الوحوش والاشباح مازالت تحظى بالشهرة والاقبال مع ان معظمها
تظهر وحوشاً خارقه لطابع الرعب الشيطاني , ومن هذه الافلام "البريئين"
(1961) و"الاصطياد" (1963) وهي من افلام القيمه الانتاجيه العاليه ذات الجو
الغوطي ومن ابرز افلام الرعب بالستينيات فيلم "طفل روزماري" (1968) وهو من
النقاط الهامه في تحولات نوعيه الرعب الشيطاني, فمـنذ بدايه الستينيات
تغلغـلت عدة افكار لنوعيه الرعب الشياطني كلذه الانتقام بفيلم "القصر
المـنـتاب" (1963), "مـدينه المـوتى" (1960), "طارد الارواح" (1973).
وانحلال البراءه بفيلم "طفل روزماري", "الساحرات" (1966), "الآخر" (1972)
و"طارد الارواح", "لاتنظر الآن" (1973). والسيطره الخارقه ظهرت بفيلم
"البريئين", "لـيله النسر" (1962) "تملك جول ديلاني" (1972) , "الآخر",
"طارد الارواح". ومعظم هذه افلام تشدد على الرمزيـه المسـيحيه. وفي هذه
الفتره قدم هتشكوك تحفه فنيه اضافيه لسينما الرعب وهي "الطيور" مثال على
نوعيه الارماغدون, وتظهر بطـش الطـبيعه على الانسـانيه وكان هذا الفيلم
اكثر افلام الرعب تأثيراً بالستينيات بالاضافه الى رائعة جورج رومـيرو
"ليله الموتى الاحياء" (1968) والذي اعطى لافلام لزومبي تصوراً جديداً
ومديـداً بالاقبال وتـم اعادة انتاجه مرتـين; في سنه 1990 للمخرج تـوم
سافـيني وبسنه 2006 للمخرج جيـف بردوستريت. وفي سنه 1973 انضـم فيلم جديد
لقائـمة افضـل افلام الرعب بتـاريـخ السينما وعلى حسب قول الناقد ستانلي
كوفمان :"مخيف كالجحيم ! وان تود ان ترتـعش فعليك بمشاهدته.", وقد قدمه
ويليام فريدكـين بعنوان "طارد الارواح" من كتابه ويليام بيتير بلاتي (كاتب
الروايه ايضاً), والذي يصور التعامل مع طـفله ممسوسه بقـوى شيطـانيه. نال
هذا الفيلم عـشرة ترشيـحـات للاوسكار وحصـل على اثنتين (افضل صوت ونص
مقتبس) وكان بمثابة صدمه فنيه محققاً اضخم الارباح واصبح ثاني اشهر فيلم
بتلك السنه بعد "اللسع" للمخرج جورج روي هيل.
ومن ابرز ما انتـج في السبعينيات فيلم "البشـير" (1976) الذي يدور حول
اكـتشاف احـدى الاشخاص حـقيقه ابنه المتبنى (ابن الشيطان) وسيحـاول من
حـوله قتل تـلك البراءه التي يتخفى وارءها جحيم يقتل كل من يقف بطريقه.
وتتبع الفيلم ليصبح الجزء الاول من سلسله التي صورت دايمان ثورن ذلك الطفل
الخبيث في ثلاث مراحل من حياته (طفل , مراهق , بالغ) وتم اعده انتاج الجزء
الاول سنه 2006 من هذه السلسله الشهيره. كما اصدر فيلم "مذبحه منشار تكساس"
(1974) الذي اصبح هو الآخر ضمن سلسه افلام شهيره وتم اعادة انتاجه سنه
2003. وفي السبعينيات بدأت "عملية" اقتباس روايات الرعب للكاتب ستيفين كينغ
وقد اصبح كل ما يكتبه كمصدر لتبني تلك الروايات وتحويلها الى الافلام,
اولها "كاري" (1978) للمخرج بريان دي بالما.
جون كاربتنر الذي كان قد اخرج فيلم الخيال العلمي "النجم الاسود" (1974)
وفيلم الحركه "هجوم على منطقه 13" (1976) ابتكر فيلم "هالووين" الذي حقق
ضجه ونجاحاً هائلاً وشهره عالميه جعلته كايقونه لنوعية الرعب ويعد من انجح
الافلام المستقله, وقد انتجت سلسله لتلك الشخصيه مايكل على مر السنين الذي
يعد من اشهر الشخصيات القاتله بالافلام, كما يعتبر بريان من اكثر المخرجين
تأثيراً وانجازاً بافلام الرعب والخيال العلمي بهوليوود.
