بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين والعالمين سيدنا وحبيبنا محمد خير خلق الله أجمعين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته المخلصين وجميع التابعين ومن سار على نهجه واهتدى بهديه
و من كتاب الروح لابن القيم لتوضيح هذه المسألة والتى وقع فيها الكثير من الجهّال
الجزء : 1 الصفحة : 5
المسألة الأولى وهي هل تعرف الأموات زيارة الأحياء وسلامهم أم لا
ا
قال ابن عبد البر ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام فهذا نص في أنه يعرفه بعينه ويرد عليه السلام
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطب قتلى المشركين في بدر
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة أنه أمر بقتلى بدر فألقوا في قليب ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربى حقا فقال له عمر يا رسول الله ما تخاطب من أقوام قد جيفوا فقال والذي بعثنى بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون جوابا
الميت يسمع قرع النعل
وثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنه وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد
والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي
له ويستبشر به
وهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويرد، وإن لم يسمع المسلِّم الرد، وإذا صلى الرجل قريباً منهم شاهدوه وعلموا صلاته وغبطوه على ذلك.
الميت يستأنس بالحاضرين عند قبره ويسر بهم
قال أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبى الدنيا في كتاب القبور باب معرفة الموتى بزيارةالأحياء حدثنا محمد بن عون حدثنا يحيى بن يمان عن عبد الله بن سمعان عن زيد بن أسلم عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم)
فروى مسلم في صحيحه من حديث عبد الرحمن بن شماسة المهري قال: حضرنا عمرو بن العاص، وهو في سياق الموت، فبكى طويلاً، وحول وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: ما يبكيك يا أبتاه؟ أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟........الى ان قال
فإذا دفنتموني فسنّوا عليّ التراب سناً ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي، فدل على أن الميت يستأنس بالحاضرين عند قبره ويسرّ بهم. من كتاب الروح لابن القيم
حدثنا محمد بن قدامة الجوهرى حدثنا معن بن عيسى القزاز أخبرنا هشام بن سعد حدثنا زيد بن أسلم عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال إذا مر الرجل بقبر أخيه يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام وعرفه وإذا مر بقبر لا يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام. انتهى من كلام ابن القيم
وأخرج أبو يعلى عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «والذي نفسي بيده لينزلن عيسى ابن مريم ثم لئن قام على قبري فقال يا محمد لأجيبنه».
الاذان يسمع من قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه في اوقات الصلاة حسب التوقيت المحلي للمدينه المنوره
وأخرج أبو نعيم في دلائل النبوة عن سعيد بن المسيب قال: لقد رأيتني ليالي الحرة وما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري وما يأتي وقت صلاة إلا سمعت الأذان من القبر.
وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن سعد بن المسيب قال: لم أزل أسمع الأذان والإقامة في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام الحرة حتى عاد الناس،
وأخرج ابن سعد في الطبقات عن سعيد بن المسيب أنه كان يلازم المسجد أيام الحرة والناس يقتتلون قال: فكنت إذا حانت الصلاة أسمع أذاناً يخرج من قبل القبر الشريف،
وأخرج الدارمي في مسنده قال: أنبأنا مروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز قال: لما كان أيام الحرة لم يؤذن في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ولم يقم ولم يبرح سعيد بن المسيب المسجد وكان لا يعرف وقت الصلاة إلا بهمهمة يسمعها من قبر النبي صلى الله عليه وسلم
وقال ابن تيميه ما يروى ان قوم سمعوا رد السلام من قبر النبي صلى الله عليه وسلم او قبور غيره الصالحين وان سعيد بن المسيب كان( يسمع الاذان من القبر ليالي الحره ) ونحو ذلك فهذا كله حق .
وقال الحافظ محب الدين بن النجار في تاريخه
أخبرني أبو أحمد داود بن علي بن محمد بن هبة الله بن المسلمة أنا أبو الفرح المبارك بن عبد الله بن محمد بن النقور قال: حكى شيخنا أبو نصر عبد الواحد بن عبد الملك بن محمد بن أبي سعد الصوفي الكرخي قال: حججت وزرت النبي صلى الله عليه وسلم فبينا أنا جالس عند الحجرة إذ دخل الشيخ أبو بكر الدياربكري ووقف بإزاء وجه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: السلام عليك يا رسول الله فسمعت صوتاً من داخل الحجرة: وعليك السلام يا أبا بكر وسمعه من حضر.
سيدتنا عائشه تستتر حياء من سيدنا عمر وهو في قبره
ولأ احمد والحاكم عن عائشه رضي الله عنها قالت : كنت ادخل البيت , فأضع ثوبي , واقول : إ نما هو أبي وزوجي , فلما دفن عمر معهما ما دخلته إلا وأنا مشدوده علي ثيابي حياء من عمر . احكام تمني الموت لابن عبد الوهاب اخرجه احمد والحافظ الهيثمي مجمع الزوائد
الميت يتأذى وممكن ان يؤذيك
واخرج الطحاوي في معاني الاثار ج1 ص 296 من حديث ابن عمرو بن حزم بلفظ :
( راني رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر فقال (انزل عن القبر لا تؤذ صاحب القبر
ولا يؤذيك ) مجمع الزوائدج 3 ص61
ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قد اتكأ على قبر فقال له : ( لا توذي صاحب القبر )
ذكره المجد ابن تيميه في المنتقى ج2 ص 104 وعزاه لأحمد في المسند وكذا الحافظ ابن حجر في الفتح ج 3ص178 وقال إسناده صحيح .
