ابن العميد عضو مرشح للإشراف
عدد المساهمات : 577 تاريخ التسجيل : 01/08/2009 نقاط : 6435
| | الكتاب خير صديق | |
خليلي كتابي لا يعاق وصالي وإن قَلَّ لي مال وولى جماليا كتابي عشيقي حين لم يبق معشق أغازله لو كان يدري غزاليا كتابي جليسي لا أخاف مِلاله محدث صدق لا يخاف مِلاليا كتابي بحر لا يغيض عطائه يُفيض علي المال إن غاب ماليا كتابي دليل لي على خير غاية فمن ثم إدلالي ومنه دلاليا. ____________
لا شيء أنفع من كتاب يُدرَسُ فيه السلامةُ وهو خِلّ مُؤنِسُ رسم يفيدك ما يفيد ذوو النُّهى أعمى أصم عن الفواحش أخرسُ ___________
نعم النَّديم إذا خلوت كتاب إنْ خانك النُّدماءُ والأصحابُ فأبحه سرك قد أمِنت لسانهُ أو أن يغيبك عنده مغتابُ وإذا هفوت أمِنت غرب لسانه إن العتاب من النَّديم عذابُ __________
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي من وصل غانية وطيب عِناقِ وتمايلي طربا لحل عويصة أشهى وأحلى من مُدامة ساق وصرير أقلامي على أوراقها أحلى من الدوكاء والعشاق ألذ من نقر الفتاة لدُفها نقري لألق الرمل عن أوراقي يا من يحاول بالأماني رتبتي كم بين مستفل وآخر راق أأبيت سهران الدجى وتبيته نوما وتبغي بعد ذلك لِحاقي ___________
يقول الإمام ابن حجر -رحمه الله- في معجمه : إنه قبل احتراق كتبه كان مستقيم الذهن , ولما احترقت كتبه أنشده شيخنا من نظمه مخاطباً له :
لا يزعجنك يـا سراج الدين إن لعبت بكتبك ألسن النيران لله قـد قربتـها فتقبلـــت والنار مسـرعة إلى القربان
__________
وفَقْدُ الكتاب كفقد الصواب فيا هول من قد أضاع الكتب ___________
وما على وجه الأرض أشقى من محب وإن وجد الهوى حلو المذاقِ تراه باكيا في كل حين مخافة فُرقة أو لاشتياقِ فيبكي إن نأوا شوقا إليهم ويبكي إن دنوا خوف الفراقِ ___________
وأيضا أن أحد العلماء كان له قراطيس مملوءة علم فكانت موضوعة في منزله، فكان لجيرانه شاة، فعدت هذه الشاة على منزل صاحبنا فأتت فأكلت قراطيسه وأوراقه، فدخل عليها فوجد أن علمه الذي كتبه قد ذهب، فقال لأهل هذه الشاة: قل لبغاة الآداب ما وصلت منها إليكم فلا تضيعوها ضمنوا علمها الدفاتر والحبر بحسن الكتاب أو عوها إن اشتريتموا يومًا لأهلكم شاة لبوناً فلا تجيعوها فإن عجزتم ولم يكن علفاٌ يشبعها عندكم فبيعوها __________
ولهذا كان أحدهم يقول ويكتب على كتابه: كم من كتاب سهرت في طلبه وكنت من أبخل الخلائق به حتى إذا مِتُّ وانقضى أجلي صار لغيري وعُدَّ من كتبه____________
قال صاحب (خلاصة الأثر) في ترجمة درويش بن محمد بن علي: كان قبل يوم موته بأيام عَمَّر في داخل بيته بمحلة التعديل بيتا صغيرا وسمى هذه الغرفة "بيت الفتاوى وخزانة الكتب"، فجمع فيها جميع كتبه، ثم أقبل عليه وهو يقول: أقلبها حفظا لها وصيانة فيا ليت شعري من يقلبها بعدي
