حرصت مصادر حكومية وأهلية هذه المرة, الى نفي المعلومة التي ترددت في بعض وسائل الاعلام بأن الضابط الأمريكي الذي قتل زملاءه, من أصول أردنية.
في الواقع لا يوجد أمريكان من أصول أمريكية إلا مَن تبقى ممن يُطلَق عليهم تسمية "السكان الأصليين" أو "الهنود الحمر" وكل من التسميتين -بالمناسبة- ذات طبيعة عنصرية. أما باقي الأمريكان الذين يعرفهم العالم فكلهم من أصول غير أمريكية.
من المهم هنا التساؤل: هل نشترك نحن العرب مع باقي شعوب الدنيا في القلق كلما حصلت في أمريكا جريمة كبرى? على سبيل المثال, عندما يرتكب أمريكي من أصول لاتينية جريمة ما, هل تسارع كل دول في تلك القارة الى البحث في سجلاتها المدنية لكي تنفي صلتها به? وبالمثل هل تسارع دول أفريقيا الى البراءة من أمريكي أسود؟
لقد نجح الأمريكان في خلق صورة افتراضية لدى العرب عن الأمريكي "المؤصل" وهو عبارة عن انسان "سوبر" يحقق النجاحات ولا يرتكب الجرائم, أما إذا فعلها فإن من الضروري البحث عن أصوله فهي السبب في انحرافه. إنها العنصرية مرة أخرى, والغريب أننا نقبل بها ونسهل مرورها.
أقترح على العالم كله! أن يتوصل مع الأمريكان الى اتفاق, بموجبه يكون إما كل الأمريكان أمريكان, او أنهم كلهم غير أمريكان بغض النظر عن أصولهم. بهذه الطريقة نصل على الأقل الى توزيع منصف للنجاحات الى جانب الاخفاقات الأمريكية.