وفي خلال سنه 1975 عند بداية مهنة احدى اعظم المخرجين لمعاصرين, ستيفين
سبيلبيرغ قام باخراج احدى ابرز افلام الرعب واشهرها, "الفك" حيث يصور لنا
الهلع والخوف من افتك وحوش البحار القرش. ويمتاز الفيلم ببراعه عناصر الرعب
ولمسات سبيلبيرغ الغرائبيه. وعدة افلام قادمه صورت رعب قصص الحيوانات
المفترسه متأثره من النجاح الهائل لفيلم "الفك" مثل "الحوت القاتل" (1977)
و"بعيداً عن القعر" (1979)... فرائعة سبيلبيرغ الصادمه مارست تأثيراً
غريباً بتلك الفتره وافلام اخرى تتبعت بالاسلوب والموضوعيه نفسها مثل
الفيلم المكسيكي "تنتوريرا" (1977) و"غريزلي" (1976) والايطاليين
"تنتاكليس" (1977) و"الابيض العظيم" (1980)... وبينما كانت هذه المحاولات
الفاشله تسعى لتشابه ما قدمه سبيلبيرغ من نجاح قد حان الوقت لتفرض
المخلوقات الفضائيه نفسها بالسينما عن طريق المخرج ريدلي سكوت في تحفته
الفنيه المتـقنة الصنع "مخلوقات فضائيه" (1979) الذي يجـمع بين الصـور
العـنيفه واداء متقـن والتأثـيرات البصريه المذهـله, ونالـت شهره ونجاحاً
عالمياً وانتجت له سلسله افلام : "مخلوقات فضائيه" (1986), "مخلوقات
الفضائيه³ " (1992) و"مخلوقات فضائيه: الانبعـث" (1997) والتي تم دمجها مع
سلسله "بريداتور" سنه 2004 و2007.
في ذلك الوقت في بلاد اوروبا كان هنالك عباره عن "انفجار" بافلام الرعب
خاصه من المخرجين الايطاليين, ومن ابرزهم ماريون بافا - مخرج معروف للعصر
الذهبي بافلام الرعب الايطاليه, والمخرج درايو ارغينتو ولوسيو فالـسي...
كما المخرجين الاسبانيين مثل باول ناسشي وجـيس فرانـكو... وكانت هذه
التحركات تأثراً من النـجاح الهائل الذي حظيت به الشركه البريطانيه هامير.
وبشكل عام تصـور افلامهم مواضـيع الرعب التقـليديه - مصاصـي الدماء,
مستذئبين, الزومبـي والقاتـلين المتضطـربين نفسياً; لكن بمعالجه في اسلوب
اوروبي خاص. وحين ذلك برزت نوعيه جديده للسينما, وهي النوعيه الايطاليه
غيالو Giallo (اصفر بالايطاليه) واولى هذه النوعيه فيلم "الفتاه التي عرفت
الكثير" (1963), وتصور افلام هذه النوعيه حوادث القتل وتظهر تنظـيماً
موسيقياً, وتـضم عـناصـر التشـويق والجريمه اكـثر من الرعب. وتأثـراً من
شركـه هامير والتحـركات الاوروبـيـه بافلام الرعب مخرجـي هونـغ كونـغ بدأوا
بانـتاج افلام الرعب ذات الطـابع الصـيني وحتى ادخال الفنون القتالـيه,
ومـن هـذه الافلام "اسطوره سبـعة مصاصي دماء ذهبيين" (1974) وفيلم "لقاء
غير متوقع مع طفـل شبح" (1980) وهكذا ظهرت نوعيـه تجمع ما بين الرعب
والهـزل وفـنون الكونـغ فو التي ادخلت بفيلم "السيد مصاص الدماء" (1985)
و"قصة شبح يابانيه" (1987).
