السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه وسلم أجمعين
أما بعد::
*جزء من النص مفقود*
جزء من النص مفقود.....جملة قد نقرأها في بعض الرسائل التي تأتينا على الجوال ، و هي تعني أن هناك جُزءاً من الرسالة مفقود ، و من خلال ذلك نعلم أن الرسالة غير مكتملة ..........و أحياناً تكتمل بعض الرسائل بالتحديث التلقائي !!
و هناك كثير من الناس يوجد لديهم ( *جزء من النص مفقود* ) في حياتهم !!
ومن يشاهد ما عليه كثير منهم و أحوالهم في هذه الأيام ، يرى بالفعل أن هناك جُزءاً من النص مفقوداً لديهم !!
و أقصد بذلك الجزء المفقود ( الاستقامة ) .
نعم .. إن هذا الجزء هو من أهم الأمور التي ينبغي على كل أحد منَّا العناية بها ، بل هو أصل ، لأن الأصل في المسلم الاستقامة على دين الله .
الاستقامة تعني الثبات على الحق و الوقوف عند حدود الله و الابتعاد عن ما حرم الله و السير في الطريق إلى الأمام ، و عدم التوقف فإن المتوقف لا يسمى مستقيماً ، و لا تنحرف يميناً و لا يساراً ، فالاستقامة ضد الانحراف .
قال تعالى في محكم التنزيل : ( فاستقم كما أمرت و من تاب معك و لا تطغوا إنه بما تعملون بصير ) سورة هود
و إليكم ما ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية : يأمر تعالى رسوله و عباده المؤمنين بالثبات و الدوام على الاستقامة و ذلك من أكبر العون على النصر على الأعداء و مخالفة الأضداد و نهى عن الطغيان ، وهو البغي إنه مصرعةٌ حتى و لو كان على مشرك و أعلم تعالى أنه بصير بأعمال العباد فلا يغفل عن شيء و لا يخفى عليه شيء .
و أيضاً قال تعالى : ( فلذلك فادع و استقم كما أُمرت و لا تتبع أهواءهم و قل آمنت بما أنزل الله من كتاب ) الآية..... في سورة الشورى.
و ذكر ابن كثير تفسير ذلك و قوله " فلذلك فادع " أي فالذي أوحينا إليك من الدين الذي وصينا به جميع المرسلين قبلك أصحاب الشرائع الكبار المتبعة كأولي العزم و غيرهم فادعُ الناس إليه . و قوله عز وجل " و استقم كما أمرت " أي واستقم أنت و من اتبعك على عبادة الله تعالى كما أمركم الله عز وجل.
و في صحيح مسلم عن سفيان بن عبد الله الثَّقفي قال: قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك و في حديث أبي أُسامة غيرك قال : قل : آمنت بالله ثم استقم .
قال القاضي عِياض رحمه الله : هذا من جوامع كلِمه صلى الله عليه و سلم و هو مطابق لقوله تعالى : ( إن الذين قالوا ربُنا الله ثُم استقاموا ) أي وحَّدوا الله ، و آمنوا به ، ثم استقاموا فلم يحيدوا عن التوحيد ، و التزموا طاعته سبحانه و تعالى إلى أن توفوا على ذلك . و على ما ذكرناه أكثر المفسرين من الصحابة فمن بعدهم وهو معنى الحديث إن شاء الله تعالى .
هذا آخر كلام القاضي رحمه الله .
و قال ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى : (فاستقم كما أمرت ) ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم في جميع القرآن آية أشد و لا أشق عليه من هذه الآية .
قال : وقيل : الاستقامة لا يطيقها إلا الأكابر لأنها الخروج عن المعهودات و مفارقة الرسوم و العادات ، و القيام بين يدي الله تعالى على حقيقة الصدق . بتصرف من صحيح مسلم بشرح النووي .
الناس و لله الحمد و المنة فيهم الخير الكثير و لكن ينقص الكثيرين منهم هذا الجزء !! و لا بد على كل أحد منا القيام بعمل (تحديث) لهذا الجزء المفقود ، و ذلك بـــــ ( الاستقامة ) على دين الله
.... فلنبادر أيها الإخوة ، و لتبادرن أيها الأخوات ، من هذه اللحظات بالاستقامة ، فإنها خير طريق سار عليه من قبلنا من الأنبياء و الصالحين ..
وفقنا الله و إياكم لكل خير وللاستقامة على دينه و ثبتنا و إياكم على الحق ..