عبداللطيف عضو مرشح للإشراف
عدد المساهمات : 1342 تاريخ التسجيل : 29/01/2010 نقاط : 7206 الموقع : واذكر ربك اذا نسيت
| | الصلاة تشتكي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! | |
" الصلاة تشتكي" الشيخ خالد بن محمد الراشد معاشر الأحبة .. جاءني أحد الشباب منذ فترة ماضية وبدأ يعرض مشاكله .. وما هي أكثر مشاكل الشباب !!.. قال : أشتكي من .. كثرة الهموم والغموم .. أشتكي من .. قلة التوفيق في كل شأن من شؤون حياتي .. ما طرقت باباً إلا .. وجدته موصداً مغلقاً .. ما أقدمت على مشروع إلا .. باء بالفشل .. زيادة على هذا .. وجع يلازمني في بطني .. عرضت نفسي على الأطباء ... تنقلت من مكان إلى مكان طلباً للعلاج .. ولم أجده.. قلت مستعيناً بالله : المريض إذا مرض يذهب إلى الطبيب .. والطبيب ينظر في أعراض المرض ؛ ثم يبدأ بتشخيص المرض .. فإذا اكتشف العلة .. واكتشف المرض .. نصح بالدواء .. والمطلوب من المريض حين يُعطي الدواء أن .. يحافظ عليه .. بكميته المحددة .. في وقته المحدد .. قلت أيضاً له : المطلوب منك أنك تحافظ على الدواء .. قال : لا توصي حريصاً فلقد تعبت وأنا أبحث عن العلاج والدواء .. همومي كثيرة .. مشاكلي كثيرة .. آلامي التي أقضت مضجعي فلا أهنأ بطعام ولا بشراب ولا بمنام ... قلت : العلاج موجود .. ولكن المطلوب منك أنك تحافظ على العلاج .. وتدوام عليه .. قال : وما هو ؟!.. قلت : خمس صلوات في اليوم والليلة .. ( من أداهنّ حيث ينادى بهن – يعني في المساجد – من أداهنّ حيث ينادى بهن كن له نوراً وضياءً وبرهاناً يوم القيامة ).. ومن ضيعهنّ ضيعه الله يوم القيامة.. { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى } .. وأي هدىً أعظم من .. المحافظة على الصلوات .. { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى } .. هذا هو العلاج .. هذا هو علاج ذلك الشاب .. وعلاج مشاكل كل واحد منا : أن يطرق باب الطبيب خمس مرات .. وأن يرتمي بين يديه .. ويرفع إليه الحاجات والمسائل .. ويبتهل إليه بالدعاء والتضرع .. والله .. لن تُحل مشاكلنا .. ولن تُكشف همومنا .. ولن تتبدل أحوالنا إلا إذا .. استقمنا في الصلوات .. حالنا مع الصلوات .. يُبكي العين .. ويُدمي القلب .. ويقطّع الجبين .. انقسم المسلمون مع صلاتهم إلى ثلاثة أقسام : قسم : لا يصلي ..ولا يركع ..ولا يسجد ..لا بالليل ولا بالنهار .. أسماؤهم عبد الله ، وعبد الرحمن.. كذبوا والله .. كذبوا والله .. لو كانوا عبيداً لله ما خالفوا أوامر الله { أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ ، لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } .. والله نعرف كثير منَّ الله عليهم بالإستقامة والهداية .. سألناهم عن أحوالهم في الصلوات !.. كثير منهم يقول : مرت علي سنوات لم أسجد فيها ولم أركع .. سنوات .. لم يسجدوا لله فيها .. ولم يركعوا .. أي حياة هذه !!.. والله .. لن يستقيم حال الإنسان إلا إذا .. استقام على صلاته .. والله .. إنك لن تتقرب إلى الله بقربة أعظم من .. المحافظة على الصلوات .. قال صلى الله عليه وسلم : ( اكلفوا من العمل ماتطيقون ، واعلموا أنَّ خير أعمالكم الصلاة ) .. والله .. لن ينفعك .. صوم .. ولا حج .. ولا زكاة .. ولا أي نوع من الأعمال .. إلا إذا صلح أمر الصلاة .. أول ما يُسأل العبد عنه يوم القيامة .. سيُسأل عن صلاته .. إن استقامت وصلُحت .. نظر الله في باقي الأعمال وإلا .. { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً } .. قسم لا يركع ، ولا يسجد .. وهم كثير .. وهم كثير .. امتلأت بهم البيوت .. وانتشروا في الطرقات .. تراهم في المجمعات .. وأوقات الصلوات .. يغدون ، ويروحون .. كأنَّ الأمر لا يعنيهم .. قسم آخر : هم أيضاً كثير .. يقدمون ، ويؤخرون .. ينامون ، ويتكاسلون .. يلعبون ، ويلهون .. إن استيقظ من نومه ..