في الثمانـينيات معـظم الافلام الناجحه كسـبت اجـزاءاً ومنها فيلم "ضـجه
الـروح" (1982) للمخرج توب هـوبير وكـتابه سبيلبيرغ وانـتـاجه, وتتبعه
فيلمان, مثل سلـسله "فرايدي الثالث عشر" التي بدت كانها لامنتهيه, ونفس
الامر مع سلسله "هالووين".. وظهر سلسله تجاري هتان السلسلتان وهي "كابوس في
شارع ايلم" ونالت شهره شاسعه واعجاباً كبيراً من النقاد حيث تجمع قصة
الفيلم بين الاحلام والحياة الحقيقيه; وقد اصبح الجزء الاول كرمز نجاح
لصناعة شركه New Line Cinema حـتى قدوم "سيد الخواتم" سنه 2001. من ابرز
واكثر الافلام تأثيراً بهذا العقد هو فيلم "الضي" لستانلي كوربيك يصور فيه
فندقاً يمئله الهوس والغموض والهذيان. وقد خلق كوربيك جواً مميزاً وخاص في
مشاهد الفيلم مع خباياه ومظاهره (المصعد والفتاتان التوأم, الاغراض الحمراء
والصفراء, تناقل واختفاء الاشياء وسط الالحان الموتره) وبالاضافه الى ذلك
وضع حركة فنيه في نهاية الفيلم والتي تعتبر اعظم حركه خارجيه في تاريخ
السينما.
بدأ عقد التسعينيات بمعظم افكار ما سبقه وقد حققت عدة افلام بقصص جديده
نجاحاً وشهره شاسعه, بعد نجاح فيلم "الدميه" (1988) حيث تصبح احدى الدمى
الشخصيه القاتله بسكينها وتأثـيرها النفسي وجملتها الشهـيره "اتريد اللعب
؟" Wanna Play? وامتد الفيلم بسلسله : "الدميه 2" (1990), "الدميه 3"
(1991), "زوجه تشاكي"(1998), "بذره تشاكي" (2004). وفيلم"ليبريشان"(1992)
الذي امتد بسلسله هو الآخر حتى سنه 2003 بعد نجاح الجزء الاول بميزانيه
رخيصه. شخصية مصاص الدماء مازالت تحظى بالاقبال ورفعت من شأنها بعد اصدار
فيلم "مقابله مع مصاص دماء" من بطوله الممثلين توم كروز وبراد بيت, يبرز
الفيلم نوعية الدراما لاظهار الكئابه والوحدة لحياة الخـلود لمصاص الدماء,
وفيلم "دراكولا" (1994) للمخرج فرانسيس فورد كوبولا الذي يعرض قصه عاطفيه
للكونت دراكولا, وفاز بثلاث جوائز اوسكار (مكياج, مؤثرات صوتيه ازياء). وقد
تتابعت سلسله افلام الرعب : "كابوس في شرع ايلم", "فريداي الثالث عشر",
"هالووين"; التي لم تنل اية اعجاب يذكر من النقاد (حتى معجبي السلسله)
وبقدوم فيلم "صرخه" سنه 1996 انعش افلام الرعب الى الالفيه بطرازه الجديد
والطرح الذكي فيدخل حوارات عن افلام رعب شهيره :"هولووين" و"فرايدي الثالث
عشر". ويصور قاتلاً ذو قناع شبحي مخيف وسط الغموض والشكوك والضغوط النفسيه,
فلا تعرف هوية القاتل حتى نهاية الفيلم - يتضح وجود قاتلين - وقد اصبح
ايقـونه جديده لافلام الرعب .
في عقد التسعينات التي قدم فيها ابرز افلام تاريخ السينما باكمله (و هو
افضل عقد وبالاحرى "معجـزه سينمائيه") لا بد لافلام رعب عظيمه ان تصدر.
وهذا ما قد حدث
بالفعل وقد صدر فيلما رعب عظيمان: "صمت الحملان" (1992) الذي اعتمد على
الاداء المتقن من الممثله جودي فوستر وانتوني هبكينز بقصه حول شخصية
هانيبيل المخيفه (من ابـرز الشخصيات الشريره في تاريخ السينما) في محاوله
القبض على قاتل متسلسل يدعى "بفيلو بيل" (المـتأثره من شخصية قاتل حقيقي
يدعى ايـد غاين; مثل شخصيه نورمان بيتيس من فيلم "نفسي" وشخصيه "ذو الوجه
الجلدي" من "مذبحه منشار تكساس"). احدث الفيلم ضـجه هائـله وحاز على خـمس
جوائز اوسكار اساسيه (فيلم, ممثل, ممثله, نص مقتبس) وقد حقق لحظـه تاريخيه
لنـوعية الرعب بالاوسكار, واصبح ثـالث فيلم يفـوز بخمسة جوائز اوسكار
اساسـيه بعد فيلم "حصـل بليله واحده" (1934) و"طار فوق عش الوقواق" (1975).
