برهوم ينفي أي وجود لتنظيم «فتح الإسلام» في قطاع غزة
غزة: صالح النعامي
قالت
حركة حماس أن الحكومة الاسرائيلية لديها مخطط لإسقاط حكومتها في غزة عبر
الجمع بين تنفيذ العمليات العسكرية والضغوط الاقتصادية. وأوضح فوزي برهوم
الناطق بلسان الحركة في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» أن عمليات التوغل
اليومية التي تنفذها القوات الاسرائيلية وعمليات الاغتيال التي تستهدف
قادة ونشطاء جهازها العسكري وفصائل المقاومة الأخرى، تأتي بهدف إلحاق ضربة
بالحركة ووجودها في قطاع غزة. وتعقيباً على ما صرح به صباح امس الوزير
الاسرائيلي جدعون عيزرا بأنه من غير المستبعد أن تستهدف اسرائيل القادة
السياسيين لحماس، اشار برهوم الى أنه سبق لإسرائيل أن هددت بتصفية رئيس
المكتب السياسي للحركة خالد مشعل ورئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية،
مذكرا بأن اسرائيل كانت قد اغتالت مؤسس الحركة وقائدها الشيخ أحمد ياسين
وكذلك خليفته عبد العزيز الرنتيسي في غضون شهر واحد، ولم يؤد ذلك الى
تراجع الحركة، بل الى تعاظم قوتها.
واضاف برهوم ان «اسرائيل تريد التخلص من وجود حماس في غزة لأنها توفر
شرعية ومظلة للمقاومة»، مشيراً الى دور السلطة الفلسطينية المتواطئ في
المخطط الإسرائيلي. وتابع القول أن ايجاد الترويكا الأمنية التي يشارك في
عضوتها كل من رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ووزير الدفاع الاسرائيلي
ايهود باراك وممثل اللجنة الرباعية توني بلير يهدف الى مأسسة الحرب ضد
حماس؛ الى جانب التنسيق الأمني الذي تقوم به الأجهزة الأمنية بشكل يومي مع
اسرائيل والمتمثل في ملاحقة عناصر حماس واغلاق مؤسساتها. وقال برهوم إن
المنسق الامني الاميركي كيت دايتون يقوم بشكل دوري بزيارة مدن الضفة
الغربية للتأكد بنفسه من فعالية الإجراءات التي تقوم بها السلطة ضد حماس.
من ناحية ثانية اشار برهوم الى أن حركته لم تقترح التوصل لهدنة مع
اسرائيل، موضحاً في الوقت ذاته أن حماس بإمكانها دراسة التوصل لـ«تهدئة»
فقط في حال وافقت اسرائيل على وقف عدوانها على الشعب الفلسطيني ورفعت
الحصار عنه. وكان جدعون عيزرا الذي شغل في الماضي منصب نائب رئيس
المخابرات الاسرائيلية الداخلية «الشاباك» قد اكد ان التوصل إلى هدنة أو
إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس في قطاع غزة، لا يعني، بأي حال من
الأحوال، أن تتوقف إسرائيل عن تنفيذ عمليات اغتيال للنشطاء الفلسطينيين،
من مختلف التنظيمات المسلحة. وأضاف، في مقابلة مع الإذاعة الاسرائيلية
باللغة العبرية إنه «يتحتم أولاً، وقبل كل شيء، أن تمنع حماس إطلاق
الصواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية، ولجم الفصائل التي تعمل على ذلك،
ومنعها من القيام بأعمال تخريبية ضد الأهداف الإسرائيلية». وتابع «ولكن
حتى لو نفذت حماس هـذا الشرط، فإن هذا لا يعني أن يتوقف الجيش الإسرائيلي
عن عمليات الاستهداف المركزة للناشطين الفلسطينيين، خصوصاً أن لدى
الـمخابرات الإسرائيلية، معلومات مؤكدة تفيد بأن نشطاء الفصائل يخططون
لتنفيذ عمليات ضد أهداف اسرائيلية».
واضاف «إن استهداف القادة السياسيين لحركة حماس ما زال وارداً جداً، وإن
الجيش الإسرائيلي لن يتورع عن القيام بهذه الأعمال حتى في ظل أية هدنة
محتملة». وأشار عيزرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية ترفض إجراء المفاوضات
المباشرة أو غير المباشرة مع حماس، لأنها اليوم ترى في الرئيس محمود عباس
(ابو مازن) ورئيس حكومته سلام فياض، الجهة الرسمية الفلسطينية التي تتمتع
بشعبية وبمصداقية ومقبولة على الجانب الإسرائيلي.
على صعيد اخر، نفى برهوم الاتهامات التي وجهها الناطق بلسان حركة فتح احمد
عبد الرحمن لحركته بأنها سمحت لمجموعة من تنظيم «فتح الاسلام» بالعمل داخل
غزة. وقال برهوم ان اتهامات عبد الرحمن تهدف الى «استعداء العالم على حركة
حماس من خلال مثل هذه الاتهامات الباطلة والمضللة». واشار برهوم الى أن
عبد الرحمن يرأس لجنة «الإشاعة» التي شكلتها حركة فتح التي حصلت على مبلغ
800 الف دولار من الولايات المتحدة لتمويلها، وينحصر دورها في اثارة
الاشاعات ضد حماس بهدف تشويه سمعتها. واضاف أنه سبق لفتح أن اتهمت
العالقين على معبر رفح بأنهم كانوا يتلقون التدريبات العسكرية في ايران
وسورية ولبنان. وشدد على أنه لا وجود بالمطلق لجماعة «جيش الاسلام» في
غزة. وكان عبد الرحمن حمل حماس وما سماها بـ«حكومة الانقلاب والمليشيات
التابعة لها» مسؤولية تسلل هذه المجموعة إلى قطاع غزة، وما يمكن أن يسفر
عنه من تداعيات ونتائج تضيف المزيد من المآسي، وتعطي ذرائع إضافية
للاحتلال الإسرائيلي لتشديد الحصار على شعبنا في القطاع وتشجع إسرائيل على
ارتكاب المزيد من الاجتياحات وأعمال القتل والتنكيل بشعبنا.