صلى .. إن انتهى من لعبه ..صلى .. إن انتهى من أكله وشربه ..صلى .. تناسوا أنَّ الله قال : { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ } .. تناسوا أنَّ الله قال : { لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } .. تناسوا أنَّ الله قال : { إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً } .. لو أنك موظفاً في شركة من الشركات ، أو مؤسسة من المؤسسات ، ودوامها يبدأ في السابعة صباحاً .. فإذا بك في اليوم الأول تأتي بعد عشرين دقيقة من مرور الوقت ، ويستقبلك الرئيس .. سيغض الطرف عنك .. فإن جئته في اليوم الثاني سيخاطبك ويقول لك : إنَّ نظام المؤسسة ودوامها يبدأ في الساعة السابعة ؛ لا في السابعة والنصف .. ثم إذا تكرر التأخر ستُعطى إنذاراً شفهياً ، أو إنذاراً خطياً .. فإذا تكرر منك التخلف والتأخر ؛ فلا مكان لك في تلك المؤسسة .. هذه مؤسسة ، وشركة من الشركات .. فكيف بالذين .. يتأخرون عن طاعة ربّ الأرض والسماوات مرات ومرات.. قال صلى الله عليه وسلم : ( ولا يزال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله ) .. ( ولا يزال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله ) .. فقسم لا يركع ، ولا يسجد .. وقسم يقدّم ، ويؤخر ، ويتهاون ، ويتكاسل .. وهم كثير .. لا ينطلقون إلى المساجد إلا إذا سمعوا الإقامة ، أو انطلقت الصلاة بعد ركعة ؛ أو ركعتين .. تناسوا أنَّ الله قال : { السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ، أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ } .. قسم ثالث : وهم قلة قليلة .. - وأنا أعني ما أقول -.. قلة قليلة .. مقارنة إلى تعداد هذه الأمة .. أمة المليار ؛ أو ما يزيد .. تريد تشهد هذه القلة !!.. اشهدها في صلاة الفجر .. اشهد صلاة الفجر مع الجماعة حتى ترى عجب العجاب .. ترى أنَّ آلاف مؤلفة بل ملايين .. تغط في سبات عميق .. وقلة قليلة هي التي .. انتصرت على فرشها ، وعلى شهواتها ، وانطلقت تجيب منادي الله .. ينطلق أذان الفجر في الرابعة وسبع دقائق .. اخرج إلى الشارع .. اخرج حتى تعرف مقدار المأساة !!.. فلا تكاد ترى سيارةً تتحرك .. لا تكاد ترى إنسان يسير .. لا تكاد تسمع أصواتاً في البيوت .. ادخل المسجد .. ترى آباءاً ، وكباراً في السن .. وقلة قليلة من الشباب الذين هداهم الله .. والبقية الباقية .. تغط في سبات عميق .. والبقية الباقية .. تغط في سبات عميق .. ثم اخرج بعد صلاة الفجر بساعة .. ثم اخرج بعد صلاة الفجر بساعة .. وانظر إلى الناس .. قد ملأوا الطرقات والتقاطعات ، وانتشروا في مناكب الأرض يطلبون الدنيا .. ما كأنَّ الله قبلها بساعة ناداهم مناديه : الصلاة خير من النوم .. وواقع حال كثير من الناس يقول : النوم خير من الصلاة .. اسألك بالله العظيم .. أين صليت الفجر اليوم ؟!.. في صفوف المصلين !.. أم اتصفت بصفات المنافقين !.. أليست أثقل الصلوات عليهم .. صلاة الفجر ، وصلاة العشاء ! .. أليست هذه الأمة قد اتصفت بالنفاق في مشارق الأرض ومغاربها .. تريد تعرف مقدار المأساة !.. اسمع بارك الله فيك .. زرت ثانوية من الثانويات منذ أيام مضت .. وبعد أخذ وعطاء .. تعداد المدرسة أكثر من ثمانمئة ( 800 ) طالب في ريعان الشباب .. أعمارهم تجاوزت الثامنة