدفٍ مصري رابع يضعهم في موقف محرج كأبطال للبطولة.
على الجانب الآخر، بدا نجاح تغييرات حسن شحاتة جلياً على أداء أبطال إفريقيا الذين تحركوا بشكل ممتاز على الأطراف بعد دخول أحمد عيد عبد الملك وتحرر أبو تريكة على الجهة اليسرى من الميدان، وشكل ثنائياً خطيراً مع مهاجم بروسيا دورتموند الألماني محمد زيدان.
وأنقذ عصام الحضري مرماه من هدفٍ محقق بعدما انتزع الكرة من بين أقدام كليبر الذي انفرد بالمرمى المصري عقب خطأ دفاعي من هاني سعيد (77). ثم مرر أحمد المحمدي - بديل حسني عبد ربه - كرة جميلة إلى أحمد عيد عبد الملك الذي سددها قوية في أحضان سيزار (80)، قبل أن يطيح أحمد فتحي بكرته القوية فوق العارضة (83).
واحتسب الحكم ركلة جزاء لـ "راقصي السامبا" بعدما أبعد أحمد المحمدي الكرة من على خط المرمى بيده، ترجمها كاكا إلى هدف (93). وفيما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، سدد أحمد عيد عبد الملك كرة قوية كادت تمنح المصريين التعادل، لكن سيزار أنقذها بصعوبة مانحاً البرازيل نقاط اللقاء الثلاثة.
الأحد أكتوبر 10, 2010 10:40 pm من طرف دائم التفوق