مسا الخير...
البوم ،الغراب ، رقم 13 ،....الخ . كلها امور يتشائم منها الكثيرون منذ ازمانقديمه جدا ، ويعتبرونها من علامات النحس ، ولو سألنا المتشائم عن سبب تشاؤمه من تلك الاشياء ، فعادة لن يعرف الاجابه!! لانها امور يتوارثها الناس على مر الاجيال دونمعرفة الاسباب الحقيقيه وراءها.وغاليا مايكون التشاؤوم بسبب العادات والتقاليد ومعتقدات مندثره ، قد يكون لها مايبررها في الماضي ، لانها كانت تتفق مع عقلية الناس في تلك الازمان التي طغى عليها الجهل والاعتقاد بالخرافات .وهناك دراسات علميه اجريت لمعرفة جذور الاشياء التي تبعث على التشاؤم عند الناس ، وقد اتضح من خلالها الكثير.
فعلى سبيل المثال يتشاءم معظم الغربين من الرقم (13) دون ان يعرف غالبيتهم سبباً لذلك ، فتجد معظم فنادقهم لاتحتوي غرفا تحمل هذا الرقم
بل ان الكثير في ( الولايات المتحده الامريكيه) قد تخوفوا من فشل المكوك الفضائي (ابوللو 13) في رحلته الى القمر ، فقط لانه يحمل الرقم 13 !!
والطريف في الامر ان (ابوللو 13 ) تعرضت لمشاكل كثيره خلال رحلتها ، ففشلت في مهمتها !! الامر الذي رسخ في المعتقدات الغربيه التشاؤم من الرقم (13) ويرى الباحثون ان سبب تشاؤم الغربين من هذا الرقم هو ارتباطه بـ(يهوذا) الخائن الذي خان المسيح (عيسى عليه السلام) في قصة العشاء الاخير ، اذ كان ترتيبه الثالث عشر من بين الاشخاص المدعيون.
اما التشاؤم من المرور من تحت سلم خشبي ، فاتضح ان سببه يرجع الى القرون الوسطى عندما كانت معظم احكام الاعدام في اوربا تنفذ باستخدام سلم خشبي مستند الى الحائط ويتدلى منه حبل المشنقه
وقد ارتبط وضع السلم بهذه الطريقه بأذهان الناس بفكرة الاعدام ، ومن هنا نشأ التشاؤم من هذا الامر!! وقد توارث الكثيرون في اوربا هذه العادة حتى ان الكثيرين منهم لازالوا يمتنعون عن المرور تحت سلم خشبي ويتشاءمون من ذلك دون ان يدركوا السبب.
كما يعتبر الغراب ايضًا نذير شؤم للحضارات الغربيه والشرقيه على حد سراء،لانه – وكما تذكر القصص الدينيه – ارتبط منذ بدء الخليقه بارتباطات مشؤومه ، فحين قتل (قابيل) اخيه (هابيل) لم يعرف كيف يتخلص من جثته، فشاهد غرابا يحفر في الارض ليدفن جثة غراب اخر ميت
ومن هنا نبتت في رأس هابيل فكرة دفن الميت!! ومن هنا ايضا ارتبط الغراب بالموت وتشاءم منه الناس . وهناك ايضا روايات تقول بان نبي الله ( نوح) عليه السلام قد ارسل غرابا ليعرف له بأمر الطوفان ومنسوب المياء ، ولكن الغراب انشغل بجيفة طافيه ولم يرجع ، فأرسل نوح عليه السلام حمامه بدلا من الغراب فأتته بورقة خضراء عرف منها ان الطوفان قد انتهلا وان منسوب المياه قد انخفض ، وهذا من احد الاسباب التي تفاءل فيها الناس منذ القدم بالحمامه واعتبروها رمزا للسلام.