عشر ، والتاسع عشر ، والعشرين عاماً .. رجال !!.. المفترض أنهم يغيروا الواقع .. أنهم يبدلوا الحال !.. سألتهم بعد أخذ وعطاء : اصدقوني في سؤالي هذا ؛ من منكم صلى الفجر في جماعة ؟!.. كم تظن من الثمانمئة ؟!.. مئة ، مئتان ، أم ثلاث ، أم أربعمئة .. والله الذي لا إله إلا هو .. لم يتجاوز العدد عشرين .. لم يتجاوز عدد الذين صلوا الفجر في جماعة من أبناء المسلمين في مدرسة تعدادها ثمانمئة طالب عشرون طالباً فقط .. وسبعمائة وثمانين بيت من بيوت المسلمين .. اتصف بالنفاق .. كيف يتغير الواقع ؟!.. كيف يتبدل الحال ؟!.. وأمتنا ضيعت الصلوات .. لما تنزَّل قول الله جلَّ في علاه على النبي صلى الله عليه وسلم : { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً } .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم باكياً ، يقول : ( يا جبريل تضيع أمتي الصلاة !! .. ( يا جبريل تضيع أمتي الصلاة !! .. قال : يا محمد يأتي أقوام من أمتك يبيعون دينهم كله بعرض من الدنيا قليل ) .. فضُيّعت الصلوات .. وارتُكبت المحرمات .. كيف يستقيم الحال !.. وكيف يتربى المجتمع على الفضيلة !.. إن لم نحافظ على الصلوات .. أليست الصلاة هي التي .. تنهانا عن الفواحش والمنكرات .. أليست الصلاة هي التي .. تنهانا عن الفواحش والمنكرات .. يكفينا أمراً ربانياً واحداً حتى نعلم عظم قدر الصلاة عند الله .. أما يكفيك .. أنَّ الله افترضها فوق السماوات .. أما يكفيك .. أن تعلم من قدر الصلاة وعظم شأنها عند الله أنها فرضت فوق سبع سماوات { وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ، ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ، فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى } .. أمره بخمسين صلاة .. فلا زال يخفف عنا حتى جُعلت .. خمس صلوات بأجر خمسين .. خمس صلوات بأجر خمسين .. الصلاة نور .. كيف تستطيع أن تسير في الظلمات ؟!.. كثير يتخبطون .. كثير يشتكون من الهموم والغموم .. علاجهم .. الانضمام إلى صفوف المصلين .. مآسي الشباب في كل مكان .. وعلاجهم .. ادخلوا بيوت الرحمن .. انضبطوا في صفوف المصلين .. التقيت ثلاثة من الشباب على أحدى الطرق الشمالية في ساعة متأخرة من الليل.. توقفت .. ركب الثلاثة .. قلت : أين تريدون ؟.. قالوا : نريد الدمام .. دار بيني وبينهم هذا الحديث .. قلت : ماذا تريدون من هناك ؟.. قالوا : نبحث عن وظائف .. ولا عيب أنَّ الإنسان يسعى في طلب رزقه .. لكن العيب كل العيب .. تخرجنا الدنيا .. ولا نخرج لأوامر الله جلَّ في علاه .. نخرج لقضاء حوائجنا ولأكلنا وشربنا .. ومنادي الله ينادينا : حي على الصلاة .. حي على الفلاح .. فنتهاون في الاستجابة لنداء الله .. قلت : ماذا تريدون من هناك ؟.. قالوا : نبحث عن وظائف .. قلت : لا عيب ؛ فما هي شهاداتكم والمؤهلات التي تحملونها ؟.. فقال الذي بجانبي : أنا عندي شهادة ثاني متوسط .. وأنت اللي ورا ؟.. قال : أنا أول متوسط .. وأنت يالثالث ؟.. قال : أنا لم أكمل الخامسة ابتدائية .. قلت : ما شاء الله .. المؤهلات .. لكن هي ليس المؤهلات ؛ الأمر لله من قبل ومن بعد .. { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } .. نعرف أصحاب شهادات .. لم يجدوا وظائف ، ولم يجدوا مرتبات .. ونعرف من لا يقرأ ، ولا يكتب .. أنعم الله عليهم ، وصبَّ عليهم من البركات .. السرّ : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ } .. جاء أحدهم إلى أحد الصالحين يشتكي ارتفاع الأسعار .. غلت الأسعار ، وارتفعت الأثمان للمطاعم والمشارب |
|