الفيلم الآخر هو "الحاسه السادسـه" (1999) الذي قام بختم عقد قدم افضل
الافلام بتاريخ السينما, يدور حول قصة الطفل كول (هالي جول اوزمنت) الذي
"يرى الاموات يمشون في كل الاماكن. ولا يعرفون انهم اموات, ويرون ما ترغب
عيناهم برؤيته." في نص كتابي مذهل بتقديم ممتاز تضع نهايه تفاجىء الجميع
بطريقه خاصه. وهكذا ختمت نوعية الرعب عقد التسعينيات باحدى افضل الافلام
على الاطلاق, وبدأت الالفيه الجديده.
معظم افلام الالفيه تحمل افكاراً ضعيفه محشوه بالدماء والقذارات لا اكثر
ولا تلقى اية رواج بالرغم من التقنيات الحديثه والامكانيات الضخمه, فلم
يقدم اية فيلم قد يذكرنا بتأثير كلاسيكيات واتقانها واصالة رعبها, ومن هنا
فاعادة انتاج الافلام الكلاسيكيه وتكرار نفس الموضـوعيه مع اجزاء جديده
اصبـح روتيناً في هذه الفتره; فما قد اثبـته معظم رواد سينما الرعب تقريباً
من السبعينيات حتى الالفيه هو انه لا يمكن لاية نوعيه اخرى ان تنافس نوعية
الرعب بانتاج اكبر عدد ممكن من سلسلات الافلام واعادة انتاجها. لعل افضل
ما قد انـتج في الالفيه هو الجزء الاول من السلسله "المنشار" الذي يعتبر
اكـثر افلام الرعب تأثيراً في هذه الفـتره واحدث صـدمه في نـوعـية الرعب.
فما يميز افلام الرعب في الالفيه هو تصوير مشاهـد قويه وحشيه كما صورتهـا
سلسـله "المنشار" (التي ابتدئهـا الجزء الاول) وفيلم "النزل" وجزئه الـثاني
مع مشاهـد مقززه وجنسيه فاضحه. فبعد نجاح "المنشار" ساعد في ولادة
انبعاثه جديده (كما وصفها النقاد) "التعذيبيه الاباحيه" Torture porn واطلق
هذا الاسم اول مره على فيلم "النزل" (2005) وبالرغم من ان هذا التوجه قد
طبق سابـقاً بفيلم "نايس موي" (2000) والجزء الاول من "المنشار". ونوعية
"التعذيبيه الاباحيه" هي ما تميـز بشكل بارز الاجزاء الاخيره من سلسله
"المنشار", وعدة افلام اخرى مشابهه لنفس النمط مثل "سائح" (2006) و"منطقه
حدود" (2007).
يعتبر الجزء الاول من سلسله "المنشار" افضلها, ويعتمد على حبكه غامضه
بتقديم ممتاز مع نهايه مفاجئه تمهد لاجزاء جديده باساليب التصوير المتسارعه
المستخدمه
والتي ستطور في الجزء الرابع من السلسله للمخرج دارين لين بوسما; الذي تبنى
السلسـله واخرج الجزء الثاني, الـثالث والرابع, بالرغم من الفشل الفني
ككـل. افلام الرعب في هذه الفتره منتقده بقسوه لما تبعثه من صور مقززه
ومخيفه بمؤثراتها البصريه والصوتيه دون اية قصه مبتكره واداء او سيناريو
قوي ( بالطبع الجميع والنقاد يقدرون اعمال الاسطوريين الفريد هتشوكوك,
الفريد كوربيك, جايـمس وال... ومن ابدعوا في هذا المجـال بافلام عظيمه
راسخه بالـذاكره امثال ستيفين سبيلبيرغ, ويليام فريدكين وريدلي سكوت). في
الالفيه وصلت افلام الرعب المدمجه بالخيال العلمي الى الهاويه مع افلام
"مخلوقات فضائيه ضد بريداتور" وجزئه الثاني التي تقدم كل ما
هو متوقع بنفس الافكار. اشد ما يذكـر في الالفيه هي افلام الرعب البريطانيه
التي رفعـت من شـأن نوعية الرعب حين حاولـت السينما البريطانيه فرض نفسـها
بقوه من خلال فيلمي رعب : "بعد 30 يوم" (2002) الذي لقي اقبالاً ممتازاً
حيث تصور لندن خاليه من السكان, والنجـاه من الفيروس الذي دمر البشـريه
وجعل سكانها وحـوش عطشى للدماء وهو من اولى الافلام التي ركزت على موضوعية
الفيروس. الفيلم البريطاني الآخر هو "شاون الميتين" (2004) الذي يجمع
البراعه والرعب في القالب الضاحك المستهتر باشتراك الاول من الداهيتان
ايدجار رايت وسيمون بيغ. يعرف الفيلم باساليب عرض استخدمت بافلام سابقه
وبرامج تلفزونيه, وقد حقق نجاحاً كما لم يسبق لاية فيلم زومبي خلال عشرات
السنين. ويعتبر من افضل الافلام البريطانيه وافلام الرعب والزومبي.
