عودة الحجاب
الحمد لله الذي لا غالب سواه .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد .
فهذه قذائف وصفعات البرهان .. على وجوه عبيد الشيطان وآل البهتان .. أستعرض خلالها صفحات من كتاب الشيخ العلامة الدكتور : محمد بن إسماعيل المقدم .. والذي ضاق بكتابه هذا حزب الشيطان فعملوا على محاربته ومنعه بكل سبيل .. فهم لا يستطيعون له ردا وما يستطيعون .. فلجأوا إلى الطريقة الفرعونية في المناظرة .. وطريقة فرعون في المناظرة خبرها كما تعلم أيها القارئ النبيه في سورة الشعراء .. قال تعالى : ( قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ {23} قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ {24} قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ {25} قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ {26} قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ {27} قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ {28} قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ) .. تأمل الآيات لتعلم أن سبيل المؤمنين في المناظرة عرض الأدلة التي يغلب نورها نور الشمس والقمر .. وسبيل المجرمين كما تلاحظ هو الإعراض والالتفات وإلقاء التهم أو التهديد والوعيد ..
ولإتمام الفائدة أقف مع المناظرة السابقة وقفة سريعة لنتدبر ولنستفيد .. فرعون يسأل فيأتيه الجواب مباشرة بلا حيدة عن الموضوع .. فانظر إليه وهو يلتفت فيقول لمن حوله ( ألا تستمعون ) . فانظر إلى موسى عليه السلام كيف أنه لم يلتفت معه ولكنه عاجله بقذيفة أخرى مباشرة فقال له كما أخبرنا العليم الخبير : ( رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ) .. فبماذا أجاب فرعون .. ( قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ) .. أجاب بالطريقة الفرعونية القديمة الحديثة .. طريقة إلقاء التهم ومحاولة تبشيع المخالف أمام الجمهور ومحاولة تشويه صورته .. فانظر إلى موسى عليه السلام كيف لا يلتفت إليه ولا يبالي باتهامه بالجنون .. ولا يترك موضوع المناظرة ليدخل في محاولة إثبات أنه غير مجنون وأن فرعون قد أساء إليه وأن وأن ... لا . المناظرة في اتجاه واحد لا نحيد عنه .. فعاجله موسى عليه السلام بقذيفة أخرى كما قال الله تعالى .. ( قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُون ) .. وهنا اغتاظ المجرم الأثيم .. وضاق صدره بثبات موسى على الحق وعدم استجابته لمحاولات فرعون الفاشلة لجره إلى مهاترات ومناقشات خارج صلب الموضوع ليشوش عليه وعلى من يسمع .. فلجأ إلى الأسلوب الفرعوني الآخر .. ( قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ) .. إنه التهديد والوعيد .. إنه السجن والمنع والاعتقال .. إنه حظر الكلام وتكميم الأفواه .. إنه منع الكتاب ومحاربته وسحبه من الأسواق والمكتبات .. إنه وبكل بساطة اللجوء إلى ( ميراث الطواغيت ) تماما كما قال ربنا : (أتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ {53} فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ {54} وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ {55} وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {56} مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ {57} إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ {58} فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ {59} فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ {60} ) .
يا أعدائي وأعداء أمتي .. يا من تكرهون وتعادون كل جميل .. يا أحفاد فرعون المجرم الأثيم .. يا أحفاد قوم لوط إذ ثبتت طهارته فكان من المخرجين .. كفوا عنا شروركم ..
أيها الأخوة الأحباب .. أخواتي الكريمات .. يا مريد الحق .. يا من تبحث عن الحقيقة التي لا يزيغ عنها إلا هالك .. يا من تحير واضطرب .. وكاد يزيغ عن الطريق وكاد يصاب بالعطب .. أهدى إليك هذا الموضوع .
وللكلام بقية