مكوك الفضاء ديسكوفري يستعد للانطلاق
المكوك الفضائي في قاعدة كيب كانيفرال
يشهد عالم الفضاء الأربعاء حدثا تاريخيا بكلّ المقاييس، حيث من المنتظر أن
تستأنف وكالة ناسا رحلاتها بعد عامين ونصف من التوقف، منذ كارثة المكوك
الفضائي كولومبيا. ولأول مرة تتولى قيادة المكوك رائدة فضاء.
من
المقرر أن تبدأ رحلة ديسكوفري في الساعة الرابعة إلا تسع دقائق (بحسب
توقيت الساحل الشرقي بالولايات المتحدة) من مركز كينيدي الفضائي بقاعدة كاب
كانفرال بولاية فلوريدا. ووصل رواد الفضاء الذين سيسافرون في أول مهمة بعد
كارثة "كولومبيا" منذ عامين ونصف، إلى فلوريدا، فيما كانت "ناسا" قد وضعت
المكوك "ديسكفري" على منصة الإطلاق، قبل ظهور الإعصار "دينيس" القوي الذي
اجتاح منطقة جنوب ولاية فلوريدا، وخليج المكسيك. وعبّر الرواد السبعة
بقيادة ايلين كولينز عن تلهفهم للعودة إلى الفضاء، ورغم أنهم يدركون أن
الرحلة ليست خالية كليا من الأخطار، فإنهم لا يُظهرون أي تردّد.
الاستعدادات على قدم وساق
محطة الفضاء الدوليةوأعرب
مسؤول في إدارة الطيران والفضاء الأميركية عن ثقته بنجاح إطلاق المكوك
الفضائي ديسكفري لكنه أشار إلى أن بعض التفاصيل الصغيرة التي لم تحسم بعد
قد تؤجل الإطلاق. وتشمل تلك التفاصيل كيفية عمل خزان الوقود الجديد وما إذا
كان سيسمح للمهندسين بالاطلاع على بيانات بشأن كيفية تعرض قطع مقاومة
للحرارة لتلف فيما سبق، وكذلك استخدام المعلومات الواردة من بالونات مراقبة
الجو لمعرفة درجة حرارة الخزان الخارجي أثناء صعود المكوك إلى مداره.
وكانت
ناسا قد أعدت ديسكفري للإطلاق في وقت سابق، غير أنها أعادته إلى مبنى
التجميع في شهر إبريل/نيسان الماضي لتركيب خزان وقود خارجي جديد مزود بسخان
إضافي لمنع تشكل الجليد الخطر من الوقود البارد جداً، الأمر الذي أدى إلى
تأجيل إطلاقه من مايو/أيار إلى يوليو/تموز. وفي حال تأجل إطلاق ديسكفري مرة
أخرى، فإن هذا يعني أن عليه الانتظار إلى شهر سبتمبر/أيلول المقبل لضمان
إطلاقه خلال ساعات النهار.
تلافي أخطاء الماضي
مكوك الفضاء المنكوب كولومبياوكانت
وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" قد قامت بتعليق كافة الرحلات في أعقاب حادث
تحطم المكوك "كولومبيا" أثناء عودته للأرض، للقيام بمراجعة شاملة لإجراءات
الأمن والسلامة. يذكر أن المكوك ديسكفري لم يقم بأي رحلة منذ حادث تحطم
المكوك كولومبيا في الأول من فبراير/شباط 2003 ومقتل طاقمه المكون من سبعة
أفراد في رحلة العودة بعد 16 يوما من مغادرته للأرض، ويسعى المديرون إلى
الحصول على أفضل رؤية ممكنة لعملية الإطلاق، وذلك للتحقق من عدم تشكل
الرغوة أو اصطدام المخلفات الفضائية من حصى وغيرها بالمكوك وخزان وقوده،
كما حدث مع المكوك كولومبيا في العام 2003.
ولعلّ
من أبرز ما يميّز الرحلة أنّ قائدتها ستكون سيدة وهي إيلين كولينز، التي
تعدّ أوّل امرأة تقوم بقيادة مكوك فضائي، وذلك عام 1999، وتبلغ من العمر 48
عاما، ومتزوجة من طيار ومهمتها هذه هي الرابعة ويرجح أنها ستكون الأخيرة
على متن مكوك فضائي.