شىء صعب أن تكتفى بالجلوس فى مقاعد المتفرجين لمتابعة كأس العالم كمشاهد عادى، تبدى توقعاتك وتشجع منتخباً غير منتخب بلدك، رغم أن منتخبنا بقيادة القدير حسن شحاتة كان الأجدر بأن يكون أحد ممثلى أفريقيا فى المونديال، وأستطيع أن أؤكد بعد متابعة مباريات الدور الأول أن منتخب مصر أفضل بكثير من المنتخبات المشاركة، وغياب بطل أفريقيا ثلاث مرات متتالية يعد خسارة للقارة السمراء، ولكنها كرة القدم ساحرة مستديرة تعطى أحيانا لمن لا يستحق.

بعد أربع سنوات من فوزه بكأس العالم بألمانيا ظهر منتخب إيطاليا كالرجل العجوز الذى أنهكه المرض، ولم يعد قادراً على الحفاظ على لقبه وسط صراع العديد من القوى لتنحيته والإطاحة به من عرشه، والسؤال: هل يدفع منتخب الآزورى ثمن غرور المدرب مارشيللو ليبى بعد إطاحته بالعديد من عناصر الخبرة الذين حققوا اللقب، وفى مقدمتهم صخرة الدفاع إليساندرو نيستا وتوتى وكاسانو وميكولى؟

المستوى الذى ظهر به بطل العالم فى الافتتاح يؤكد أن ليبى أخطأ، وأن أسهم النقد التى وجهت إليه قبل انطلاق المونديال كانت على صواب، ومع ذلك ربما تشهد الجولتان المقبلتان انتفاضة لمنتخب الأزورى، خاصة أنه يملك الثنائى الرائع انطونيو دى ناتالى وجيلاردينيو.

من منا لا يعشق المنتخب الإسبانى، وينتظر أن يستمتع بأدائه فى المونديال وسط توقعات بأن يكون بطل أوروبا أحد طرفى النهائى. والمنتخب الإسبانى لن يجد صعوبة فى تخطى مجموعته الثامنة، ومشواره الحقيقى سيبدأ فى دور الـ١٦، حيث من الممكن أن يواجه البرازيل فى نهائى مبكر أو يلتقى البرتغال فى موقعة لن تكون سهلة أيضا،

وعموما أرى أن حظوظ إسبانيا فى الفوز بالبطولة كبيرة للغاية فى ظل وجود النجوم كارلوس بويول وجيرارد بيكيه وسيرجيو وتشافى هيرنانديز وأندرياس إنيستا وبيدرو رودريجيز نجوم فريق برشلونة الذى أبهر العالم بإنجازاته، وأدائه الراقى، وهؤلاء مع المهاجم الخطير ديفيد فيا الذى انضم مؤخرا لبرشلونة من فالنسيا ومعهم الحارس العملاق إيكر كاسياس والداهية توريس سيكونون قادرين على نيل إعجاب العالم.

■ مارادونا الذى يتمتع بموهبة خارقة أبهر بها العالم أجمع كلاعب سجل اسمه بأحرف من ذهب فى سجلات التاريخ لم تتخل عنه الطبيعة أيضا كمدرب ومنحته مجموعة من المواهب لا يمكن أن تتكرر مرة أخرى، ففى الهجوم يملك ميسى وهيجوين وتافيز ثلاثى هدافى دوريات أوروبا برصيد ٨٢ هدفا، وففى الوسط ماسكيرانو وفيرون ولا بوريتا جوناس جوتييريز ودى ماريا وفى الدفاع جابرييل هاينزه وديميكليس ووالتر صامويل والحارس سيرجيو روميرو.

كل هؤلاء النجوم قادرون على تأهيل الأرجنتين للمنافسة على اللقب، ورغم الفوز الأول لراقصى التانجو على نيجيريا بهدف نظيف فى استهلال مشواره بالبطولة فإن الأداء جاء غير مقنع، ولم يظهر الساحر ميسى بمستواه الحقيقى بعد، وأعتقد أنه أمام فرصة ذهبية لينهى الجدل التاريخى حول من الأفضل: مارادونا أم بيليه وذلك بقيادة منتخب بلاده للكأس، وبالتالى سيكون الأفضل بعد إنجازاته الهائلة مع برشلونة.

الديوك الفرنسية لن تصيح فى جنوب أفريقيا، فوصيف بطل العالم حضر للتنزه فقط فى أفريقيا دون أن تكون له حظوظ فى المنافسة على اللقب، وأداء فرنسا المتواضع أمام أوروجواى لم يكن مفاجأة بالنسبة لى، فمنتخب فرنسا تعثر فى التصفيات وتأهل فى الملحق، كما أن مدربه دوميعيب الذى يحصل دائما فى استطلاعات الرأى على الأكثر كرها بين المدربين فشل فى تعويض غياب النجوم الكبار أصحاب الخبرة مثل الأسطورة زيدان وفييرا وماكليلى وتوران وبارتيز، واستعان بمجموعة من الشباب يملكون الموهبة، ولكن ينقصهم الانسجام، وعلى الفرنسيين أن يبدأوا من الآن الإعداد لمونديال ٢٠١٤، فشمسهم لن تستطع فى سماء أفريقيا.

بلاد «الإعيبلنسات» إنجلترا التى شهدت أجمل فترات حياتى خاصة فى تجربتى الاحترافية الأولى مع ويجان تدخل المونديال ولديها طموح كبير، فقد عايشت الإنجليز فى الموسم الماضى خلال تجربتى مع هال سيتى، ووجدتهم يعلقون آمالا كبيرة على منتخبهم لتحقيق مركز متقدم تستعيد به الكرة الإنجليزية سمعتها، ورغم التعادل مع منتخب أمريكا فإننى أعتقد أن إنجلترا قادرة على حصد النقاط الست والتأهل، وأتوقع صعود منتخب إنجلترا لدور الثمانية.

منتخبات أفريقيا لم تظهر بمستوى مرض باستثناء غانا التى تعد الأفضل، وكذلك منتخب كوت ديفوار الذى سيزداد خطورة وتألقا فى المباريات المقبلة.. البرازيل منتخب دائم الإبداع ويحظى بحب وتشجيع الكثير من المصريين، وأعتقد أن حظوظه فى الفوز باللقب كبيرة للغاية.

الماكينات الألمانية دائما ما تكون مرشحة للفوز باللقب، ولكن غياب قائدها «بالاك» سيجعل مهمتها صعبة.