اما البوم فهى اشهر نذير شؤم على الاطلاق ،ويعود سبب التشاؤم منها الى انها تعيش نهارا في المباني المتهالكه المهجوره ، ولاترى الا ليلاً ، كما ان هناك اعتقاد بدائي انه في حالة موت الانسان فان روحهه ستخرج على هيئة طائر البومه لتصرخ حزناً على جسدها المدفون في القبر.
وهناك ايضا التشاؤم من اشعال (3) سجائر من عود ثقاب واحد
وامر هذا النوع الغريب من التشاؤم يعود الى الحرب العالميه الاولى ، فعندما كان الجنود يمضون اوقاتا طويله في الخنادق، كان بعضهم يشعل سيجاره ، ومن نفس عود الثقاب يشعل زملائه ، وعندما يشعل ثالث شخص سيجارته من العود يصاب برصاص الاعداء ، وذلك لان عود الثقاب يكون في الليل هدفاً مرئيًا واضحا ، وفي المدة التي يشعل فيها الاول والثاني سجائرهم يكون العدو قد احكم التصويب فيصيب الثالث ، وادى تكرار هذه الحادثه الى نشوء التشاؤم من اشعال( 3 )سجائر من عود ثقاب واحد!!
وقد كان العرب في الجاهليه يؤمنون كثيرا بالتشاؤم وكانوا يطلقون عليه لفظاً آخر وهى : ( التطير) ،وهذه الكلمه مشتقه من عادة زجر الطير ، فقد كانوا يزجرون الطير او يرمونه بحجر، فان طار يميناً تفاءلوا بما سيقومون به من عمل ، وان طار يساراً تشاؤموا واعرضوا عن القيام بما كانوا ينوون فعله . وقد كان الشرقيون كثيري التطير من الوجوه ، ولازال هذا النوع منالتطير قائماً عند الكثيرين حتى هذه اللحظه ، اذ نسمع من يقول بأنه قد لاقى سوء حظ في يومه لانه لاقى شخصا ما !!
وهناك رواية طريفه حول هذا الامر بالذات ، اذ يحكى ان احد ملوك الفرس قد خرج للصيد فكان اول من شاهده في رحلته رجلاً اعور ، فتشاءم الملك من رؤيته لذلك الاعور واعتبره فألا سيئاً ، فضربه وامر بحبسه ، ثم ذهب للصيد وهو يحمل شعوراً بالتشاؤم بأنه لن يصطاد شيئاً ، ولكنه تفاجأ حين اصطاد صيداً كثيراً لم يتوقعه اطلاقاَ ، فشعر بالندم الشديد لما فعله بذلك الاعور ، فلما عاد من رحلة صيده امر باطلاق سراح الاعور واغدق عليه بالمال الوفير تعويضا له عما فعله به، ولكن الاعور رفض ذلك المال ، وقال للملك : ( انك لقيتني فضربتني وحبستني ،ولقيتك فاصطدت صيداً وفيرا ، فمن منا كان شؤماً على الاخر ؟؟!!)
وهناك امور كثيره اخرى تبعث للتشاؤم ، بعضها له اسباب وجذور عرفها الباحثون كالتي ذكرناها والبعض الاخر له اسباب مجهوله ، كالتشاؤم من تحريك المقص سريعاً في الهواء دون ان يقص شيئاً ، او لمس الخشب حتى لاينطوي الكلام على الحسد وهناك اختلاج العين ، فاذا اختلجت – ( أي رفت) – العين اليسرى كان نذير سوء لسوء الحظ والعكس صحيح ، والطنين في الاذن اليسرى يعني سماع خبر سيء والعكس صحيح ايضاً.
كما ان هناك بعض الامور التي تبعث على التشاؤم لشخص ، في حين يتفاءل فيها آخرون ، وامور كثيره كهذه ليس لهامقاييس كالتشاؤم من بعض الالوان مثلاً ، والذي قد يعتمد على معتقدات الانسان وتجاربه في الحياة.
>> منقول >>
تحياتي للجميع...