__________
قال ابن خلكان في ترجمة الشريف المرتضى أبي القاسم علي بن الطاهر ت (436) في كتابه: ((وفيات الأعيان)) : ((حكى الخطيب أبو زكريا يحيى بن علي التِّبْريزي اللغوي، أن أبا الحسن علي بن أحمد ابن علي بن سلَّك الفالي الأديب، كانت له نسخة بكتاب ((الجمهرة)) لابن دُرَيْد في غاية الجَوْدَة، فدعته الحاجة إلى بيعها فباعها، واشتراها الشريف المرتضى أبو القاسم -المذكور- بستين دينارًا، وتصفَّحها فوجدَ بها أبياتًا بخط بائعها أبي الحسن الفالي، وهي: أنِسْتُ بها عِشرينَ حولاً وَبِعْتُها لقد طالَ وَجْدي بعدَها وحنيني وما كان ظَنِّي أَنَّني سأَبيعها ولو خلَّدتني في السجون ديوني ولكن لضعفٍ وافتقارٍ وصِبْيَةٍ صِغارٍ عليهم تَسْتَهِلُّ شُؤوني فقلتُ ولم أَمْلك سوابق عَبْرةٍ مقالة مكويِّ الفؤادِ حَزِينِ : ((وقد تُخرجُ الحاجاتُ يا أمَّ مالكٍ كرائمَ من ربٍّ بهنَّ ضنينِ)) اهـ
ذهب الناس فانفرادي أنيسي وكتابي محدثي وجليسي صاحب قد أمنت منه ملالاً واختلالاً وكل خلق بئيس ليس في نوعه بحي ولكن يلتقي الحي منه بالرموس __________
أجود بجل مالي لا أبالي وأبخل عند مسألة الكتاب وذاك لأنني أنفقت حرصا على تحصيله شرف الشباب وأنشد الحسن بن علي لبعض أصحابنا : أيها المستعير مني كتابا إرض لي منه ما لنفسك ترضى لا ترى رد ما أعرتك نفلا وترى رد ما استعرتك فرضا ____________
أنشد أبو محمد عبد الله بن نصر السويدي من أهل آذربيجان لنفسه من لفظه وكتب لي بخطه : أعر صديقك ما حصلت من كتب تفز بشكر أريج النشر عن كثب فإن أعاروك فارددها على عجل حتى تعار بلا منع ولا نصب ___________ ما بال كتبي في يديك رهينة حبست على كر الزمان الأول فأذن لها في الإنصراف فإنها كنز عليه إذا افتقرت معولي ولقد تعنت حين طال ثوائها طال الثواء على رسول المنزل
____________
قال أحمد بن المظفر بن عبد الحميد لمسافر بن محمد البلخي : أجود بجل مالي لا أبالي وأبخل ثم مسألة الكتاب وذلك أنني أفنيت فيه عزيز العمر أيام الشباب
___________
وقال أبو سعد منصور بن محمد العاصمي لنفسه: لا تستعر شيئين مني صاح وسواهما فاطلب تفز بنجاح أما الكتاب فإنه لي مؤنس وإعارة المركوب فهو جناحي
وقال أبو عمرو عثمان بن أبي بكر بن محمد الحراني املاء بنواحي النعمانية على الفرات لبعضهم : لا تعيرن دفترا لا بوجه ولا سبب كم كتاب أعرته زعموا أنه ذهب فإذا ما طلبته أوجب الصد والغضب
__________
و أنشد محمد بن خلف بن المرزبان قال أنشدت: أعر الدفتر للصاحب بالرهن الوثيق إنه ليس قبيحا أخذ رهن من صديق
____________
و أنشدنا أبو الحسين بن الطيوري لبعضهم ببغداد : جل قدر الكتاب يا صاح عندي فهو أعلى من الجواهر قدرا لست يوما معيره من صديق لا ولا من أخ يحاول غدرا ما على من يصونه من ملام بل له العذر فيه سرا وجهرا لن أعير الكتاب إلا برهن من نفيس الرهون تبرا ودرا م ن ق و ل
| |
|