صاحب القبر يشتكي.......... سبحان الله
وذكرابن القيم في كتاب الروح :-
وقال ابن أبي الدنيا: حدثني الحسين بن علي العجلي، حدثنا محمد بن الصلت، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن ثابت بن سليم، حدثنا أبو قلابة قال: أقبلت من الشام إلى البصرة، فنزلت منزلاً، فتطهرت وصليت ركعتين بليل، ثم وضعت رأسي على قبر، فنمت، ثم انتبهت، فإذا صاحب القبر يشتكيني يقول: قد آذيتني منذ الليلة، ثم قال: إنكم تعملون ولا تعلمون، ونحن نعلم ولا نقدر على العمل، ثم قال: الركعتان اللتان ركعتهما خير من الدنيا وما فيها، ثم قال: جزى الله أهل الدنيا خيراً، أقرئهم منا السلام، فإنه يدخل علينا من دعائهم نور أمثال الجبال.
مطرف يتحدث مع اهل القبور في اليقظه
حدثنا خالد بن خداش، حدثنا جعفر بن سليمان، عن أبي التياح قال: كان مطرف يغدو، فإذا كان يوم الجمعة أدلج قال: وسمعت أبا التياح يقول: بلغنا أنه كان ينور له في سوطه، فأقبل ليلة حتى إذا كان عند مقابر القوم وهو على فرسه، فرأى أهل القبور كل صاحب قبر جالساً على قبره، فقالوا: هذا مطرف يأتي الجمعة. قلت: وتعلمون عندكم يوم الجمعة؟ قالوا: نعم، ونعلم ما يقول فيه الطير قلت: وما يقولون؟ قالوا: يقولون: سلام سلام الروح لابن القيم
السلف وعمر ابن عبد العزيز يرسلوا السلام بالبريد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن حاتم بن وردان قال كان عمر بن عبد العزيز يوجه البريد قاصدا من الشام الى المدينه ليقرئ عنه النبي صلى الله عليه وسلم السلام . ذكره القاضي عياض في الشفا في باب الزيارة
وذكر الخفاجي والملا علي قاري في شرح الشفاء انه رواه ابن ابي الدنيا والبيهقي في الشعب ,
وقال الخفاجي : كان من دأب السلف انهم يرسلون السلام الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
, وكان ابن عمر يفعله ويرسل له عليه الصلاه والسلام ولأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ,
ورسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان يبلغه سلام من سلم عليه وإن كان بعيدا عنه لكن في هذا فضيله خطابه وعنده ورده عليه السلام بنفسه. من نسم الرياض للخفاجي وفي الصلاه والبشر للفيروزابادي
صاحب القبر يسمع الأحياء ويتحفهم ويفيدهم بسوره تبارك كامله
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: قال: ضرب رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر، وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ضربت خبائي على قبر، وأنا لا أحسب أنه قبر، فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هي المانعة، هي المنجية تنجيه من عذاب القبر» قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وذكره الخلال: عن الشعبي قال: كانت الأنصار إذا مات لهم الميت اختلفوا إلى قبره يقرأون عنده القرآن. قال: وأخبرني أبو يحيى الناقد قال: سمعت الحسن بن الجروي يقول: مررت على قبر أخت لي، فقرأت عندها {تبارك} لما يذكر فيها، فجاءني رجل فقال: إني رأيت أختك في المنام تقول: جزى الله أبا علي خيراً، فقد انتفعت بما قرأ.
الميت يستغيث بالحي
وذكر من حديث حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: بينا أنا أسير بين مكة والمدينة على راحلة وأنا مُحْقبُ إداوَة إذ مررت بمقبرة، فإذا رجل خارج من قبره يلتهب ناراً، وفي عنقه سلسلة يجرها، فقال: يا عبد الله انضح، يا عبد الله انضح، فوالله ما أدري أعرفني باسمي أم كما تدعو الناس قال: فخرج آخر، فقال: يا عبد الله لا تنضح، يا عبد الله لا تنضح، ثم اجتذب السلسلة فأعاده في قبره.
وقال ابن أبي الدنيا: وحدثني أبي، حدثنا موسى بن داود، حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: بينما راكب يسير بين مكة والمدينة إذ مر بمقبرة، فإذا برجل قد خرج من قبره يلتهب ناراً، مصفداً في الحديد، فقال: يا عبد الله انضح، يا عبد الله انضح، قال: وخرج آخر يتلوه، فقال: يا عبد الله لا تنضح، يا عبد الله لا تنضح. قال: وغشي على الراكب وعدلت به راحلته إلى العرج قال: وأصبح قد ابيضّ شعره، فأخبر عثمان بذلك، فنهي أن يسافر الرجل وحده