مخرجي السينما المعاصره الكبار لم يهتموا الى غزو نوعية الرعب لصعوبة
التعامل مع الجانب القصصي ومـادتها, فقد توجه عدة مخرجين كبار الى هذه
النوعيه سابقاً وقاموا باخراج افضل افلام تاريخ السينما منهم الفريد هتشوك
بفيلمين - "الطيور" و"نفسي" وستانلي كوربيك بفيلم واحد - "الضي". ولكن ما
قبل الفتره الالفيه الحديثه
لم يوجد اية اقبال من مخرجين كبار بشكل ملازم وجديد مثل : ستيفين سبيبيرغ,
مارتن سكـورسيزي, جايمس كاميرون, الاخوان كوين, كوانتين ترانتينو, بيتير
جاكسون, فرانسيس فورد كـوبولا, ريدلي سكـوت وغيرهم. فمعـظم مخرجي افلام
نوعيه الرعب المعاصرين لا يملكون الخبره والامكـانيات فتدفـعهم الرغـبه الى
اعادة الشخصـيات وانتاج السلسلات مرارً وتكراراً دون حصـد اية نجاح, فلهذا
لن نلحظ اية اداء من نوعية الرعب في الاوسكار والجوائز فلم تعـتمد على
حـبكه محكمه او حتى اساسـياتها كالمؤثرات البصريه والصوتيه والموسيقى.
فتعتمد معظم افلام الرعب على حبكه ضعيفه تتخذ شكلية قاتل يتجه الى القطع
وسفك الدماء دون التعمق او حتى البراعه في الانتاج, عدى انتاج سلسله لرغبة
الاموال فاصبحت الكثير من افلام الرعب سطحيه بكثرة اعادات انتاجيه التي
تنتهي بالفشل مع اصدار اجزاء غير مستلزمه, فهكذا ان الصدمه الاولى هي
الاساس فكل جزء اول من سلسله : "الصرخه" "كابوس في شارع ايلم" "هالـووين",
"ليليه الميتين الاحـياء", "المنـشار", "مخلوفات فضائيه" هو فيلم قوي يستحق
الاشـاده بعرضه وقصته المبتكره وتقديمه لاساليب وافكار جديده, واما ما
تبعها من اجزاء فهو عباره عن محاكاه فاشله (باستثناء الجزء الثاني من سلسله
"مخلوقات فضائيه") التي تدخل كل ما هو متوقع بذات المجريات ومبتعدتاً عن
الفراده والاداء القوي .
في الاخير بقيت نوعية الرعب راسخه منذ اكثر من مئه سنه لاستلزامها والاقبال
الشديد عليها فنوعية الرعب رغم الصور العنيفه والمشاهد المفاجـئه بصـوت
حـاد التي تبعثها اصبحت جزءاً من عالم السينما لما تقدمه من اثـاره, خـيال,
رهـبه وقوه. فتدخل الى نفس المشاهد "الحياه" بطريقه عنيفه تلزمه على
الانفعال الشديد, وقـد قدمت بالشكل المثالي بكثير من افلام عظيمه نادرة
الوجود في تاريخ السينما. والتي ما زالت تثير الدهشة والاعجاب وتحاول
العثور على اعلى صرخه ممكنه من مشاهديها